أقلام حرة

صناع القرار وخلق الازمات .. ازمة النجف / كاظم الشمري

والنجف كما هو معلوم  عاصمة الشيعة ليس في العراق بل في العالم كله وتتخذ منها المرجعية الشيعية والحوزة العلمية مقرا لها، ويضفي على المدينة مرقد الامام علي بن ابي طالب (ع) المدفون فيها قداسة واحتراما مما يضع الحكومات في حرج واضح لو اضطرت لاتخاذ اجراء ما في المدينة ومنها التواجد العسكري الحكموي الذي يثير غضبا شعبيا ويعود بالضرر على الحكومة حتى لو كانت النوايا سلمية، من هنا كان موقف علاوي اكثر حراجة واكثر حساسية من موقفه في احداث الفلوجة ومن نفس المنفذ تحرك خصومة وقالوا بالامس (ضرب السنة في الفلوجة واليوم يضرب الشيعة في النجف من دون مراعاة لحرمة الامام علي (ع). وزادوا على ذلك بانه ضرب قبة الضريح الشريف كانت مقصودة وان اقتحام الحرم العلوي ودخول الجنود الاميركان اليه سيحصل بين لحضة واخرى وهكذا تصاعدت الازمة وتكللت باندلاع الحرب بين مقاتلي التيار الصدري من جهة والقوات العراقية وقطعت اوصال المدينة واصبح الجنود الاميركيين ودباباتهم يجوبون شوارعها وازقتها وعندما زارها رئيس الحكومة للاطلاع على الوضع والتقاء المرجعية تعرض الى مضايقات كثيرة وهو يتجول في شوارعها،وكلما اشتداوار المعارك على الارض صعد خصوم علاوي حملتهم ضده والصقوا به اوصافا واتهامات شتى واطلقوا عليه لقب (البعثي) و (العلماني الكافر) والاتي بالاميركيين الى النجف وتراجعت شعبية علاوي الذي كان ربما الاكثر لمعانا بين رجال السياسة في العهد الجديد وطالب خصومه بتنحيه عن رئاسة الحكومة، وبالمقابل لم يكن علاوي غافلا عن خصومه بل كان وفي غمره انغماسه في حروبه يصنع لهم الازمات،ويجلد ضهورهم بسوط السلطه وتمكن من اقصاء بعضهم وخلق مشاكل لاخرين،حتى اصبحت بنود القانون حدا فاصلا بين علاوي وخصومه الذين يطبقون قانونهم وليس قانون الدولة..

 

النائب كاظم الشمري 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2161 الأحد 24/ 06 / 2012)


في المثقف اليوم