أقلام حرة

هل اثيوبيا هدف الوهابيين التالي ؟ / يحيى بدر الدين الحوثي

هي الأخرى كانت آمنة من التفخيخ حتى سمحت للوهابيين بالتكاثر هناك ، وهاهم يبدؤون التحرك تحت مطالب تماحك المسلمين الأولين من الشوافع في البلاد ويعملون على تهميشهم، إن سماح اثيوبيا للوهابيين بالتكاثر فيها بدعم وهابي سعودي قد جعلها احد اهدافها الدموية، صحيح أن أثيوبيا ربما كانت لا تعير التجمعات الوهابية اي اهتمام باعتبارها دولة غيراسلامية، لكن الوهابية قد استغلت اللا ابالية الاثيوبية بصورة جيدة حتى تكاثرت، نحن لا نعرف من يسمون بالاحباش الا أنهم محسوبون على التصوف ولكني أعتقد بأن كل مذهب اسلامي يمكنه التعايش مع انواع واصناف البشر والثقافات، الا الوهابية فهي وحتى في أثوبيا ترفض المسلمين،

العجيب ان البلان التابعة لامريكا كميانمار لم يعمل الوهابييون هناك على اقلاقها رغم ما تعمله بهم هناك، صحيح أنهم كانوا أحنافا إلا أنهم ومنذ الثمانينات تعيش جالية كبيرة منهم في جدة في السعودية ويتعلمون بتعليمها فهم الان وهابييون أو أكثرهم، ومع ذلك ومن الثمانينات تعيش ميانمار في أمان من متفجراتهم وتفخيخاتهم، وانتحارييهم، فلماذا لا ينتصرون للمسلمين هناك،

والاحظ الآن بأن في المغرب دعوة وهابية بسماح من الملك الذي لا يتمتع بما كان يتمتع به والده من الدهاء والحذر، فهو يتلقى معونة مالية من الوهابيين السعوديين لقاء سماحه للوهابية بالتوغل في المغرب ـ على نفس طريقة نظام صالح في اليمن ـ ويوجد هناك اعمال سعودية كبيرة حتى أنهم ينشؤون مطارات في الصحاري بعيدا عن الناس، وينشؤون مدارس تابعة للجمعيات الوهابية ولديهم الان حزب أو أكثر، إن المغرب في طريقه نحو أن يكون دولة وهابية إذا لم يتنبه الشرفاء من ابناء المغرب لهذا الخطر الداهم ، ويعملوا على ردع الوهابية، بكشف أباطيلها للشعب وكذب مطاوعتها ودجلهم ،ومطالبة الملك بمنع دعمهم، وينشؤوا مدارس دينية تعلم الجيل الجديد الدين الصحيح الذي توارثوه من عهد الإمام إدريس ابن عبد الله الكامل أحد أئمة أهل البيت النبوي (ع) القائم على اساس القران الكريم وسنة الرسول الحقة الصحيحة، ونشر الكتب التي ردت على الوهابيين والتي اعدت من قبل المذاهب الاسلامية جميعا.

إن البلدان التي لا وهابية فيها لم نسمع بمشاكلهم فيها، فهل ستتنبه المغرب وأثيوبيا وغيرها من الدول من هذا الخطر الخبيث " الوهابية المدعومة خليجيا وأمريكيا " أم أنهم سيتحملون ما يرضي أمريكا ليكونوا صيدا سهلا في المستقبل لهذه الجماعات الاجرامية ولارهابها.

ومن المهم أن يطالع المسلمون في اثيوبيا والمغرب ما رسالة شيخ الامام الشافعي في يحيى ابن عبد الله وادريس ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب ليروا بأن الوهابية لا علا قة لها بالاسلام الصحيح .

إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى [100 تقريباً - 184 ه‍ ]الشيخ المحدث، إمام العدليَّة، وحجَّة أهل الحديث، إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني، شيخ الإمام الشافعي رحمه الله .

