أقلام حرة

وداعاً .. عبد الرزاق سكر / قاسم الطائي

لم تزل نخلة سامقة من (شويثي) مدينتي ... يا أيها الجنوبي ... يا أسمر السحنة والملامح ... يا أيها الراحل عن ناصريتك ... ناصرية الأبداع ... بلد الحزن والحب والألم، يا ماء فراتها ويا ملح ترابها ذاك الذي صنع المبدعين في كل أدب وفن، ما أنصفك من أحببت ... وأنت الذي وهبت أكثر مما أخذت طيلة نصف قرن، وكنت رائعاً في كل وقت وأنت شيخ المسرح الهادف ومن علّم البراعم كيف النمو وكيف العلو .... كيف رحلت وأنت لم تزل تحب، وهل أن الحب يقتل صاحبه ... مشوارك الخمسيني ذاك، هل سيذكره الآخرون المتخمون، أم يتذكره الجياع ... من دورك في (المدمن) الذي أسكرت به من كان يشاهد أداءك فيه وأنت على عكازك الخشبي أمام كأسك الناعسة على تلك الطاولة المتهرئة على مسرح مدينتك، ومروراً بدورك في أمطار النار وما بعده من أدوار تألقت فيها رغم حجمها وعدد مشاهدها، و تلك التي لم تر النور بعد ... نعم لقد كنت متألقاً بعفويتك في الأداء الإنساني الرائع ... كنت مثالاً للفنان الملتزم في كل حين ...

من يحبك سوف ينتظر ماذا ينتظرك هناك كي تأخذ ما تستحق وأنت تستحق كل شيء وقد عانيت ما عانيت من ظلم الأقدار والدنيا ... ووهبت كل ما لديك ثمناً لتألقك ولم تأخذ شيئاً .

أبا عماد ... ياصديقي ... يا أيها الإحساس المرهف... يا أيها النحيل الشامخ كالنخيل ... هـــل رحلت؟

هل شددت رحالك حقـاً وقبل أن تقول وداعـاً لمن أحبك وأحب فيك نبلك وتواضعك ؟ قبل أشهر ثلاثة كنت تزهو بأناقتك وتلك السلسلة الرقيقة وهي تتمايل طرباً على صدغيك تحمل نظارتك على صدرك أو عينيك ... كنت الأبهى وكنت بيرقاً وسنا ... مرحى لك ولناصريتك تلك التي جاءت بكل رائع وبكل من ترك بصماته في سفر الشوق والأنين والحنين ... عاد لها مبدعٌ كبير ليرحل عنها مبدع كبير آخر ...عاد لها طالب القرغولي بعد سنين وهو يقول لأهله ... عزاز، وبشوك الحمام الجاي لأهله، وليرحل عنها عبد الرزاق سكر بعد سنين وهو يقول لها ونحن نقول له بصمت ... وداعاً يا أبا عماد ... وداعاً يامن كتبتُ إسمك في هاتفي ...... سكر ..

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2175 الأحد 08/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم