أقلام حرة

دور نقابة الصحفيين العراقية في الوضع الراهن / حيدر يعقوب الطائي

هو ابراز دور السلطة الرابعة –الصحافة- بشكل فعال واضح المعالم وبما ينسجم مع تطلعات وطموحات الركن الأهم في إقليم الدولة وهو الشعب، كذلك بالنسبة لركن السيادة العامة والمتمثل بالحكومة المنبثقة من الشعب.

 

الصحافة والإعلام، على حد سواء تعد مركز ثقل المجتمعات المتمدنة، لما تمثله من دور كبير في عملية بناء البنية التحتية المجتمعية والاقتصادية والسياسية والعلمية في تلك المجتمعات ودفعها باتجاه تحقيق العدالة على جميع المستويات الحياتية، هذا ان دل على شيء فإنما يدل على الحقيقة التالية، وهي ان صحافة اليوم باتت تشكل قوة فعلية لا يستهان بها، لان العصر الذي نعيشه هو عصر الاعلام، الاعلام الذي يلتزم المعايير المهنية والاخلاقية من ناحية السلوك الصحفي والخطاب المحايد والامانة المهنية في النقل، اما من يقفز على تلك المعايير ويختزلها لاغراض شخصية (براغماتية ) او كيانية او حزبية ضيقة فهذا بحد ذاته انتهازية يراد منها تحويل الماكنة الاعلامية الى مصائد ومكائد يمرر من خلالها كل ما هو مشين لا ينسجم مع المبادئ الانسانية العامة، حيث ان تلك المبادئ قد اصبحت واقعا حيا يحتدا به في عراق ما بعد عام 2003 بالرغم من منغصات العمل الصحفي المتعب وما يرافقها من اوضاع استثنائية في العراق تمثلت في انعدام شبه تام للأمن وتغييب كامل للقانون والسلطة الا انه نهض من كبوته وواصل المسير نحو السمو والرفعة المتجلية في بناء دولة القانون والمؤسسات المدنية جنبا الى جنب مع السلطة الرابعة التي تجاوزت تلك الظروف القهرية المشحونة بالنار والبارود، والضريبة التي دفعتها الصحافة والأسرة الصحفية العراقية للحرية والديمقراطية باهظة الثمن لا يمكن ان تخضع لمقياس وضعي في الواقع الا انها دماء، دماء روت ارض العراق وسقت بساتينه ونخيله، دماء تحولت أرواح باذليها الى مشاعل نستدل بنورها حين الظلمة، كانوا بمثابة نقطة البداية في رسم خارطة صحفية رصينة خالية من شوائب الماضي ومعكراته.. هذا ما حصل وقد بدا جليا للقاصي والداني حينما شرعت نقابة الصحفيين العراقيين أبوابها للتغيير والتحول من الجمود الى التحرك، من منغلقة تعيش على اطلال الجواهري الى منفتحة مرحبة بالدماء الجديدة من الشباب، وازالت الكبر والغرور الذي يمارسه بعض الرواد، اذ كانوا ينظرون أنفسهم رقما لا يليه اخر... النقابة آمنت بالوضع الجديد وبالمسؤولية الملقاة على عاتقها باعتبارها جهازا مهنيا ينضوي تحت لواءه كل أبناء الأسرة الصحفية على اختلاف مذاهبهم ومعتقداتهم دون ان يكون هناك تمايز او تعنصر لجهة على حساب أخرى, فهذا واقع فرض نفسه وليس ملق او سفسطة كلامية ناجمة من قناعات الكاتب الشخصية وتوجهاته السيكولوجية ،وعليه فإننا عندما نكتب او نتكلم نستحضر الأدلة والبراهين الدامغة التي لا تقبل التأويل ونعرضها بطريقة علمية مبسطة شفافة بعيدا عن التلميع والتزويق حتى لا نتهم بعدم الحيادية والتزلف في الطرح ،فنقابة الصحفيين هي المؤسسة الوحيدة في عراق ما بعد 2003 التي لم تطأها إقدام الطائفية، ولم تشرذمها العصبية الفردية، بل ظلت متماسكة عصية على الطارئين الذين لم يستطيعوا السطو عليها واختراق حصنها العقيم وبالتالي ذهبت كل محاولاتهم ادراج الرياح.

 

ان النقابة كمؤسسة مستقلة، لا يعني انها بقيت في منأى عن دائرة الخطر من قبل الأعداء خصوصا اللاهثون وراء منافعهم الشخصية، التواقون لنسف عرش السلطة الرابعة وحرفها عن مسارها المهني الذي اختطته لنفسها، من خلال لي عنان هذه السلطة، بشتى السبل، ليتسنى لهم تمرير مشاريعهم وأجنداتهم التي تستهدف العملية السياسية والديمقراطية والمكتسبات المتحققة على الصعيد الداخلي والخارجي...

 

الموضوع لم يكن مقتصرا على نقابة الصحفيين العراقيين فحسب، بل هو مشروع عدائي موجه يستهدف العراق كله، دون استثناء ، تستشف ومن خلال التحليل والمتابعة لنوعية الخطاب الإعلامي الذي يفتعله اؤلئك المرتزقة، فانا نجد بان هناك عملية تسويق لأكاذيب وانعكاس واضح للحقائق غايتهم منها تظليل الرأي العام وإشغاله لكسب الوقت...الحقيقة إن المجتمع العراقي اكبر من ان تنطلي عليه مثل هكذا ممارسات، وعلينا ان نثبت للجميع وأولهم من قصدت، إننا نحمل فوق ظهورنا شرعية الدفاع عن النقابة، ونؤمن بان التغيير له يوم، وهو الانتخابات الشرعية يومها تدق طبول المنافسة وهو اسلم الطرق وانجحها...

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2184 الثلاثاء 17/ 07 / 2012)

 

في المثقف اليوم