قال السيد السمهودي الشافعي: وثقه الشافعي، وابن الأصبهاني، وابن عدي، وابن عقدة، وغيرهم. قال الشيخ المحدّث أحمد بن سهل في قصصه لأيام فخ: إنَّه لما خرج يحيى وإدريس ابنا عبد الله بن الحسن من الحبشة كاتب يحيى الناس، فلقيه العلماء من أهل الأمصار، وأجابه خلق كثير، قال: وأظنه حاكياً عن المدايني: وقد أخبرني هارون بن موسى، قال: حدَّثني عبد العزيز بن يحيى الكناني، قال: لمَّا انصَرف يحيى وإدريس من أرض الحبشة، كاتب الناس، وواعدهم الموسم بمنى في شعب الحضارمة، قال: فوافاه سبعون رجلاً من خيار أهل الأرض في ذلك الزمان، قال: وكان فيهم جماعة من أهل مكة، قال هارون: وكأنه(1) أومَأ إليَّ أن أكون فيهم(2) ولم يصرّح بذلك، قال: فشاورهم، فأشاروا عليه، واتفق رأيهم على أن يوجَّه في أمصار المسلمين، ويستنصرهم على جهادهم، فإنه ما من أعمال البِّر شيء يعدل جهادهم ولا أفضل من نصرتهم عليهم، قال: فاستخار الله وكاتب أهل الآفاق، ووجَّه إليهم الرسل، فوجَّه إلى أهل العراق ثلاثة، وإلى أهل المغرب ثلاثة، ومعهم أخوه إدريس، قال له: يا أخي، إنَّ لنا راية في العرب(3) تقبل في آخر الزمان فيظهر الله الحق على أيدي أهلها، فعسى أن تكون أنت أو رجلاً(4) من ولدك فتوجَّه إدريس إلى المغرب مع أصحابه، فصار إلى القيروان، ثم إلى إلزاب(5)، ثم إلى مليانة(6)، ثم صار إلى طنجة، فأعظمه أهلها، وأكرموه، وقاتل عبد الوهاب بن رستم، فأزالهم(7) عن بعض تلك المخاليف، واتسع سلطانه، وتزايد أمره، وأقام زماناً حتى دسّ إليه هارون الرشيد من قتله بالسّم، وله قصة ولمن وجّه إليه سأذكرها - إن شاء الله تعالى

قال: ووجَّه إلى مصر وما يليها ثلاثة، وكتب معهم الفقيه إبراهيم بن أبي يحيى الذي يقال: إنه أستاذ محمد بن إدريس الشافعي، وكان من دعاة يحيى وجُلة(1) أهل زمانه(2) إلى أبي محمد الحضرمي: (سلام عليك، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، وأسأله أن يصلي على محمدٍ عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى المستوجبين الصلاة من أهله. أمَّا بعد فقد بلغني حبك أهل بيت نبيئك عامَّة، ويحيى بن عبد الله خاصَّة، لمكان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - منهم، ولموضعهم الذي فضلهم الله به من بيننا، فلقد وفقت لرشدك بمودتك لهم؛ لأنهم أحقُّ الناس بذلك منك ومن الأمَّة، وأقمنهم(3) أن يقربك حبُّهم إلى ربِّك؛ لأنهم أهل بيت الرحمَة وموضع العصمة وقرار الرسالة، وإليهم كان مختلف الملائكة، وأهل رسول الله وعترته، فهم معدن العلم وغاية الحكم، فتمسَّك بصاحبك، واستظل بظله، وأعنه على أمره، وارض به محلاً، ولا(4) تبغ به بدلاً، فإنه من شجرة باسقة الفرع، طيَّبة النبع، ثابتة الأصل، دائمَة الأكل، قد ساخت عروقها فهي طيبَة الثرَى، واهتزت غصونها فهي تنطف النَّدى وأورقت مبصرة، ونورَّت مزهرة، وأثمرت موفِّرة، لا ينقص ثمارها الجناة، ولا تنزعها(5) السقاة، فمن نزل بها وأوَى إليها ورد حياظاً(6) تفيض، ورعى رياضاً لا تغيض، وشرب شراباً رويّاً هنيئاً مريئاً متلألئاً غريضاً فضيضاً، فروى وارتوى من قرار رواء بدلاء ملأى(7)، مبذولة غير ممنوعة، معروضةَ غير مقطوعة، فاستمسك بالعروة الوثقى من معرفة حق الله عليك في نصرة يحيى وتحريم حرمته، واستغنم الظفر بما يلزمك من حفظه لمكان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – ومكان

