أقلام حرة

مسرحية سحب الثقة / إقبال المؤمن

رغم استمرار ذيول دخانها الا انها اخذت الكثير من الوقت والجهد وشغلت العباد والشارع العراقي اكثر مما هو مشغول بالقيظ والعواصف الترابية والارهابية التي عكرت صحته ومزاجه الامر الذي لعن الساعة التي بها منح الاخوة الاعداء او كما يقال عنهم الفرقاء ثقته بهم .

سيناريو سحب الثقة يفتقر الى اسس قانونية لو حبكتها طاولة اربيل لانسدل الستار على نهاية المشهد السياسي برمته وانتحارهم سياسيا وهذا اول ما ادركه معدي سحب الثقة قبل غيرهم .

عرض مسرحية سحب الثقة لم يتقبله الشارع العراقي ومما زاد الطين بله شخوصها واداءهم الماسخ حد اللعنه كشف لنا عن هشاشة الشراكة الوطنية وشرذمة المشهد السياسي الذي قلب السحر على الساحر ناهيك عن وقت وطول العرض الذي ارادوا من خلاله سحب البلاد لحرب طائفية لا تحمد عقباها .

حاولوا ولايزال يحاولون بحركاتهم البهلوانية خلط الاوراق كما هو في المسرح التجاري صرخات وتصاريح وتواقيع وتهديدات وتسقيطات واستنكارات انتهت من حيث ما بدأت على فاشوش ليبدأ الجزء الثاني منها بمشهد اكثر بؤسا من المسرحية كلها الا وهو مشهد الادعاءات والاقاويل والتقويل وتفجيرات طالت الابرياء تلقوها باجسادهم الطاهره وهم حفاة مرتجيلين هدفهم زيارة كاظم الغيض ع لتتعانق وتتوحد الازمان والرؤى والاهداف كي لا ننسى من هم ظلام العراق وسفاحيه على مر العصور .

القائمون على العرض لم يكتفوا بهذا الامر ففتحوا الابواب على مصراعيها لكل الاحتمالات المعقولة منها وغير المعقولة فأصبحنا لا نعرف متى وكيف ستكون النهاية فهم مغرمون بالاثارة والمفاجئات وحرق الاعصاب والتشويش ولا يهمهم استقرار الرأي العام ما دامت جيوبهم عامرة واياديهم تطال خيرات العراق بالباطل قبل الحق وبصائر من يدعمهم معمية بالحقد على العراق .

للاسف الشديد عقم المشهد السياسي جعلني اعيش عالم افتراضي مبني على) لو (لو أعدنا عرض المسرحية بتعميق جسور الثقة بالحكومة ماذا سيكون؟

اولا من الناحية السياسية سيكون الامن والامان يعم ربوع العراق ويبدء الاعمار والبناء والبحث العلمي وتختفي عن الانظارمظاهر المواكب المسلحة لحماية المسؤولين وهم في مصفحاتهم وقصورهم المحصنة في المنطقة الخضراء المحروسة بكلاب بوليسية يقودها ويدربها امريكان

ثانيا اقتصاديا الحقيقة ان الله انعم علينا بثروة النفط وهيأ لنا من الاسباب مالم يتهيأ لغيرنا وهذه الثروة اكبر من قدرتنا على استخدامها با لشكل الامثل بل بالعكس وجود التدفق الكبير للايرادات المالية ساعد على الانفاق السريع والمبذروالفساد المالي والاداري ومن المفترض ان نتجهه الى التنمية الاقتصادية والتي تتطلب منا تغيير في السلوك والاتجاهات ولا يمكن ان تتحقق التنمية الاقتصادية مع وجود تخلف اداري واجتماعي وسياسي وثقافي وكلها والحمد لله موجودة في العراق بالاضافة الى التخلف التكنولوجي وبما ان المنطق يقول اذا كانت القيادة السياسية ملتزمة فعلا بالتنمية فأن المجتمع كله يلتزم بها وامالنا لو ساستنا يهتمون بها فالتنمية تحتاج الى تخطيط ضمن دراسات علمية بدل المعايير الشخصية البائسة فنحن بحاجة الى نظام معلوماتي وتحليلات احصائية ووعي اداري ونظام تكنوقراطي يحل محل النظام البيروقراطي القبلي القاتل والمسبب في اقصاء الكوادر وقتل الطموح والتألق العلمي .

نظامنا الاداري اليوم تديره عوائل اداريه ولا يسمح للمتخصصين والكوادر العلمية اختراقه فالام والاب والابن والعم والجد يعملون في دائرة واحدة وبدون مؤهل علمي والادهى من هذا يدعون انهم يواصلون تعليمهم فيدرسون في جامعات اهلية وعلى حساب العمل ومن الاجدر بهم  ان يتفرغوا للدراسة كما كان معمول بيه سابقا اما رجل بالعمل ورجل بالدراسه فهو مضيعة للوقت وفساد ادراري واضح للعيان  لذا يجب ان تتخلص منه دوائر الدولة او يعالج بالتفاتة ادارية

اما الايفادات فهي الاكثر فسادا لانها توزع عائليا بينهم حيث يسافر الموضف اكثر من ان يعمل ويصح ان نطلق عليه سائح حكومي فايفاده لا يمت بصلة لعمله لا من قريب ولا من بعيد واصبحت الصين اقرب للعلاوي عنده  من دائرته ولا اعرف ماذا يعمل في الصين وهو لا يفقه باي لغة اجنبية ويمكن حتى لغته الام نصف ردن حسب قولهم ولا يملك مؤهل علمي.

الحقيقة ظواهر الفساد يراها الاعمى اليوم ولكن لو اكرر لو عملوا ساستنا باخلاص لكان الحال بشكل اخر ولكن كيف ورب البيت للطبل ناقر .....

وهذا ينطبق على كل المؤسسات الاخرى العلمية منها والخدمية فأم مصطفى وابو مصطفى ومصطفى من يدير دفة العمل مزاجيا وهذا بفضل المحاصصة والشراكة الغير وطنية التي افرزتها القيم والتقاليد والثقافة السياسية الجديدة الدخيلة على المجتمع وخوفي من هذه البيروقراطية القبليىة ان تصبح دستورا للعمل في العراق بعد ان تلبس ثوب الديمقراطية والشفافية وعلى مرأى ومسمع من الجميع وبدون ان نحرك ساكنا لنكون قد دخلنا عالم الانفصام الحضاري المخيف .

فيا من تستهويهم العروض المسرحية نرجوكم لو تتبعوا منهج النقد الاصلاحي وعلى مذهب نيكولاي غوغل كما في المفتش العام! لعرفتم كم هو مشهدنا السياسي مضحك !

 

د أقبال المؤمن

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2154 الأحد 17/ 06 / 2012)


في المثقف اليوم