أقلام حرة

اغتيال عمر سليمان اولى فعاليات الاخوان تحت الأضواء الكاشفة / طلال معروف نجم

فتاريخ الاخوان القائم على ثقافة الاغتيالات منذ عقود مضت , كان يخطط للقتل تحت الأرض. بحكم كونهم جماعة جبلت على العمل السري في الجحور المظلمة . فاللواء سليمان كان على وشك أن يستلم رئاسة الجمهورية بحركة عسكرية أزعجت المخابرات الامريكية , التي وجدت فيه خطرا على الحلفاء الجدد الذين قفزوا الى رئاسة مصربفعل التزوير الفاضح. فلو قدر لسليمان ان يظفر برئاسة مصر, لكان مؤدبا قاسيا لهذه الجماعة , قد يبز حتى ما قام به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بهم وبمرشدهم سيد قطب.

 

الاخوان كشفوا عن كرههم لهذا الرجل بعد ان خرج علينا , الناطق الرسمي للجماعة بالقول أن الصلاة على عمر سليمان غير جائزة . بل وصل الحقد بهم الى ضرورة عدم استقبال جثمانه من الولايات المتحدة الامريكية.

 

هل اصبحت يد الاخوان تطول المعارضين في بلاد العم سام؟ . الجواب نعم .. فحلفاء بهذا الاخلاص للعم سام , بالتأكيد تكون امريكا حريصة على ان تنفذ مطاليبهم أن وجدتها مشروعة تخدم امريكا واسرائيل في آن واحد.

 

في أمريكا من يقتل على يد "السي آي أي" او "الاف بي أي", يظل موته في دائرة الكتمان . بدليل ان قتل كيندي ظل حتى الان لغزا لم يحل. وصاحبته المقربة منه فنانة الاغراء الاولى مارلين مونرو, كان موتها المفاجئ ايضا لغزا , استطاعت المخابرات الامريكية أن تحيك حوله القصص والتأويلات , منها ما اشيع بانها شيوعية أقحمت على كيندي بفعل انها كانت زوجة الكاتب المسرحي الكبير اليهودي الديانه الماركسي الفكر آرثر ميلر. حتى مصرع كيندي الابن جينهور والذي سقط بطيارته الخاصة قبل أكثر من عقد من الزمن , كان بفعل تدبير المخابرات الامريكية . فعجزت والدته جاكلين ان تعرف الحقيقة حتى ماتت كمدا وقهرا.

 

رب سائل يسأل لماذا يصمت الاخوانجية حتى الان , على تطاولات الاعلامي توفيق عكاشه وقناته الفضائية "الفراعين" ؟. أكيد أن الاخوان يضمرون العداء لهذا الاعلامي الذي استطاع أن يسفه كثيرا من تخريجاتهم ويجيش ضدهم حشودا من المتظاهرين أكثر من مرة , وبالرغم من ذلك لاتلوح في الأفق أية خطوة أخوانية لتصفية عكاشة . ألا يفسر هذا الصمت أكثر من تأويل ؟. ربما أن عكاشة بحماية أمريكا ؟ وألا من أين جاء بهذه الجرأة وهو لما يزل يواصل هذا السيل من الشتائم بحقهم وبحق ممثلهم في قصر العروبة الرئاسي مرسي العياط؟.

 

حتى هذه الساعة ليس بمقدور الاخوانجية ان يمسوا عكاشة بسوء والى أشعار آخر. كما ان الاخوان هم ايضا بحماية أمريكا؟. ماهذه السياسة الامريكية المستحدثة بحق مصر اليوم؟. يبدو انها خطة القط والفار, فليس من الحكمة ان تترك مصر بيد حاكم فرد بعد اليوم. فشخص مثل عكاشة بحماية الوصاية الامريكية, لما يملكه من لسان سليط ومصادر "غريبة" بالحصول على وثائق تدين جرائم ومؤامرات الاخوان , لا يحاكيه أي اعلامي مصري في هذه المرحلة. والاخوان يعرفون بذلك لابل نبهوا من قبل الصديق الحليف الى هذا الأمر. كما أن صوت عكاشة بعد ان غنم الاخوان منصب الرئاسة , لايجدونه مخيفا كخوفهم من شخصية اللواء عمر سليمان . فموت سليمان نفذ بعد رجاء أخواني الى سادتهم في واشنطون . وسنرى لاحقا الحكايات والقصص المختلفة عن موت سليمان . وسيظل موته لغزا كلغزموت كيندي أوشقيقه روبرت أومارلين مونرو أوكيندي الابن. فأمريكا سيدة "العالم" القذر بلا منازع . وستظل خادما أمينا لمصالح الصهيونية العالمية . ولعل عراق اليوم نموذجا لقذارة أمريكا بالتحالف مع ايران ومشيخة الكويت, بالمضي قدما على تدمير كل أبداع في الانسان العراقي . ويوم قال اللورد كرومر عبارته الشهيرة " كل شيئ بدأ في سومر" , نقول اليوم كل شيئ تهدم اليوم في سومر .. سومر العراق ..

 

نعود الى الاخوان المسلمين والى اولى فعالياتهم , التي جرت لاول مرة تحت الأضواء الكاشفة , بأغتيال اللواء عمر سليمان .. بعد ان خرجوا من باطن الارض . نقول بانها البداية .. البداية المخيفة .

 

القاهرة

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2190 الاثنين 23/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم