أقلام حرة

توزع الولاءات واثرها على الامن الوطني / جواد البولاني

اضافة الى فرض القاعدة وجودها في مناطق وحاضنات يصعب تجاهلها مقابل فرض الميليشيات المسلحة سيادتها على مناطق اخرى وعناصر خسرت نفوذ بزوال نظام دكتاتوري،بين هذا وذاك كانت العاصمة نموذجا ممتازا للاستدلال ليس في عزل جانبيها فقط وانما في تقطيع مناطقها الى كانتونات ومحميات وهمية تحت سيطرة الاطراف المتنازعة بسجالات حربها المفتوحة على كل الاصعدة واثرها الممتد الى اغلب المشاركين بالعملية السياسية من خلال تأثرهم بها وفرز انتماءاتهم بموجبها ويقابل هذا على الطرف الاخر جهاز امني منهك متهاوي قليل التجربة ضعيف التسليح متواضع الامكانيات تتنازعه الولاءات الطائفية والعرقية والسياسية مشبع بالخلافات والاختلافات المستشرية فيه ابتداءا من كبار المسؤولين الى القادة الميدانيين وصولا الى اخر عنصر امني فيه وكانت التهم تتوزع بين الولاء للنظام البائد والطائفية والعمالة لذا واجهت وضعا صعبا في بداية الامر خصوصا وان القادة الكبار كان تعينهم ليس بموجب خبرتهم او قدراتهم الامنية او تجاربهم السابقة او ولائهم للعراق وانما جاء هذا التنسيب بموجب المحاصصة السياسية وانتماء كل واحد فيهم الى طرف او جهة او حزب،وهذا انسحب بالطبع الى المواقع الادنى منهم وهكذا يجد المتابع ان كل الحلقات مصابة بعطب او خلل ما في الوقت الذي احكم الارهاب بكل انواعه – وهو المدعوم على تنوعه من دول الجوار والاقليم والمنطقة والاطراف الدولية الاخرى كلا حسب مرجعيته - وضعه وحزم امره ومارس عمله مستغلا كل الظروف لصالحه محاولا تسجيل انتصارات سريعة متلاحقة ليجعل النظام الوليد مشلولا وعاجزا امام ضرباته تمهيدا لاسقاطه . وللامانة كانت المهمة عسيرة ان لم تكن مستحيلة وتتطلب صبرا وحبا للعراق يفوق الطاقة ,اتخاذ القرار كان محسوما لكن وسائل التنفيذ هي العقبة الاساس ولهذا قررت الرهان على الزمن وعدم الوقوف عند انتماء هذا المسؤول او ذاك وتجاهل الانتماءات المناطقية للقادة الميدانيين وكنت انظر فقط الى ما يحمل هذا الضابط او ذاك العنصر بين جناحيه من انتماء وطني وتفانيه في الواجب وقدرته على التطور، فادونه في دفتر ملاحظاتي وتعاملت مع الجميع على هذا الاساس وبمرور الايام بدأت تكبر هذه المجموعة التي بدت صغيرة جدا واصبح تصنيف هذة المؤسسة على اساس الولاء للوطن لا على اي اعتبارات اخرى وعلى مدار اربع سنوات استطاعت وزارة الداخلية تسطير منجزات في زمن قياسي يصعب انكارها من مبغض او حاسد فمابالك بالمنصفين الذين يتحدثون عن تلك الانجازات التي تحققت في زمن صعب وللامانة والتاريخ اقول لو كان لنا انتماء لغير العراق لما استطعنا ان نحقق ما حققناه.

 

جواد البولاني –وزير الداخلية السابق

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2169 الأثنين 02/ 07 / 2012)


في المثقف اليوم