أقلام حرة
أبيض أسود / موسى غافل الشطري
ولا أمل يرتجى من هذه الاجتماعات المتوالية . التي هي الدليل الواضح على الضعف . على تفتت اللحمة .
ذلك أن اللأسباب هي أكبر بكثير من حجم الطروحات . من حجم الادعاءات .. التي كثر الحديث عن الخروج منها بوحدة متماسكة .
هم نفس المجتمعين، لا توجد قاعدة شعبية، تدافع عن مكتسب توفر لهم . وما عادت أصلاً هناك قاعدة يرتكزون عليها .
الشعب ما عاد معنياً بمن لم يكترث لهمومه .. الترقيعات لا تعالج هلهلة السرود الكبيرة في ثوب رث لا يستر خلّة .
الحلول التي يجري الكلام عنها بائسة . القوى الظلامية تصول وتجول . لا جهاز أمني يمكن الوثوق به . هو جهاز جرى بناؤه بشكل محكم لكي يخدم الجهاز الصدامي . النظام الحالي لم يحرص على سمعة حميدة توفر له من يستميت في الدفاع عنه . الشعب يصرخ بأعلى صوته عبر الفضائيات بغضبه لما يحدث .
تداول الأحاديث، ونشر الوثائق عن مثالب الأطراف المتصارعة، يصيب الوضع السياسي بالتصدعات التي لا يمكن علاجها .
الوضع العام بلا رعاية . بلا رعاية سياسية تفرض احترامها. كل الدلائل تشير، على أن الفرصة الذهبية هي بصالح القوى المعادية للشعب وللصوص .
أغلب الظن : أن السياسيين لا يقلقون مما يقلق الشعب . هم منذ زمن بعيد، رحّلوا مكتنزاتهم . وحقائبهم معدة للتحليق .
لا يشغل بالهم مصير العراق . لا أرضاً ولا شعباً . ولا تاريخاً . ولا مقدسات .للمقدسات رب يرعاها .
و هذه الحقائق ـ وإن كانت مرة ـ لكن على من يهمهم الأمر، ومنهم نحن : أن يدرك بأن الواقع هو ذا .
الدهاليز التي يرتبون أوراقهم وحلولهم، لا تقدم لهم رؤيا تكشف لهم النور . النور يراه الشعب وحده بوضوح، لأنه باستمرار، لا تحجبه الدهاليز عن بهاء الشمس . وعما يجري على المكشوف .
لنتذكر أيضاً. وبوضوح أيضاً . وبوعي العقلاء أيضاً . وبإذن مفتوحة أيضاً: أن صدام حسين عندما انعزل عن الشعب، وأغاضه . وخيّب آماله .. وترك أمور العراق يدب بها الخراب . وحوّله إلى أعظم من قمة أرست من القمامة . والمفقودين . والشهداء . وضحايا الحروب . والهاربين .وووو .عندما حدث الغزو الأمريكي، لم تدافع عنه بندقية واحدة . لأنه نظام أغلق أذنيه عن سماع النصيحة . وعند سقوط النظام .ترك خلفه موروثه الذي جرى احتواءه ممن أمسك بزمام الأمور .
من القصور . من نفس موظفي وأفراد الحزب . من نفس الجيش بقياداته .نفس الشرطة والأمن . نفس المخابرات والاستخبارات .نفس الأمن الخاص . نفس فدائيي صدام . المتواجدون اليوم دون أن يمسهم ضر .
هم يتربعون الآن على مواقعهم دون أي خسائر ويأمرون وينهون . هؤلاءالذين تعبت أياديهم من ذبح وتعذيب شرفاء العراق . هؤلاء لم يدفعوا حياتهم ولا دفعوا رصاصة واحدة دفاعاً عن راعيهم وصاحب نعمتهم .
هؤلاء هم نفسهم المتواجدون في الأجهزة المؤتمنة حالياً على سلامة النظام الحالي .
هؤلاء، ماداموا لم يكونوا موالين للنظام الذي يضع بيده لقمتهم بأفواههم، كيف هم يوالون النظام الحالي ؟
ألأخطار، يا سادة ياكرام .. هي أكبر حجماً مما نكتب . وأكبر، بما لا يقاس، مما نفكر، وأدهى مما لا يلهيكم قدر رمشة عين .
القرارات السياسية، الميتة سريرياً . واللعبة السياسية : تذكرنا بأرجحة الأطفال . تذكرنا بلعبتهم : ـ ( يا حميّمة تكلبي، تكلبي . وركة فجل كلها العجل، يزعير ترتر) .
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2174 السبت 07/ 07 / 2012)