أقلام حرة

ايران وفئرانها والقط الغربي / مهند الرماحي

وقد كان هناك لقاءا مع الناطق الاعلامي لوزارة النفط وسألته مقدمة البرنامج ما الحل اذا اغلق مضيق هرمز ؟ فأجاب بإجابة خجولة لدينا خطة ازاء ذلك وان شاء الله لا يكون ذلك – اي اغلاق مضيق هرمز !! . وحقيقة فكرت في الامر برهة من الزمن حيال تداعيات الازمة الايرانية مع المجتمع الدولي فتوصلت الى نتيجة ان ايران ليست لقمة مستساغة ابدا بل المكر والخداع زيها الرسمي ولديها اجندة وازلام غابوا عن المجتمع الدولي المسكين . بل هي الان تحرك المجتمع الدولي .

فكلما تكالبت وضاقت الازمة على ايران خرجت من عنق الزجاجة كالشعرة من العجين بفضل ازلامها الذين هم خارج العراق فهي تعمل جاهدة على اشغال المجتمع الدولي عنها بقضية اخرى من خلال تحريك قضايا مهمة فمثلا قضية سوريا والكل يعلم ان الاسد رجل ايران الاول كيف استطاع ولأكثر من مرة ان يشغل بال الكثيرون وبذلك غُض النظر عن ازمة ايران او من خلال افغانستان او باكستان او حتى لبنان .

وايران لا تهتم للحصار المفروض عليها او العقوبات بل على العكس فقراراتها بغلق مضيق هرمز او المناورات العسكرية في الخليج العربي هو تحد كبير للمجتمع الدولي ولعب على العقول البالية وحتى زيارة نجاد الى جزيرة طنب الكبرى على ما اعتقد هو ايصال رسالة ان ايران ما زالت تتمتع بالقوة ولو من المضحك ان هذه الزيارة قد حركت السوق الحربي لبعض الدولة لأن الخليجيين هرعوا عقب هذه الزيارة كي يشتروا الاسلحة ليدافعوا عن انفسهم وبذلك استطاعت ايران ان تسكت الافوه واشغلتهم بصفقات الاسلحة ذات العائدات الكبيرة والمدرة على اصحابها .

هكذا ديدن ايران في التلاعب على المجتمع الدولي، بل ان العراق يعد المسرح الاول لإشغال المجتمع الدولي عن ايران، ورب سائل يسأل كيف ذلك ؟ واعتقد ان اللبيب يفهم هذه الامور فالمسرحية التي شارفت على الانتهاء وكان بطلها المالكي ومقتدى قد اعيت مثلا الامريكيون حتى ان اوباما فكر في حالة الطوارئ على العراق، وكل هذا هم نسوا مشكلتهم مع طهران ونسوا ان يفرضوا حصارا على عائداتها النفطية لأن وجهي ايران المتمثل في المالكي ومقتدى لعبا دورا في تثبيط اتخاذ القرارات، فأزمة سحب الثقة والاستجواب اثار الرأي العام فتدخلت اطراف للتسوية بل هذه الازمات جعلت امريكا في موقف محرج امام المجتمع الدولي فأسرعت للملمة الازمة وبالتالي نوعا ما قد نسيت ازمة ايران .

و مع ازدياد حدة العقوبات الاقتصادية والحظر النفطي عليها شرعت ايران منذ فترة بوضع خطط للتقليل من تأثير هذه الاجراءات ضدها. اذ لجأت الى تغيير هويات ناقلات نفطها كأحد الحلول لمواجهة العقوبات  حيث كانت الحكومة العراقية لها دور في ذلك وكأن الحكومة العراقية صارت موكلة ببيع نفط ايران وهذا ما نلاحظه من انباء عن ازدياد صادرات النفط العراقية ولكن الحقيقة  نفط العراق ونفط ايران صار يباع سوية مما ازيل خطر الحظر للنفط الايراني . لاحظوا مكر وخداع بني فارس ؟؟

ولاحظوا حكومتنا المتأيرنة كيف همها الاول خدمة طهران !! ولاحظوا ازلام ايران كيف استطاعوا الفات اعداء ايران الى غيرها حتى تقهر المجتمع الدولي حيال ايران وعقوباتها فلا عقوبات مازال العراق يعتبر سوقا لتصريف منتوجات ايران ووسيطا لبيع نفط ايران .

وحتى انقلاب سياسة حكومة المالكي تجاه ازمة سوريا فمن ورائها هو ايران وليكن في الحسبان ان مجرد تصريح من وزير خارجية العراق الكردي سيشغل المجتمع الدولي لأن الانقلاب والتناقض سيدرس ويأخذ جهد في فهم المواقف، فبالأمس القريب كانت الحكومة العراقية سند لبشار الاسد وهذا الاسناد سيشكل تخفيفا والفاتاً عن عقوبات ايران بل الانقلاب ضد بشار هو الاخر تبعيد للمجتمع الدولي عن ايران والجسر الجوي من دمشق والى طهران سيجعل العراق محل استفسار ونسيان ايران وتدخلات نصر الله سيزيد من فتح الابواب وتهميش ازمة ايران، فايران الان تلعب مع الغرب لعبة الفأر والقط فكلما ركض القط خلف الفأرة تفاجئ ببروز وظهور قط آخر وآخر فيحتار من سيركض ورائه وهكذا ازمة ايران وسوريا والعراق ولبنان وافغانستان وغيرها كلها فئران فأي فأر سيركض عليه المجتمع الدولي ؟؟

ولكن يبقى الفأر الاكبر الذي يشغل الكثيرون هو العراق وازماته التي اصبحت الان شيعية – شيعية وما الطرفان (المالكي ومقدتى) الا وجهان لعملة واحدة يقلبها الكف الفارسي ويصرفها كيفما شاء فمقتدى داخليا والمالكي داخليا وخارجيا، فالذي كان بالامس يدعم ويساند بشار الاسد ويمده بالمال والسلاح وحتى من خلال مليشيات مقتدى وهذا ما صرح به محافظ الانبار الان يكون غض النظر ويدعم الشعب السوري من خلال لسان هوشيار زيباري .

على كل حال تبقى ايران مهيمنة على المنطقة وتتلاعب بها كيفما شاءت بفضل ازلامها ولكن تخشى اية عقوبات فتأزيم مشكلة في دول موالية لها بالانتظار وعلى رأسها العراق ولكم ان تسألوا حجم التبادل التجاري ولكم ان تسألوا عن الشركات الايرانية ولكم ان تسألوا مساعدات بغداد لطهران ولكم ان تسألوا عن استضافات المؤتمرات كـ 5+1 وغيرها .

5 – 7 - 2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2174 السبت 07/ 07 / 2012)


في المثقف اليوم