أقلام حرة

ماذا فعل الشيعة بالعراق؟ / عباس العزاوي

فقد دخلت هذه المفردات اللامعة حيز التنفيذ والصراخ والاعادة ملايين المرات في القنوات الفضائية والصحف والجرائد، حتى اصبح يرددها الجميع كأغنية، مرينه بيكم حمد واحنه بقطار الليل، ومن هذه المفردات الواقعية والغير الواقعية، الافترائية منها والدعائية :

 

 التهميش : فالشعب العراقي لم يعهد هذه الممارسة المجحفة بحق ايّ فئة من فئاته الا بعد سقوط حزب البعث العادل!! لعن الله الامريكان، اسقطوا اعظم نظام شريف ومحب للشعب الى الحد الذي جعل البلاد عبارة عن بناية كبيرة من طابقين وضع المشاغبين من الشعب في الطابق السفلي جماعات وافراداً حتى تفسخوا، والانصار والصامدين في الطابق الاعلى يرزحون تحت بركات الامن العامة والمخابرات والحروب الدائمة،اما الاعتقالات الظالمة فقد بدأت عندما حكم الحاقدون!

 

 سوء الخدمات : كلمة جميلة سمعتها بعد السقوط فهي تعبير دقيق على تردي الاوضاع الخدمية وهبوط مستوى الرفاهية بشكل حاد لم يسبق له مثيل طوال الاربعين ربيعاً من عمر الحكومة السابقة، فالكهرباء لم تكن تنطفئ حتى في اشد المعارك ضراوة، والرواتب لم تقطع في اتعس الظروف الاقتصادية، والخدمات لم تتعطل مهما حدث، والمواد الضرورية متوفرة بشكل دائم. السوء والتدني في الخدمات، بدأ يظهر لنا نحن المترفون عندما حكم السيئون!.

 

 حكومة حرامية : رحم الله الايام الخوالي، كانت الوالده ( رحمها الله) تقول قبل نهاية كل شهر ماذا سنفعل برواتب الشهر القادم من حصة النفط!! فالمبلغ كبير، فقد سافرنا حتى مللنا الدول الاوربية والاسيوية، وصرفنا حتى سئمنا البضائع والملابس الفاخرة والسيارات، وكنا نستبدل الاثاث مرتين في السنة! حتى اننا كنا نرسل سنوياً ملابس ومقتنيات السنة الماضية الى الدول الفقيرة في اوربا عبر الصليب الاحمر الدولي، ومع ذلك كانت الحكومة البعثية الرحيمه تبعث لنا كل شهر لجان مختصة للاطلاع على احوالنا المعيشية ؟ السرقة تفشت عندما حكم اللصوص!.

 

حكومة جهلة واميين : او نواب لايحملون شهادات تؤهلهم لقيادة الامة العراقية المتحضرة، او انهم يحملون شهادات مزورة، كان الغير مغفور له الفريق الدكتورعبد حمود يحمل دكتوراه بفكر البروفسور القائد، والفريق علي حسن المجيد خبير بالاسلحة الكيمياوية ومكتشف فكرة تفجير البشر بعد اجبارهم على شرب البانزين، وطه الجزراوي نائب ضابط اركان حرب، وعزت الدوري خبير المياه المجمدة وذيل من النوع العسكري، وحسين كامل نائب عريف بشؤون الاسلحة النووية المتطورة لهذا كان رئيس للتصنيع العسكري ومن ثم وزير للدفاع، وطارق عزيز صحفي درس الانكَليزية فقط في كلية الاداب، واصبح وزير للاعلام ثم الخارجية لعشر سنين والقي القبض عليه نائب لرئيس الوزراء في حكومة التكنقراط البعثية، والقائمة تطول، ابعاد التكنقراط والكفاءات العلمية العظيمة بدأ عندما حكم الأُميّون!.

 

حكومة محاصصة طائفية : هذا حقيقة لايمكن نكرانها،فالنظام السابق حكم باغلبية سنية ولم يشرك الجميع في قيادة البلاد، الا ذيول قصيرة ومكتنزة كذيل الثور الافريقي لا تهش ولاتنش،وقطيع من الكلاب السائبة لحراسة النظام،اما المحاصصة الطائفية التي نعاني منها الان فكان البعث والشهادة لله بعيداً عنها،جاءت هذه المحاصصة المقيتة عندما حكم الطائفيون.

 

دكتاتورية الاغلبية : مصطلح مركب من كلمتين غريبتين عن بعضهما في عالم الديمقراطية، نحته احد العباقرة بعد ان ضاقت به سبل الطعن بالانتخابات التي ستفرز بالضرورة حكم الاغلبية، ولغرض تفويت الفرصة على السذج و "الخوافيين " من التصدي لحكم العراق،اطلق هذا العبقري الفذ سلفاً على حكم الاغلبية، بالدكتاتورية المبطنة للاغلبية، اكتشفها الرجل لوحده دون دعم خارجي وله براءة اختراع مع درع الجزيرة من النوع الطائفي.

