أقلام حرة

الامن بين النظرية والتطبيق / جواد البولاني

لكن ومن وجهة النظر نرى ان انجح النظريات وانجعها تلك التي يمكن تطبيقها في المكان والزمان المطلوبين وتكون واضحة بتعاملها مع طرفي المعادلة (رجل الامن + الخارج على القانون) فلا رجل الامن يفرط في استخدام معداته حد يرهق بها الاخرين وكبل المؤسسة وافرادها ولا الخارج عن القانون يستطيع الافلات منها او التحايل والالتفاف عليها ومع ان تجارب قوى الامن في العالم يمكن نقلها والاستفادة منها وتحوير بعض اجزائها لكي تلائم الوضع في المكان المنقولة اليه الا ان التجارب والخبرات التي تنتج خططا محلية معقولة تكون نسبة نجاحها اكثر بكثير من تلك التي استوردت وتم تطويرها لتناسب الوضع في بلد نقلت له بموجب الضرورة او عدم قدرة رجال امنه على ابتكار خطط امنية محلية تناسب وضعه وتحتمل نسبة نجاح عاليه وانا هنا لااتحدث عن اسلحة او معدات لان هذه اشياء مكملة وانما اتحدث عن فكر امني وخبرة تراكمت وعقل يستطيع الابداع وابتكار الاساليب في محاصرة الخارج على القانون واجباره بالرجوع الى جادة القانون حتى وان لم اقيد حريته (اعتقاله) من دون تهمة وانما بمجرد الشك وعلى سبيل المثال لا للحصر فأن العالم كله يتعامل بنظرية (تجفيف الموارد) وتنجح في مكان وتفشل في اخر والسؤال : ماذا لو كان الشخص او المجموعة التي تزمع القيام بعمل يتنافى مع القانون سواءا ارتكاب جريمة عادية كالقتل او السرقة او النصب او قطع الطريق او ارتكاب جريمة ارهاب وهم لايحتاجون الى موارد ويكفي فقط تواجدهم بالمكان المحدد والقيام بما ازمعوا عليه .. هل تنجح معهم نظرية (التجفيف)؟ اظن ان من المضحك الاجابة بنعم عن السؤال والاجابة الصحيحة هي ان يكون المفكر الامني نظرا لطول خبرته قد تعامل مع هكذا خرق للقانون واختزن عقله وذاكرته تفاصيل دقيقة كثيرة عن هكذا اعمال ونوع من الخارجين على القانون وبموجب مسؤوليته استطاع ان يضع ويدون في دفتر ملاحظاته افكارا صالحة لتكوين نظرية محلية محدودة لهكذا عمليات يستحضرها حال مواجهة الواقع ويطبقها فورا على الارض من دون الرجوع الى نظريات وتجارب معلبة تم استيرادها من الخارج وقد لاتحقق نسبة نجاح ا وان يترك الحبل على الغارب كما يقولون ويترك الوضع او المواجهة هي التي تقوده فأن نجح فبها وان فشل فأنه سيحمل الاخرين وسوء التدريب والتسليح وتهيئة ملاذ امن للخارج على القانون مسؤولية هذا الفشل . في النهاية لكي نضمن وجود نظرية امنية محلية ناجحة يجب ان تكون نوعية القيادة بالاضافة الى ضرورة يكون رجل الامن مبدع وله القدرة على الابتكار والاستنباط والشجاعة في التعلم واتخاذ القرار والا سيبقى كما يوصف في الاوساط الشعبية بـ(المسلكي العادي) ويعتمد على النظريات والتجارب المستوردة المعلبة،


 
جواد البولاني-وزير الداخلية السابق

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2162 الاثنين 25/ 06 / 2012)

في المثقف اليوم