أقلام حرة

العراق: نظرة استراتيجية .. لا تتركوا مصر للسعودية / مصطفى الأدهم

يكون المحور السعودي هو الخاسر الاكبر إقليميا من هذه الانتخابات.

الأسباب كثيرة منها؛ عدم الود، ان لم نقل "العداء الناعم" بين الاخوان والسعودية. لاسباب موضوعية ليست بخافية على المتابع منها؛ خوف هذا المحور من تنامي نفوذ الجامعات السياسية الدائرة في فلك الاخوان الايدلوجي على ترابها. الخوف الذي تجلى بوضوح من خلال تحذيرات هذا المحور من ارتدادت داخلية في حال فوز مرشح الاخوان؛ منها شد عود "إخوان الخليج" وتصاعد طموحهم السياسي الذي لا يتوافق مع الأجندة الحاكمة. ومصداق هذا التخوف كان الحملة الإعلامية لهذا المحور؛ لاسيما الاعلام السعودي ضد مرسي، في مقابل الدعم الواضح للمرشح الفريق أحمد شفيق، اخر رئيس وزراء في حقبة المخلوع حسني مبارك. اضافة الى التحذيرات العلنية من فوز مرسي، والدعوة بشكل مباشر ومبطن للمصريين بالتصويت لشفيق تحت يافطة "مدنية الدولة" تارة و "الاقتصاد" تارة اخرى و "حقوق الأقليات والمرأة" الذين لا حقوق لهم في السعودية.

من هنا، تولد الفرصة للعراق للدخول بثقله السياسي والاقتصادي تجاه "مصر الجديدة" ودعمها سياسيا واقتصاديا من خلال الاستثمار المتبادل والاتفاقات التجارية بـ"شروطها وشرائطها" بما لا يضر العراق من جهة او مصر من جهة اخرى، لإبعاد الاخيرة عن أحضان السعودية التي لن تقف طويلا مكتوفة الأيدي تجاه هذا التغيير الذي لا يصب في مصلحتها.

لذلك، مطلوب مبادرة عراقية مدروسة وسريعة، لكن غير متسرعة لاحتضان مصر من خلال رؤية استرتيجية متكاملة "سياسية. اقتصادية. استثمارية. إعلانية وأمنية" ـ لتشكيل محور ديمقراطي بين مهدي الحضارة في الشرق؛ يدعم الديمقراطية، ومدنية الدولة، وحقوق الأقليات والمرأة مع الترفع عن الخلافات الصغيرة بتحييدها وتجاوزها، والتفرغ لتنمية هذا المحور الجديد وإعطائه الفرصة كي ينمو ويكبر ويشق طريقه في الاقليم لاستعادة مكانة البلدين وثقلهما الذي بالضرورة سيحجم، ويضعف من قوة ونفوذ المحور السعودي، أو أقله ارباكه بدل الاستباحة الحالية والاريحية العالية التي يلعب بها في الاقليم.

العراق مطالب اليوم أكثر من اي وقت للتحرك المدروس على الساحة المصرية لتمتين العلاقة معها نحو افق استراتيجي في حال ما لاقى استجابة من الطرف الاخر. وقطع الطريق على التحرك السعودي القادم. خصوصا وان حليف الأخيرة التقليدي يتمثل اليوم بالدولة العميقة في مصر، نتيجة تقاطع مصالح لا يحبذ فوز مرسي.
كلما قويت الديمقراطية المصرية، كلما أكلت من رصيد قوة الدولة العميقة ما يعني انحسارا للنفوذ السعودي.

 
الكرة اليوم في ملعب بغداد.. فهل يتلقفها المعني؟ 
لست أدري..
لكني آمل ذلك.. 
ــ عسى ان تصل الرسالة لمن يهمه الامر.. 
والله من وراء القصد.

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2157 الاربعاء 20/ 06 / 2012)

 

مصطفى الأدهـــم

19.06.2012

في المثقف اليوم