 

دكتاتورية محتملة : هناك نظرية فكرية تفتقت عنها عقول بعض الساسه تسمى الاحتمالية الدكتاتورية، بمعنى انهم اكتشفوا عدة عوارض مرضية في الحكم الجديد ربما ستؤدي الى الدكتاتورية يوما ما ! متى وكيف ؟ لاأحد يدري، وربما سينتج عنها عبادة الشخص الواحد، وبما ان ايَّ رئيس وزراء سيكون شخص واحد، واي عمل سيقوم به سيمتدح الناس هذا العمل ومن قام به، لذا سنعيد عبادة القائد الاوحد والردح والتطبيل دون وعي "وطبيعي راح الرجال يتسودن ويصير دكتاتور " وماهو الحل؟ الحل هو اسقاط او سحب الثقة عن ايِّ رئيس وزراء يقوم باي عمل يمكن ان يزيد من شعبيته او ربما يدعم احتمالية اعادة انتخابه من جديد، وحتى ان لم يقدم شيئ فيجب اسقاطه ايضا لفشله بتقديم الخدمات، الدكتاتورية المحتملة ولدت بعد ان حكم القرامطة الجدد.

 

الشراكة الحقيقية : انا لااعرف تحديداً ماذا تعني هذه الكلمة بالمفهوم البعثي، ولكن اعتقد هي اشتراك جميع الطوائف العراقية ممثلة باحزابها وممثليها في الكتل في صنع القرار وصياغته ولايكفي مجلس الوزراء الذي يضم وزراء من هذه الكتل، ولا البرلمان صاحب السلطة التشريعية،يعني عندما تريد الحكومة اصدار قرار مهم واستراتيجي على سبيل المثال... رفع التجاوزات لبسطات الحب والجكًاير والعلج من على الارصفة .. يكون مضمون الكتاب الوزاري كالآتي، التحالف الوطني يقول .. استناداً للتقارير الرقابية قررنا .. القائمة العراقية تقول .. ان نرفع جميع البسطات المتجاوزة من.. التحالف الكردستاني يقول .. على الارصفة بعد تحذير الباعة قبل ... باقي مكونات الشعب تقول ... اسبوعين من تنفيذ القرار، انتهى، وبذلك نحقق العدالة المطلقة بالمشاركة في صنع القرار العراقي الوطني الاتحادي الفيدرالي الموحد.

 

العمالة للاجنبي : الكثير من الناس يعشقون هذه المفردة ويتهافتون لأستخدامها ضد خصومهم عندما تضيق بهم الحيل او لم تسعفهم المفردات الاكثر قبحاً وقذارة لاثبات خيانة الاخر وطائفيته، انا لااريد الخوض بتاريخ هذه الكلمة التي خرجت الينا من الخزين الشعاراتي العروبي فمنذ خمسين سنة نسمع في الاعلام البعثي هذه المفردة وغيرها من المفردات الرنانة التي تدغدغ المشاعر القومجية وتصنع للجماهير النائمة ابطال من ورق يغفون على رنين هتافها وعزفها النضالي الفارغ، وحتى بعد ان انكشفت عوراتهم الخيانية، مازالوا مصرين على الصاقها بالاخرين دون اصنامهم،الحكومة العراقية الحالية عميلة مزدوجة للامريكان ولأيران! في نفس الوقت، كيف اجتمع النقيضان لانعرف؟ وعندما نقول الحكومة لانقصد القائمة البعثية "لاسامح الله " بل نقصد المالكي والتحالف الوطني حصراً ومن تبعهم بعلم او جهاله من الشيعة اللطامه.

 

كل هذه الموبقات وغيرها جاءت بها حكومة الشيعة او لنقل بشكل دقيق عندما أصبح رئيس اعلى سلطة في البلاد شخص من الاحزاب الدينية الشيعية، فهل هذه حقيقة ام وهم؟ وهل الساسة الشيعة فقط من يتحملون وزرهذه الكوارث المصنعة محلياً واقليمياً ؟ ناهيك عن الارهاب الذي يضرب البلاد عرضاً وطولا، واستخفاف دول الجوار بالعراق،وايواءهم اغلب الارهابين والمطلوبين قضائياً من اعداء العراق،اضافة لدعمهم الصريح في الاعلام والمحافل السياسية وتدخلاتهم السافرة في قضايا العراق الحساسة.

 

عباس العزاوي

7.7.2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2174 السبت 07/ 07 / 2012)


في المثقف اليوم