أقلام حرة

اللاعبون على الحبال / أحمد زكارنة

الذي أمسى يعرف أن كل المصائب التي تحط على رأس بلاد العرب مصدرها الإرهاب الصهيوني الذي وجد في (إسرائيل) ملاذاً، ونقطة ارتكاز كي يواصل بث تخريبه، وتخطيطه لتمزيق هذه الأمة، ومن يرجع لحديث "عاموس يادلين" رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يمسك بخيوط المؤامرة على مصر، والتي ترجع إلى بدايات التفكير بقيام وطن قومي لليهود في فلسطين، وليس بعيداً عن ذلك ما جاء في مجلة "كيفونيم" العبرية الصادرة سنة 1980، والتي أشارت إلى أن سلامة (إسرائيل) تقضي بتمزيق بلاد العرب إلى دويلات، ومنها مصر المسيحية في الجنوب، ومصر الإسلامية في الشمال!..

 

مهلاً أيها القارئ الكريم لم يُقتل أي مصري أو عربي مؤخراً في الإسكندرية، ولكن هذا المقطع كان بعض ما جاء في مقال للكاتب الفلسطيني الدكتور فايز أبو شماله تحت عنوان " رأس مصر العربي " المنشور بتاريخ 5-1-2011 أي قبل ما يسمى ب " ثورة 25 يناير " بأيام قليلة.

اليوم بعد فوز التيار الإخواني بالانتخابات الرئاسية في الشقيقة مصر، وفي اعقاب فوزهم الأول في الانتخابات البرلمانية قبل اشهر قليلة، يخاطب الدكتور ابو شماله رئيس مصر الجديد " فخامة الرئيس الفلسطيني محمد مرسي " ولا أدري من أين جاء بهذه الرؤية التي لا تخص سواه ومن لف لفيفه.

 

فلا شك ولا جدال حول مكانة وثقل مصر في العالم العربي، بل والدولي، سياسياً واقتصادياً، حرباً وسلماً، كما لا أحد بامكانه أن ينكر على مصر ما قدمته ولاتزال لصالح القضية الفلسطينية من دماء طاهرة، روت بها أرض فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر، ولا يوجد بيننا من لا يتطلع لدور مصر بالكثير من الأمال والأحلام، باعتبارها قائدة الأمة العربية من محيطها إلى خليجها، ولكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال اعتبار رئيس مصر المنتخب، هو رئيس دولة فلسطين كما كتب يقول الدكتور ابو شمالة، ذلك لان فلسطين لها رئيس منتخب في انتخابات ديمقراطية شهد لها وبها العالم باسره، قبل حتى أن يحلم الدكتور محمد مرسى مجرد حلم أنه سيصبح يوماً ما رئيساً لأكبر دولة عربية، أو أن يصبح رئيساً لحزب كان يعلن أنه محظور فيما هو شريك فعلي في نظام الرئيس المصري السابق " حسني مبارك" دون الدخول في جدال يقودنا إلى نتيجة نهائية مفادها أن تيار الإخوان المسلمين الذي كان مرشده العام الدكتور " محمد بديع " يعتبر مبارك ابو المصريين كل المصريين في لقاء فضائي موجود تسجيله على اليوتيوب، ممثلاً في البرلمان المصري بواقع 88 عضواً إخوانياً يرئسهم الدكتور محمد مرسي نفسه، بعد عقد صفقة مع اجهزة أمن النظام المصري السابق باعتراف زعماء الإخوان أنفسهم.

كما أن مساحة حرية الجزء المتاح من فلسطين والذي يعيش فيه الدكتور ابو شماله ليكتب ما يشاء وقتما شاء، هي نتاج فعلي للديمقراطية الفلسطينية التي انقلب عليها المنقلبون، وايضا دون الدخول في تفاصيل يسكنها اباليس الفتاوي الجاهزة التي شرعت بغير حق أو دين اراقة الدم الفلسطيني بايد فلسطينية، تحت حجج واهية هم قبل غيرهم يعلمون حقيقة كذبها.

 

نعم مصر هي قرة العين، وهي الأم والأب الشرعي لأي قضية عربية عامة وفلسطينية خاصة، ولكن مصر بشعبها العظيم وعاصمتها قاهرة المعز، ستبقى الشقيقة الكبرى للعرب كل العرب عامة ولنا كفلسطينين خاصة، ولكنها ابدا لا تقبل أن تكون البديل، أو اليد التي يفكر البعض أنها يمكن أن تصنع ذلك البديل.

ويبقى السؤال للدكتور ابو شمالة، من قال لك إن السواد الأعظم من الشعب الفلسطين الذي يحترم الإرداة الشعبية المصرية ويقدرها، يهتدي بخطى فكر وسياسة الدكتور محمد مرسي – مع عظيم احترامنا لشخصه الكريم -؟! ومن اوهمك أن مشاعر غالبية الفلسطينين بحسب قولك، كانت مع فوز الرئيس مرسي دون غيره؟! وأخيراً هل نعتبر ما حدث ولا تزال تداعياته تحدث في أرض الكنانة هو نتاج فعل " صهيوإخواني " بحسب ما وصلت إليه نتائج الانتخابات، وبتفسير ما اقتبس من مقالك في بداية مقالنا هذا؟! سؤال سنترك للقارئ اجابته كل حسب قرائته، لأقوال بعض اللاعبين على الحبال.

 

* كاتب وإعلامي فلسطيني

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2166 الجمعة 29/ 06 / 2012)


في المثقف اليوم