أقلام حرة

حديث الشارع العراقي / وليد عباس

لا محالة، وتحولت الازمة التي كانت داخل أروقة الكتل السياسية الى المواطن، فعندما لم يستطع السياسي احتواء الأزمة بين اقرانه  قام بتصديرها إلى الشعب، لتكون أزمة كبرى وهذا مؤشر خطير من أجل تأجيج المشاكل  الخاصة واشغال الشعب عن مشاكله المهمة.

اليوم الشعب  يبحث عن لقمة العيش، يقول أملأ لي جيبي، ووفر لي ادنى مستلزماتي الحياتية، اترك لك السياسة ومشاكلها، فمنذ يومين ونحن نمشي مع المواطنين ونسمع كلامهم وهم يقولون لماذا تفاقمت معضلة العراق؟ ومن هو المسؤول عنها ؟ فلقد اتسع حجم الفساد الناخر في الوطن حتى عجزت الحكومة عن توفير أمور لا تذكر في انحاء العالم من سهولتها وما تقدمه لمواطنيها.

هكذا كان كلام المواطن يتركز على (أعطيني راتبا يكفيني، وفر بعض حاجياتي الضرورية ولا أريد منك سياسة  تظلمني فيها، لأنها كلفتنا الكثير من الشهداء والتضحيات، اكفني الدماء الزكية النازفة يا سياسي، لأنها ملأت الأفواه والأنوف في كل يوم)، فالسر الذي كان مخفيا عن الشعب اليوم أصبح علنيا، وكلما تفاقمت الأمور بين السياسيين زادت التفجيرات، وانتقلت المعركة الكلامية من الحكومة إلى مفخخات وعبوات ولواصق وكواتم لتنال من العراقيين، لماذا العراق؟! فالقوميات والديانات الموجودة فيه هي موجودة في كل شعوب العالم، لكن نراهم شعوبا متجانسة تعيش بسلام ونحن عندنا صار القتل لغة  العصر، وشعبنا يحتاج إلى مساواة وعدل حتى لا يرى كل هذه الفرقة والفتنة، الحل ان يعطى الجميع حقوقهم وهو مطلبهم الأساس، لأنهم دائما ينادوننا أين حقوقنا ؟.. في وقت ضعفت فيه الدولة، وزادت الصراعات وفقد ألامان وتشوهت الحقيقة،  ووصل المواطن الى قناعة بأن الحلول صارت قليلة وضعيفة ودخلت الأزمة التي تشكلت بيد الساسة نفقا لانهاية له.

فهل انتبهت الحكومة الى حديث الشارع؟، الذي يشكل نقطة مهمة في بناء عجلة التطور والديمقراطية والعدالة وأهم من كل هذا مايهم المواطن ويلبي طلباته.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2169 الأثنين 02/ 07 / 2012)


في المثقف اليوم