أقلام حرة

هجمات النسوة العاريات الرائعات / خدر خلات بحزاني

فلم يعد يمر اسبوع الا ونسمع عن اندلاع او وقوع هجوم تقوم به إمراة شابة هنا أو حفنة نساء هناك، ويتلخص هذا الهجوم بالظهور العاري امام وسائل الاعلام في مكان ما، وغالبا ما تقع هذه الهجمات المثيرة تحت يافطة الدفاع عن حقوق النساء او تنديدا بالدعارة او الاتجار بالبشر او للدفاع عن البيئة والى غير ذلك من المواضيع "التافهة" حسب وجهات نظرنا نحن اهل الشرق الذين نربط بين كمّ الملابس التي ترتديه الحريم وبين فهمنا للشرف.

 

الهجمات العارية لا تخلّف قتلى ولا جرحى ولا معوقين، ولا تلحق اضرارا مادية بالاسواق والمحلات او دوائر الدولة واملاك المواطنين، ولا تهز الافاق باصوات الانفجارات الهائلة.. والهجمات العارية لا تدفع بالعناصر الامنية الى اطلاق النيران العشوائية في كل إتجاه، وتكبيد المدنيين سيئو الحظ الذين صادف وجودهم محل وقوع انفجار "حقيقي" المزيد من الخسائر والاجهاز على الجرحى منهم

 

الهجمات العارية غالبا ما تقوم بها حسناوات يعرضن اللحم الابيض الشهي مجانا، مع كتابة كلمة او كلمتين على البطن العاري او الظهر العاري او حتى على ارداف المؤخرة، وغالبا ما تلخص هاتين الكلمتين سبب هذا الهجوم والغاية منه.. علما ان هؤلاء المهاجمات الظريفات واللطيفات يشن هجماتهن في المواقع التي لابد ان تكون وسائل الاعلام متجمعة فيها، والا  فلا يوجد اي داع لهذه الهجمات المكتومات الصوت..!!

 

وشتان بين هجماتهن وغاياتهن واهدافهن وبين هجمات "جماعتنا" وغاياتهم واهدافهم، وشتان ايضا بين ما يتركن من وقع لطيف غير مؤذ بعد انتهاء هجماتهن المدججة باللحم الابيض والصدر الرجراج والارداف الهزازة، وبين هجمات "جماعتنا" وما تخلفه من دمار مادي وقتلى وجرحى ومعوقين وارامل وايتام..!!

 

واذا كان اسلوب النسوة العاريات واحد لا يتغير، والذي يتمثل في قيام المراة المُهاجمة بخلع ملابسها بشكل سريع والظهور امام وسائل الاعلام، في تجمع ما، للحظات من اجل إيصال افكارها، فان "جماعتنا" لهم عدة اساليب لا تخطر على البال، مثل تفخيخ ذوي الاحتياجات الخاصة ودفعهم باتجاه الهدف، او تفخيخ جثة حمار نافق لينفجر بوجه عمّال البلدية المساكين، او تلغيم جثة مواطن سبق اختطافه واخذ ديّة بملايين الدنانير من ذويه كي ينفجر بوجه الاجهزة الامنية او اقاربه... والى آخره من تلك التنويعات التفخيخية..

 

 لكن تبقى طريقة ذلك الانتحاري السعودي الذي اراد اغتيال وزير الداخلية السعودي (على ما اظن) هي الاطرف والاقوى والاكثر جنونا، لانه توجه الى لقاء الوزير وقد وضع في مؤخرته اصبع من المتفجرات، وعندما وقع الانفجار طارت مؤخرة الانتحاري ومعها اشلاؤه لكن الوزير نجا باعجوبة، او ربما ان نجاة الوزير تحققت لان "فوهة" مدفع الانتحاري كانت في الاتجاه الخاطئ..!!

 

اعود للمهاجمات العاريات الرائعات، كي اشيد باسلوبهن المبتكر والمثير في آن، فضلا عن الاشادة بدفاعهن عن قضايا إنسانية لن تكون محط اهتمامنا بعد قرن كامل.

 

 فلا تتعبوا انفسكم بالبحث عن إمراة عارية في شوارع مدننا لتشن هجومها احتجاجا على مسالة او قانون ما، كما يجب ان لا تبالغوا في التمني ان يحالفكم الحظ وتتواجدوا في مكان قد يتعرض لهجوم نسائي عاري في شرقنا الغارق بالملابس الخانقة، والتي كما قلنا، هي دليل شرف وعفة وطهارة، علما ان اول هجوم عاري محتمل لامراة شرقية لن يقع بعد 10 قرون..!!

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2175 الأحد 08/ 07 / 2012)


في المثقف اليوم