الوصي بعده الإمام، ومكان أهله منه، واحفظ(1) دين الله فيه خاصَّة وفي أهل البيت عامَّة، وأحبَّهم(2) جميعاً حباً نافعاً، واجعَل حبّك إياهم حبّاً دائماً من غير تقصير ولا إفراط ولا احتراق ولا اختلاق، تجمعهم إذا تفرقوا، ولا تفرَّق بينهم إذا اجتمعوا، ولا تصدق /53/ عليهم أهل الفرية من الرَّافضة الغلاة، فإنَّهم أهل العداوة للقائمين بالحق من عترة الرسول، وسوء النيَّة فيهم، والجرأة على الله بالإفك والشنآن، وهم أهل الخلابة(3) وقلة المهابة للعواقب، واعلم أن من اعتقد ترك ما نهي عنه في السِّر الباطن، وأظهر الحق في المواطن، ولزم التقوى، وحفظ حق ذي القربى، وتجنب في حبِّهم الجور والحزونة، وسلك الطريقة الوسطى، وسارَ فيهم بالقسط والسهولة، وأقرَّ بالفضل لأهله، وفضَّل ذا الفضل منهم بفضله وتبريزه به، ودعا إلى الله وإلى كتابه وسنَّة نبيئه، ولم يرَ الإغماض في دينه، ولم ينقض مبرماً، ولم يستحل محرّماً، ومن كانت هذه صفته لحق بالصَّالحين من سلفه وبخير آبائه الطاهرين، فتدبَّر ما وصفت لك، وميّزه بقلبك، فإن كنت كذلك لحقت بأهل الولاية الباطنة والمودَّة الواتنة،(4) التي لم تُغيّرها فتنة، ولم تصبها أبنة(5)، فتسكن خير دارٍ عند أكرم جار، بأهنأ راحة وأفضَل قرار، في مقام لا يشوبه المكاره(6) والغل، ولا يعاب أهله بسوء الأخوَّة والبخل، يتلاقون بأحسن تحيَّة، بصُدورٍ بريَّة، وأخلاقٍ سنيَّة، لا تمازجها الريبة، ولا تَنْسَاغ فيها الغيبة، قد وصلهم الله بحبْله فاتصلوا به، وجمعهم على(7) جواره فاستبشروا به، فعلى ذلك يتآخون، وبه يتواصلون، ويتحابُّون بالولاية، ويتوادُّون بحسن الرعاية، فهم كما قال الله:

?كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ? (الفتح: 29) الآية، وهم مثل من خلاَ من قبلهم مستهم البأساء والضراء، ونالهم المكروه واللأوى والشدَّة والأذى، وامتحنوا بعظيم المحن والبلوى، فصبَروا لله على ما امتحنهم به، وأخلصوا لله ما أرادوا منه، فجازاهم الله على ما أسلفوا(1)، وكافاهم بجميل ما اكتسبوا، وأحبَّهم لعظيم ما صبَروا له، والله يحب الصَّابرين، ورزقنا(2) الله وإياك تراحم الأبرار وتواصل الأخيار، الذين لهم عقبى الدار، وفتح لنا ولك أبواب الحكمَة، وعصمنا وإياك بحبل العصمَة، وشملنا بجميل النعمَة، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته(3).

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2190 الاثنين 23/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم