أقلام حرة

الموصل .. بؤرة التوتُر / امين يونس

.. وإنشغالهما في تحقيق مصالحهما الشخصية .. حيث انهما ومنذ تشكيل كيانهما السياسي " عراقيون " ومن ثم " الحدباء " وقبل ذلك رعاية التجمُع العشائري المزعوم من فروع بَني مخزوم ... فأنهما لم يتوانا عن الكشف عن تَوّجُهٍ يستقطبُ البعثيين والقوميين العرب المتطرفين وبعض الكُرد المُناوئين للأحزاب المتنفذة في اقليم كردستان .. والأهم قيادة هذا الكيان المتمثلة بمجموعة من شيوخ العشائر والإقطاعيين والضُباط القُدامى . لم يّدِخِر النُجيفيان جُهداً (أثيل في الموصل واُسامة في بغداد) .. في سبيل تأجيج مشاعر العرب في الموصل وشحنها .. لمُعاداة الكُرد وأقليم كردستان عموماُ .. وإستغلال أخطاء الأحزاب الكردية والمُمارسات السيئة لبعض القوى الأمنية الكردية التي دخلت الموصل بعد 2003 .. إستغلا هذه الوقائع السلبية ، لكي ينشرا ثقافة مُضادة للكُرد عموماً " وليسَ للأحزاب الكردية الحاكمة " .. إضافة الى ركوبهما موجة الطائفية المقيتة .. حيث طرحا نفسيهما ، بإعتبارهما مُدافِعَين عن " السُنة " وفي مُواجهة المَد الشيعي والإيراني !. ولبَسا لبوس الداعين الى سيطرة اهالي الموصل "الأصلاء" على مُقدرات المدينة وعدم السماح ، لل " الدُخلاء " أمثال الإيزيديين او المسيحيين او التركمان والكرد ، بِفرض إرادتهم ! .

ولأن الموصل كانتْ حاضنة للمجاميع الإرهابية المُختلفة منذ 2003 ولا سيما .. عصابات ما يُسمى دولة العراق الاسلامية ، التي طالما بسطتْ سيطرتها الفعلية على أجزاء واسعة من المدينة والأطراف الجنوبية والغربية .. وفرضتْ الأتاوات [ ومازالتْ ! ] على مُختلَف القطاعات في المجتمع " بإعتراف الجهات الامنية الرسمية " .. وما من مدينة مثل الموصل دفعتْ ثمناً باهضاً ، لجرائم الإرهابيين .. من آلاف ضحايا التفجيرات والمفخخات والإنتحاريين .. وفي حين اُغتيلَ مُحافظان وثلاثة مُدراء شرطة ، والعديد من المسؤولين الكبار في المحافظة والقوى الامنية خلال خمسة سنوات وجرتْ محاولات إغتيال مُحافظَين آخرَين ونائب المحافظ مراتٍ عديدة ( عندما كانتْ الاحزاب الكردية هي المُسيطرة على مجلس المحافظة والإدارة من 2003 لغاية 2008 ) .. فأن الإرهاب ، أساساً .. لم يتحرش ولم يُحارب بصورةٍ جدية : كُل الذين أصبحوا قادة " قائمة الحدباء " .. وهُم أثيل النجيفي واخوه اُسامة .. والشيخ " عبدالله حميدي عجيل إلياور " ... لأن الشيخ إلياور .. وياللمُفارقة .. كان من أشد المُرحبين بالإحتلال الامريكي من جهة .. ومن جهةٍ اُخرى فرضَ سيطرتهُ على المنفذ الحدودي في ربيعة المُتاخم لسوريا .. منذ الاشهر الاولى بعد الاحتلال .. ذلك المنفذ .. الذي من خلاله ، كانتْ تدخل السيارات المفخخة والإنتحاريين العرب من مختلف الجنسيات والمتفجرات بانواعها والبضائع .. ويُهّرَب النفط ومشتقاته بكميات كبيرة وبإنتظام [ كُل ذلك بِعلم وتواطؤ الإحتلال الامريكي الخبيث ! ] .. ولما فاحتْ روائح الفساد الكريهة الى درجةٍ غير مُحتملة .. أصدرت محكمة في الموصل قبل خمسة سنوات أوامر إلقاء القبض ، على رؤوس الفساد والمتواطئين مع الإرهاب في ربيعة ، وعلى رأسهم " الشيخ عبدالله حميدي عجيل الياور " وبعض اقرباءه ومدير الناحية ومدير المنفذ الحدودي وبعض ضباط الشرطة والكمارك ، وكُلهم من شّمَر .. إلا ان الأمر لم يُنفّذ لحد الان !! .. وليسَ هذا فقط .. بل ان الشيخ دخل الانتخابات ، بكيانه المسمى " قائمة العدل والإصلاح " كجزء من " الحدباء " وحصل على "11" مقعد في مجلس المحافظة .. واليوم فان رئيس المجلس محسوبٌ على الشيخ الياور ، وان اخوه نائبٌ أول لمحافظ نينوى .. إضافة الى حصول قريبه الشيخ عجيل ، على مقعد في مجلس النواب في بغداد مع بضعة نواب آخرين محسوبين على قائمته ! .

