أقلام حرة

وصفوا العقل فضيعوه / اسامة حيدر

بالتعريف الافلاطوني، ان الانسان عندما يولد تدخل الروح الى جسده، وان هذه الروح او العقل هي التي تتحكم في هذا الجسد بقية حياته، ثم قسم العقل الى اجزاء او قوى منفصلة، وجعل لكل من هذه الاجزاء وظيفة خاصة. وجاء ارسطو ليناقش افلاطون ليقول ان العقل يعمل لوحده وان الاجزاء التي ذكرها افلاطون ماهي الا نشاط العقل المختلفة (1).

كما ذكرت الكتب السماوية بالتفكر والتدبر والتعقل كأنها متلازمات لمعاني السلوك الاخلاقي المعرفي الناضج.

 

لاننوي استعراض ماقيل في العقل وانواعه، هي اوصاف فلسفية لم ترتق لعمق مفاهيمها على واقع نريد ان نلمسه معرفيا ... وما جاء به ديكارت الذي شبه الله بالعقل ... واعطى اولوية تنشيط العقل بالشك لاثبات الذات، هو الاخر كما غيره كل حسب فهمه لنشاط العقل.

اليس من حقنا ان نجتهد لوضع مفاهيم بروئ اخرى، عما تناوله الغير، لوصف عقولنا وكاننا لسنا طرفا معنيا فيها ؟؟؟

هل من الانصاف ان توضع عقولنا كلها بسلة واحدة لتصنف ضمن العقل الشعبي الذي يجمع بين الاسطورة والتاريخ فيختلط الوعي واللاوعي ليوصف بالعقل الجمعي؟؟؟؟

مالعقل اذن وهل هنالك حقا مكانا للعقل في اجسادنا خصص للعقل دون سواه؟؟

نقرأ الافكار بصوت عال لنجيب :

 

القلب + المخ (الدماغ) + الخلايا العصبية = الذات او النفس

( وجود مايقارب اربعين الف خلية عصبية بالقلب تتناغم مع اعصاب المخ وبقية الخلايا العصبية في كل اجزاء الجسد ( 2) . )

 

الذات او النفس = الحواس + مؤثرات بيئية تحيط بنا .

اذن، فالذات او النفس = القلب + المخ + الاعصاب + الحواس + مؤثرات بيئية خارجية .

كل هذه العناصر تشكل الادراك والاحساس والمشاعر مجتمعة في مفهوم الوعي،

الذي يختلف من فرد لاخر ....

فكل فرد، يتامل ويتفكر وينتج افكارا وينشط ذاكرته ليرسم صورة تحفز القلب والمخ .. لتصبح هذه الافكار منشطات لاجزاء الجسد فيزيائيا وكيميائيا، بايولوجيا ومعرفيا، لتقوم بواجباتها كفريق عمل واحد يتناقلها تناغميا لتكتمل بطريقة متعقلة - عقلانية او منفعلة عاطفيا .. منتظمة او مبعثرة، كل حسب ادراكه ووعيه لما قد فكر فيه، لينتج عملا بارادة ذاتية.

مانعنيه هو ليس محصلة جمع بين اجزاء ونشاط ذهني بطريقة رياضية بلامعاني

ان في هذه العناصر خلايا تتحرك بايعازات الاعصاب المستلمة والناقلة بوظائف متعددة عن طريق الجينيوم -- نوعية وطبيعة تفاهماتها وباي لغة تتفاهم مع بقية الخلايا في الجسد لتنفيذ ما تم استلامه من اوامر معلوماتية هي الفاصلة العلمية التي مازالت لغزا غير معرف علميا.

جمع المعلومات، وتصنيفها، وضخها، من القلب الى المخ عن طريق خلايا تقدر بسبعين ترليون خلية ولكل خلية مهام وواجبات تقدر بعشرات الالوف تحاكي بعضها بلغات خاصة لتوزيع الواجبات فيما بينها (3 ).

 

الخلاصة :

ليس للعقل مكانا الا ماهو معنوي قد يعني الضمير كجزء اخلاقي يختلف من ثقافة لاخرى اي من بيئة لاخرى، فعقلنة الاشياء ماهي الا مفهوم للنضج الذي يميز سلوك عن اخر، وعيا وادراكا ومشاعر ....

 

واذا كان العقل يمثل الروح كما قال الاولون !! فان السبعين ترليون من الخلايا التي يسيرها القلب في الدورة الدموية ويحدد حرارة وضغط الجسد وسريانه في ادق شعيرات الاعصاب في المخ او الدماغ وبقية الاجزاء، فهنا تكمن الروح وليس للعقل مكانا ولا معنى في قاموس الجسد ومايحيط باجسادنا من قوى كهرومغناطيسية تشكل ذبذبات - هالات - صورت بعدسات خاصة لامجال لتناولها الان، هي جزء من منظومات الاتصال الخلايا بالبيئة المحيطة بنا .

 

د. اسامة حيدر

30تموز 2012

المصادر:

سايكولوجية العقل البشري : اعداد كامل محمد محمد عويضة (1)

(2)http://www.youtube.com/watch?v=LlwHCyYKTL8

http://thebrain.mcgill.ca/flash/d/d_07/d_07_cr/d_07_cr_tra/d_07_cr_tra.html

(3) http://www.youtube.com/watch?v=XfTjlfLGBv0&;feature=related

(4) http://www.almitro.com/writers/439 اسامة حيدر

من القران الكريم:

( يوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون )

( حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون )

أهي الخلايا الترلونية التي في اجسادنا لتكون شاهدا على ماكنا نفعله يوم الحساب،التي تعني الروح حقا ؟ وهو قاله افلاطون وغيره.

( أ لم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )

وهو تفسير واضح بان القلب هو العقل كما وصفوه بعض الفلاسفة والباحثون ؟؟؟؟؟؟

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2197 الاربعاء 1/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم