أقلام حرة

انا اعلم منكم جميعا !!! .. الصرخي مثالا / احمد العباسي

آمن بتشريعات الله على لسان الانبياء  والاوصياء. فمصادر التشريع في الاصول هي ثلاث:

 اولا: كتاب الله (القران).

ثانيا: قول الرسول وما أتاكم الرسول الخ.

 ثالثا: قول المعصوم.

وسيد محمود الصرخي بعيد عن هذه التشريعات تماما ومن الذين يحيطون أنفسهم بهالة من العظمة والابهة والتبجيل من قبل مريديه. ولايمكن لإي كان الحديث عن الصرخي دون تعظيمه والا سوف تسمع منهم مالايحمد عقباه !!

كثرت الروايات والقصص عن السيد محمود الصرخي. وقد كتبت قبل سنوات أكثر من مقال حوله. وهو لفترة قصيرة كان يأمر اتباعه بخلق فتنة جديدة في جميع محافظات العراق وقانا الله شرها. كان اتباعه يفجرون عبوات ذات دوي جدا قوي (صوتية).

وكانت كل هذه العبوات موجهة ضد وكلاء المرجعية. لالشيء سوى انهم وفق معتقداتهم ورؤيتهم الخاصة يعتقدون ان المرجع السيد السيستاني حفظه الله ورعاه يقف خلف كل مايحدث لهم من تشويه لإفكارهم التي يبشرون بها وسمعتهم ووجودهم وتسفيه ارائهم وماالى ذلك من هذه الخزعبلات  !!

وفي نبذة سريعة لحياة السيد الصرخي تبين انه دخل الى الحوزة العلمية في النجف الاشرف وخلال خمسة سنوات قال كلاما خطيرا وموجها كلامه لجميع المراجع العظام في النجف : انا اعلم منكم جميعا !!

وكان من ضمنهم وفي وقت هذا الكلام المرحوم السيد محمد صادق الصدر قدس. والمعروف ان انصار سيد محمود الصرخي يسبون المراجع العظام بسبب وبدون سبب !!

بعد استشهاد السيد الصدر قدس على ايادي جلاوزة النظام البعثي في عملية اغتيال مدبرة. ظهر على اثرها فجأة وبدون سابق انذار في سوق تداول المرجعيات اذا صح التعبير وعبر اقامة صلاة الجمعة في احدى الجوامع او الحسينيات والتي قد تكون ليست تحت المراقبة. بدأت تنتشر افكار السيد الصرخي شيئا فشيئا في مجتمع يغلب عليه الفقر ويحتاج من يوجه افكاره وعقله ويعطيه مايسد به رمقه. وتزامن مع هذه الصلاة تواجد لعدد من اتباعه. فما كان من السيد الصرخي الى اصدار كتيب حاول فيه الصرخي نقض فتوى السيد الصدر الشهيرة المتعلقة بالتدخين في شهر رمضان !!

ثم بدأ يروج بين مقربيه فكرة انتسابه للهاشميين وبالتحديد لعشيرة ال صرخة.

وانه من نسل الحسن المجتبى. وهذا يناقض ماعرف عنه. فقد كان الصرخي طالب عند السيد الصدر وقد دخل الحوزة في سنة 1994. وهذه هي الحقيقة المجردة التي لايجب ان تغيب عن ذهن القاريء. وقد يكون الكثير يعرف من اين اتى الصرخي في بداية مشواره الديني. فهو قد جاء من ديالى الى الشامية جنوب النجف وكان اسمه في حينها محمود التميمي. وكما لايخفى على أحد ان التميم عشيرة من عشائر السنة في ديالى. بعدها اعتمر الصرخي طاقية واصبح اسمه الشيخ محمود التميمي وبعد ذلك فجأة وبدون سابق انذار لبس عمامة بيضاء وهو يتصنع الزهد والتقوى والورع. ولكن مااشيع عنه غير ذلك. فقد قال الكثير انه شرطي امن عراقي. ومن عجائب الامور وفي سرعة الصاروخ بدأت سمعته تتغير يوما بعد اخر اذا لبس عمامة سوداء واصبح اسمه السيد محمود الصرخي !

وبعد ذلك اجرى تغييرا طفيفا على اسمه فأصبح فجأة سيد محمود الحسني. وهو بهذا الاسم ارسل رسائل الى اتباعه والعوام ومن جهال الشيعة انه نفس السيد الحسني المذكور في روايات اهل البيت عليهم السلام. فصدقته عامة الناس !!!

ثم بعد ذلك مالبث ان ادعى نائب الامام . وفي وقتها انتشرت الدعايات والشائعات والاقاويل انه هو نفسه الامام المهدي ولكنه يخفي عنوانه !!

وقد ذكر لي أحد الاخوة في (النجف) وسابقا كان يقيم في كربلاء هذه الواقعة وهو شاهد عيان لجماعة الصرخي. وانني اثق في الشخص الذي نقل لي هذا الكلام لانه رجل مؤمن ومن رجال الدين. قال لي ان احدى مجموعات الصرخي احتلت احدى الحسينيات في عنوة بعد ان كسروا قفلها واتخذوها سكنا لهم اضافة لإعطاء الدروس واقامة الصلاة وهلم جرا !!

وعندما علم اصحاب الحسينية طالبوهم بالخروج منها ولكنهم ابوا واستكبروا وادعوا ان هذه الحسينة ملك لهم وانهم يؤدون فيها الواجبات الدينية بأمر القائم !!

وبعد شد وجر اضطر اصحاب الحسينية ان يكاشفوهم بأن الحسينية تحتاج ترميم وقد استحصلوا كتابا بهدمها ولكن لم تجدي تلك الوسيلة معهم ابدا.

اثناء تلك الفترة كانت القوات العراقية والامريكية تبحث عن السيد الصرخي لسبب لم اعرفه في وقتها لإنه كان مطلوب القاء القبض عليه. فما كان من القوات الامريكية الا ان تدهم الحسينية في عملية عسكرية بعد ان عرفت تواجده في ذلك المكان ولكنه تمكن من الهرب قبل ان تصل اليه القوات !!

ولكن الملفت للنظر والطريف في القصة عندما سأل الامريكان بعض اتباعه والعمائم مرمية على الارض  حين دخل الامريكان عليهم من فزعهم قال احدهم : ذهب الصرخي عند الامام الحجة وهذه عمامته على الارض !!

وبعدها أخرج الامريكان اتباع الصرخي من تلك الحسينية والقي القبض على بعض اتباعه وفر الباقين وانفضحت قصتهم لوقت طويل.

وقبل ايام نشر موقع ويكيليكس تقريرا حول رجل الدين المثير للجدل محمود الحسني الصرخي  نقلا عن رجل مخابرات دولي استقر في الحلة. وهذا التقرير يذكر تفاصيل عن حياة الصرخي بعضها غير معروف ولم يتسنى معرفة صحته.

فهو على سبيل المثال يذكر بأن الصرخي أقام في (الاردن) مدة من الزمن وذلك في عام 2003 خلال الاجتياح الامريكي للعراق. كما أكد التقرير على ان الصرخي كان قد التحق بجيش المهدي تحت عباءة مقتدى الصدر خلال الفترة الاولى من تأسيس الجيش الا انه انشق عنه فيما بعد. وقد كشف موقع الجوار التحقيق من صحة هذا الامر خاصة وان الحسن الصرخي نصب نفسه (وليا لإمر المسلمين) بعد الاجتياح الامريكي للعراق. فكيف له ان ينضم الى جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ؟ !!

واضاف كاتب التقرير الذي نشره عام 2006 ان الصرخي قد يكون الخلف الانسب لزعامة التيار الصدري لطموحاته السياسية القليلة !!

وهذا الخبر يدحض فكرة ان الصرخي كان مرميا في السجن عقب سقوط النظام.

 

سيد احمد العباسي

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2179 الخميس 12/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم