أقلام حرة

وخزه للضمير / احمد جبارغرب

بعيداً عن كل الحسابات الانتهازية الضيقة  التي ينغمس بها شارعنا السياسي ولكي تكون العملية السياسية والتوجه الديمقراطي في مساره الصحيح وبذلك نكون قد ساهمنا في ترسيخ قيمها وأهدافها وهذا ما نتطلع إليه جميعا ويكون مدعاة لسرورنا.

 أما المتتبع لما يجري من تشاكسات وتقاطعات وتصريحات  وما ينبري له البعض في الهجوم والدفاع لأجل أمور شخصية ومصالح حزبية ضيقة  بعيدة عن تطلعات الشعب ومكابداته  لهو شيء مخجل ووصمة عار في جبين تلكم الشخصيات وتلك الأحزاب الهزيلة التي منطلقاتها خدمة الشعب ولكنها تمارس القمع والتنكيل به بصورة أو بأخرى وما يعانيه أبناء شعبنا في كردستان من احتواء لحريتهم وانكفاء لطموحهم في العيش بحياة حرة كريمة  لهو مدعاة للسخرية  والأسف في آن معا  وما انسلاخ تشكيلات وقوى فاعلة  من القوى الكلاسيكية التي سيطرت ولاتزال تسيطر على المشهد السياسي  في شمالنا الحبيب إلا دليل على ذلك ، وما موجة الاعتقالات والقمع بحق الصحفيين بين الحين والاخر إلا وجه أخر لما تعانيه طلائع الشعب الحرة والمعبرة عن إرادته ونبضه الحي ..عقود من السنين ولاتزال كردستان تحكمها طبقة سياسية مترفة لا يشغلها شيء  سوى تكديس الثروات  وبعثرتها هنا أو هناك من قبيل دعوة المطربة الفلانية للغناء  في منتجعات كردستان او الممثلة العالمية لحضور فعاليات كذا أوإقامة المهرجانات الترفية التي تعكس حضارة شعبنا أو همومه وتطلعاته أو خسارات فاحشة في القمار على طاولة العلب الليلية في تلك الدولة أو غيرها  ناهيك عمى خفي من ظلم واستهتار بكل القيم والتي تمارسها مجاميع مسلحة تابعة لتلك الأحزاب  الانتهازية وبشكل عنصري ضد الفئات والشرائح الاجتماعية الأخرى وهي نفسها التي وقفت مع صدام ونظامه البائد والوحشي عندما اتجهت بوصلة مصالحها هناك هكذا وبكل بساطة !! واليوم نستشعر من خلال التصريحات النارية  التي تطلقها أبواق تلك الأحزاب  من اجل سحب الثقة  ليس من اجل  مسار ديمقراطي صحي ومعافى وإنما لأجل  أهداف شخصية  مريضة تغلغلت  في نفوس البعض.. ان التطور الذي حصل في كردستان وعلى مستوى البنى التحتية لا يمكن ان تستغلها أحزاب وشخصيات لصالحها  وبأنها وراء تلك الانجازات فقد ناضل شعبنا في كردستان  عقوداً طويلة من اجل تغيير واقعه ودفع تضحيات جسام لأجل هذا الهدف النبيل ان موجة الاصطفافات المتناقضة في توجهاتها وأهدافها الحاصلة في مشهدنا السياسي من اجل سحب الثقة ليس هدفه تغيير واقع الحال والبناء والانجاز نحو الأحسن بل هو بيع مباشر للمناصب وتبادل مخزي للصفقات السياسية وهو صفة ملازمة لكل المشهد السياسي بكامله لا استثناء فيه ولكي تعرى تلك الأباطيل والنوايا المبيَّتة في استغفال شعبنا الصابر على هوسهم المخزي بالسلطة  والتحكم بمقدراته يجب ان نضع النقاط على الحروف ولا تأخذنا في الحق لومة لائم .
فكم مرة حدثت انتخابات في الإقليم؟ ومن هم الفائزون؟ وكيف لشخص مسؤول عن حزب يبقى قابعا ومسيطرا على حزبه سنيناً طويلة؟ أليس هذا استبداد ودكتاتورية لطالما نعتناها وحاربناها في كل المحافل ؟وهل في تثليم العراق وتشتيته إلى كانتونات عرقية وطائفية هو من الوطنية بشيء؟ أسئلة بسيطة لكنها تؤرقنا وبحاجة إلى إجابات فورية نتمنى ان يعبر عنها بسلوك وطني غير انفعالي يكون هدفه خدمة العراق وشعبه وليس تجاوزا عليه وعلى تكويناته المتآخية والمتماسكة إلا السياسية منها وهذا ديدنهم دائما

 

احمد جبارغرب

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2154 الأحد 17/ 06 / 2012)


في المثقف اليوم