أقلام حرة

ورقة ألاصلاح وتحديات الوضع الراهن / شروان كامل الوائلي

.. ويقال ان العراق جزيرة تطفو فوق البترول .. وانا احب ان افكر في العراق كمبتعث للمحبة والتناغم والاتفاق والتآصر .. بنيان متعدد الاحجام .. يشد بعضه بعضا .. اما ما نراه اليوم من تشاحنات وتضاربات فليست من امرنا في شيء .. وانما افرازات لاحتلال ولتغيير كامل في البنية النفسية العراقية .. كيف؟ اقول لكم ... نشأ العراق من تجميع لثلاث ولايات حكمت من قبل العثمانيين لاكثر من اربعمائة عام .. وجاءت الحرب العالمية الاولى لتضع حدا لهذا الاستيلاء ولتقرر بريطانيا في مؤتمر القاهرة ان تصبح بلاد ما بين النهرين قطعة واحدة ودولة اسمها العراق .. لم تفلح كل اسافين الاستعمار ولا الاحتلال ولا الحكومات الوطنية وغير الوطنية منها في كسر لحمة دار توحدت بعد ان انفصلت عن بعضها قرون .. لذا .. كلما طفت على السطح مقولات وتكهنات ومقترحات لفصل العراق عن بعضه كدولة واحدة .. كنت اعرف النتيجة مسبقا .. العراق سيبقى جسد واحد يشتمل على اعضاء متعددة مختلفة الوظائف يجمعها قلب واحد اسمه الشعب العراقي الواحد .. سنة وشيعة ومسيحيين ومندائيين وغيرهم .. عرب واكراد وتركمان .. لم يربط هذا الشعب يوما بآصرة البترول ولا بالغنى او الفقر .. بل ارتبط بوحدة تاريخ واصل وارتباط بارض قديمة تمتد الى اولى حضارات هذه الكرة الارضية ..

**

عندما بدأت العملية السياسية المناهضة لصدام وحزبه ونوعية واسلوب حكمه السلطوي الدكتاتوري ابان ثمانينات وتسعينات القرن الماضي في العراق .. كان هدف جميع مكونات العملية السياسية اسقاط هذا النظام والتخلص من شره المستطير واجرامه المسلط على الرقاب .. لم تفكر القوى السياسية العراقية في امر التعرف على المنطلقات الفكرية لكل منها .. بل كانت كل مجموعة تعمل على حدة بدون تنسيق حقيقي مع الاخرين .. لذا .. ما ان خرج الاجنبي من العراق في نهاية 2011 .. حتى بدات المشاكل الحقيقية التي كان يجب ان يتم حلها قبل اعوام .. فكل فريق لا يعرف التعامل بصورة كاملة مع الفرقاء الاخرين .. ومن هنا بدأت الازمة .. والسؤال الذي اود ان اطرحه هنا هو : هل ستفرقنا امور سياسية واصلاحية بينما لم يستطع اي احتلال اجنبي عثماني او بريطاني او غيره ان يكسر شوكة لحمة الشعب الواحد عبر سنوات العراق الطويلة؟ وهل من المعقول ان نتفرق وان تنهار عمليتنا السياسية بعد سنوات الظلم والهوان الذي شهده العراق عبر تاريخه وعبر سنوات البعث العجاف التي عصفت بكل ثناياه؟ وهل سنذبح كل دموع الامهات وتضحياتهن ودماء الشهداء على مذبح الفرقة والانهيار؟ لن يحصل هذا مهما كانت الصورة قاتمة اليوم .. فكما اسلفت .. للعراق قلب واحد اسمه الشعب .. والقلوب لا تعيش اذا قسمت وقطعت وابعدت عن بعضها ..

**

 واليوم جاءت ورقة اصلاح قدمت من قبل التحالف الوطني بهدف الخروج من الأزمة الراهنة في البلاد.. ولعل اهم ما في الورقة تلك هي انها تدعو الى جلوس الجميع سوية لغرض إجراء حوار مباشر مع جميع الكتل السياسية حول الملفات العالقة. اما ما تضمنته الورقة فيشتمل على اقتراحات وتوجهات لحل معظم المشاكل التي من الممكن حلها توافقيا وفقا للدستور والمصلحة الوطنية وتتضمن ورقة الإصلاح الوطني التصورات التي من الممكن التباحث من خلالها بخصوص المشاكل التي تحتاج الى تعديلات دستورية ولا تمثل خرقا أو تجاوزا على حقوق الشعب العراقي بشكل عام

**

المطلوب من الجميع التحلي بروح عراقية مفتوحة على تقبل الاخر المطلوب من الجميع الحرص على وحدة عراقهم مهما كان الثمن وحتى لو اضطرت كافة الكتل ان تقدم شيء من التنازلات لغرض الصالح العام المطلوب منا جميعا اليوم ان نستحضر العراق في اذهاننا كملاذ آمن لكل العراقيين .. وان نقدر حجم المسؤولية الملقاة على عاتق كافة الكتل .. فلا احد فينا يريد العودة الى الماضي ولا احد منا يريد ان ينظر الى الوراء .. ولا احد يريد عودة الظلم والاستبداد في البلاد .. العراق مركبنا الذي يجب ان نسير به نحو شاطيء الامان .. فالعراق وشعبه الصبور لا يستحقان اقل من ذلك ابدا

 

المهندس شروان كامل الوائلي

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2178 الاربعاء 11/ 07 / 2012)


في المثقف اليوم