بعض السياسات الخاطئة من قِبَل الحزبَين الكُرديين ، وقُصر النظر السياسي في التعامل مع الموصل ومكوناتها السياسية .. وبعض الممارسات المُدانة من قسمٍ من القوى الأمنية الكردية .. وغياب إستراتيجية واضحة بصدد المناطق المتنازع عليها .. وحتى المنافسة بين الحزبَين .. كُل هذه كانتْ من الأسباب و" الحجج " التي إستندتْ عليها .. " قائمة الحدباء " بجناحيها : النُجيفيين وشيوخ شَمَر .. طبعاً الى جانب تأثير العامل الخارجي المتمثل ، في الضغوط التركية والسعودية والسورية .. وأدتْ الى حصول القائمة على "19" مقعدا من مجموع "37" مقعد في مجلس المحافظة .

واليوم ظهرَ فرزٌ جديد في الموصل .. إذ ان " الحدباء " إنقسمتْ على نفسها : فجماعة النُجيفي لديهم "8" مقاعد .. أصبحوا متحالفين مع " قائمة المتآخية " الكردية الذين لديهم "11" مقعد وكذلك مقعد المكون المسيحي متحالف بالأساس مع المتآخية .. فيصبح المجموع عشرين .. ومع بداية الإصطفاف الجديد .. خرج أحد أعضاء " قائمة العدل والإصلاح " من القائمة وإنضمَ الى القائمة الكردية وهو " محمد المتيوتي " .. ليصبح مجموع التحالف الجديد : 21 .. وهي أغلبية مُريحة !.

ومن جانبٍ آخر .. فأن قائمة شيوخ شمر " العدل والإصلاح " بقي لديهم "10" مقاعد .. ومقعد الشيخ " دلدار الزيباري " المتحالف معهم .. وكذلك مقعَدَي كوتا الإيزيديين والشبك .. إضافةً الى مقاعد "الحزب الاسلامي العراقي" الثلاثة .. فيصبح المجموع "16" مقعداً .

............................

عموماً ارى ان الأخوَين النُجيفيين .. ليسا مَحل ثِقة ولا ينبغي الوثوق بتعهداتهما .. ولقد أثبتا خلال السنوات الماضية بأنهما مُنخرطان فقط في إيجاد الوسائل وإستغلال السلطة .. لزيادة ثرواتهما بشكلٍ كبير ، وانهما مُستعدان لتبديل إتجاههما السياسي وفقاً لمصلحتهما الشخصية والعائلية .. وأن إصطفافهما اليوم مع القائمة الكردية يعتوره الكثير من الشك والريبة .

من الجانب الآخر .. فأن "قائمة العدل والإصلاح" بشيوخها .. المطلوبين للعدالة منذ سنوات .. وصقورها مثل " عبدالرحيم الشمري " ، وشركائهم من الحزب الاسلامي وممثلي الشبك والايزيديين والشيخ الزيباري .. كُل هؤلاء المُصطفين اليوم عملياً .. مع "نوري المالكي" .. فان عليهم عدة علامات إستفهام في منتهى الجدية . وإذا كانَ مازال لديَ نوع من التعاطُف مع المالكي .. فأن إعتماده على أمثال "مشعان الجبوري" و "عبدالله حميدي الياور" .. يجبرني على التخلي عن هذا التعاطُف .

 

.............................

صديقي الكاتب الكبير " صائب خليل " .. يتهمني أحياناً بأن إنتقادي وتهجُمي على [ الجميع ] دلالة على [ اللاموقف ] ... ياصديقي العزيز .. دُلني على واحدٍ لايستحق الإنتقاد !.

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2171الاربعاء 04/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم