أقلام حرة

وكان موقف كتلة المواطن شبه محايدة وبين بين اذا صح التعبير . مرة تجده ضد سحب الثقة جملة وتفصيلا ومرة اخرى يؤيد سحب الثقة ولكن بشروط هو يختارها !!

وهذا يعني عدم الثبات على المواقف ولكن في كل الاحوال يجب ان نقول الحقيقة ان اغلب الوقت كان المجلس الاعلى يعلن انه ليس مع موقف الذين ذهبوا الى شمال العراق والنجف والموصل .

وكنا نشاهد في كل ازمة من هذا النوع ظهور بعض الشخصيات في الفضائيات لإلقاء الضوء عليها . وكنا نسمع التصريحات التي لم تكن متقاربة مع بعضها في اكثر الاحيان .

ولكنني اريد ان اذكر سماحة السيد الحكيم رئيس المجلس الاعلى انه يكرر نفس السيناريو الذي دافع فيه عن علاوي عندما انتخب المالكي رئيسا للوزراء كان يطل علينا السيد الحكيم في الفضائيات ويقول : القائمة العراقية ليست بعثية !!

وهو يعلم نتائج هذا الرأي كم كلف المجلس الاعلى ودفع ثمنه خسارته في الانتخابات . وهو اليوم يكرر نفس الاسطوانة بأنه لايؤيد سحب الثقة من رئيس مجلس النواب بشكل أواخر ويعتبر سحب الثقة ليس حلا في الوقت الراهن .

ويبدو ان سماحة السيد الحكيم طوى صفحة اسامة النجيفي في غمضة عين !!

ولاادري كيف غابت عن ذهنه تحركات اسامة النجيفي المكوكية الى دول الجوار وماذا كان يتفق معهم ضد الحكومة العراقية ؟ لاادري كيف اسقط كل مافعله وخاصة في الفترة الاخيرة من تحشيد الاجواء العربية والدعم الهائل الذي حصل عليه اسامة النجيفي وقد نجح بهذا التحرك حيث استطاع ان يقنع بعض رؤساء الدول العربية وخاصة رئيس الوزراء التركي الذي استطاع النجيفي ان يتفق معه على اسقاط الحكومة فكيف يمكن ان نتفق ونوافق وننسجم مع شخص يفكر بهذا المنطق وهذه العقلية ؟ هل يعقل على من يفكر بتهديم العملية السياسية ان اضع يدي بيده ؟ هل يمكن ان ادافع عن شخص يعتقد وفق مزاجه ومزاج ( بعض ) دول الجوار والمعادين للعملية السياسية بأن اصرح بحقه بكلام ايجابي ؟

لماذا لم يعترض المجلس الاعلى على اسامة النجيفي ويلفت نظره على قرار المحكمة الاتحادية برفع الحصانة عن 13 نائب متهمين بالارهاب ؟

لماذا لايعترض المجلس الاعلى على اسامة النجيفي  على عدم اقراره المشاريع والقوانين التي تخدم الشعب العراقي وتطالبه اما بسحب الثقة أو الاقالة ؟

وهناك امور اكثر ولكن عندما نحصر معوقات البرلمان العراقي فهو لايزال يعرج ويحتاج الى اصلاحات ورئيس البرلمان هو من يعوق البرلمان !!

الم يكن من الافضل ان نضع حدا لتصرفات النجيفي حتى يرتدع ويتوقف . ام ندعه يفعل مايريد ويتفق مع اعداء العراق لتقويض حكومة الشراكة ؟

امل من رئيس المجلس الاعلى وهو في الفترة الاخيرة بدى منسجما مع مواقف الحكومة ان لاينجر الى هذه الاساليب . وخاصة بعد تصريح النائب عزيز العكيلي الاخير : ان كتلة المواطن النيابية لاتمانع عن سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي !!

ونحن نتفق مع رأي المجلس الاعلى بعدم سحب الثقة ولكن في نفس الوقت تكيل بمكيالين وتسمح لإحد كوادرها بالتصريح في الصحف بمثل هذه الطريقة ؟ وانه يجب ان تجرى الاصلاحات ولكن التأكيد على سحب الثقة في المرحلة الحالية ليس واردا في قاموس الحكومة والشعب العراقي وليس محل اختبار للتصريحات والاراء في كل إزمة تتعرض لها الحكومة .

ولكنني اؤكد على سماحة السيد عمار الحكيم عليه ان لايذهب بعيدا في تقييمه لرئيس مجلس النواب لان الشعب العراقي يعرف اليوم من يسيء ويعرقل عمل الحكومة ويقف حجر عثرة ضد كل ماتقوم به وهذا يترك اثر سلبي عليهم .

واذا رئيس المجلس الاعلى كان محايدا كل هذه الفترة وضد سحب الثقة عليه ان يحافظ على هذا الرأي ولايمكن بحال من الاحوال ان نجامل طرف على حساب اخر . وان لاتخلط الامور حتى لايحدث التباس في الشارع العراقي . فقد حصلت على معلومات مؤكدة من الشارع العراقي حول رأي السيد عمار الحكيم بموقفه من رئيس البرلمان اسامة النجيفي وكانت ردة الفعل مخيبة للامال وكان من واجبي الاخلاقي ان انقل هذه الرسالة لسماحة السيد عمار الحكيم حرصا على تماسك التحالف الوطني . ونحن بكل الاحوال لانريد ان ينفرط العقد !!

والدليل على كلامي هذا اعلنت حركة "فرسان الامل" في قضاء الشطرة في محافظة الناصرية انشقاقها عن المجلس الاعلى هذا الاسبوع . مبينة ان هذا الانشقاق جاء نتيجة لعدم ايفاء السيد عمار الحكيم (بالاتفاقات الحزبية).

وقال مسؤول الحركة صباح لاكوط ان أكثر من 1200 عضو من حركتنا انشقوا عن المجلس الاسلامي الاعلى !!

واضاف السيد لاكوط قائلا : لقد اجتمعنا مع السيد عمار الحكيم ولم يكن متفاعلا معنا . لذا اعلنا انفصالنا بشكل تام وسنتوجه الى تحالفات جديدة !!

ولذلك نصيحتي للسيد عمار الحكيم وكوادره التريث قبل اطلاق التصريحات في الفضائيات والاحتفالات والمناسبات ونرى اذا كانت هذه البيانات تخدم المصلحة العامة ام تهدم الحكومة وتصيب الشارع العراقي بخيبة امل وصدمة مرة اخرى؟

خاصة وان المجلس الاعلى يتطلع في المراحل القادمة الى تبني مشاريع استراتيجية جديدة ويؤسس الى قاعدة جماهيرية ليحصل على مكاسب في الانتخابات ولهذا السبب او ذاك لاتخدمه هذه التصريحات التي تقف مع اسامة النجيفي في خندق واحد كما حدث قبل سنتين عندما دافع السيد عمار الحكيم عن موقف القائمة العراقية . واليوم يدفع العراق والحكومة ثمن ذلك الموقف !!

سيد احمد العباسي

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2168 الأحد 01/ 07 / 2012)