أقلام حرة

ظواهر سلبية غيرت وجه بلادي / إقبال المؤمن

 واحيانا تقبله كواقع حال مما يصعب على الخاصة نبذه او نقده ويتطلب منا ان نقف وبجدية امام هذه الظواهر التي قلبت كل الموازين بما فيها الظاهرة الفنية اصبحت مقلوبة !!

فالظواهر الحياتية اذن في العراق ما اكثرها وما اصعب تغييرها لانها اخذت مأخذا وحيزا كبيرا في كل مفاصل الحياة فتجسدت في سلوكيات الناس بعلم منهم او بدون علم واخذوا يدافعون عنها بشراسة لا توصف

فمثلا مهما حصلت المرأة على مكانة أجتماعية علمية كانت او ادبية فهي متهمة من قبل رئيس العمل والبيت والمجتمع ولذا نراها دائما في موقف المدافع عن النفس ويجب عليها ان تبرر ماذا تفعل وكيف ولماذا وهذا بحد ذاتيه كارثة في كل المقاييس

لان الشعور بأنك مذنبا او مقصرا بعيون الاخرين معناه أنك مدان اولا وثانيا الغاء لكيانك وتاريخك العملي او العلمي وبدون رحمة او استئناف

وهذه الظاهرة تمارس من قبل الكل الجاهل والمتعلم المثقف ورجل الدين

قبل يومين جاءت احدى الزميلات وهي مخرجة تلفزيونية متمكنة من ادواتها وقالت لي بحسرة : لم اكن اتوقع ان رئيس عملي المثقف الاعلامي اللامع لا يعترف ولا يثق بعمل المرأة الاعلامي ويفضل الرجل عليها بغض النظر عن الامكانات! والمؤهل !

واحب هنا ان اذكر زميلنا ان من المع نجوم الصحافة والاعلام في العالم على الاطلاق هن من النساء واذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر الصحافية الامريكية اللامعة ومن اصول ايرانية كريستيان امانبورالمتخصصة بالمهمات الصعبة والازمات والحروب في العالم والمراسلة الامريكية المحترفة الفذة هيلين توماس واللتان لا ينافسهما ذكرا في العالم !!

واذكر ايضا ان المرأة هي من علمت الانبياء والقران الكريم خص بالذكر المعلمة مريم بنت عمران و الحكيمة بلقيس ملكة سبأ وذكرهما بالاسم وهو شرف للمرأة لا غبار علية .

وهناك مثل فرنسي يقول ذا أردت أن تعرف مقدار تقدم أي أمة من الأمم وباعَها في الحضارة والرقي، فانظر الى مكانة المرأة فيها

من الظراهر الاخرى :

- نري في كل الاسواق تعرض اللحوم والاجبان والحلوى في الهواء الطلق عرضة للغبار والاتربة والحشرات الا ان الاحذية تعرض في الفترينات او الجامخانات وهذه ظاهرة لايغفر لها لا في الشرع الصحي ولا الميدان الطبي ولا المنطق

- رمي قناني المياة الفارغة في الشوارع العامة والفرعية وبشكل لافت للنظر ناهيك عن الاوساخ التي ترمى دون حسابا او عقاب ناسين او متناسين ان المدينة هي البيت الكبير الجامع للكل ومن المفترض ان نحافظ على نظافته كما نحافظ على نظافة بيوتنا و لذا اصبح منظر الاوساخ منظرا عاما مالوفا للجميع الامر الذي افقدنا الاحساس بالجمال !!!

- كثرة الجوامع الكبيرة والمكيفة والتي تفوق عدد المدارس تأهيلا وامكانية رغم قلة المصليين وكثرة الطلبة .

- استعمال الشوارع والازقة ككراجات لأصحاب السيارات والشاحنات الامر الذي يتعذر على المارة سلوك الطرقات ناهيك عن استعمالها للبناء فيضع الطابوق والحصى والرمال وسط الطرقات وبدون رادعا واحيانا تستعمل للنجارة والحدادة رغم تذمر سكنة المنطقة ولكن لمن المشتكى ؟ فالحكم بيد العشيرة والفصلية لا ترحم احد !!

- العشيرة هي الان احتلت مكان المحكمة فهي القاضي والحاكم والجاني معا بيدها الحل والربط فتحل الامور على هواها وبالمال واحيانا تكون المرأة هي حجر شطرنج العشيرة يدفع بها ثمن الصلح في اغلب الاحيان !!!

- كثرة الباعة في الشوارع العامة والسريعة والنساء المتسولات رغم ارتفاع درجات الحرارة ووجود الرعاية الاجتماعية

- انتشار رمي الاثاث المستهلك والحديد الخردة خارج البيوت وعلى كل الارصفة لهو منظر غير حضاري وتشويه لمداخل ومخارج المدينة

- كثرة المولدات الشخصية والعامة وبدون قيود او شروط جعل العاصمة تلتهب رغم ارتفاع درجات الحرارة ووجود وزارة البيئة . !!

كثرة السيارات وضيق الشوارع مع كثرة نفاط التفتيش التي تتفنن بالتعذيب الصباحي بدل الرياضة الصباحية

- التسيب في الدوائر الحكومة والامبالات وعدم احترام المراجعين وانعدام الثقة بين الوزارات فلكل يطلب من الكل صحة صدور بالرغم من ان المعاملة تتداول فيما بينهم يعني ضمن حدود الوزارات وتواجد المفتش العام .

قطع الاضرحة نصفين منها للرجال والاخرى للنساء من باب التقليد الايراني وعرقلة حركة وانسيابية الزوار وسوء معاملة المفتشات واسلوبهم المقزز في التفتيش

- انتشار الفضائيات الخاصة بالتمويل الخارجي وافتعال الطائفية كهدف اعلامي لهم و ورقة مظمونة لتفجيرها متى شاءوا وايضا بدون حسيب او رقيب الامر الذي اصبح مالكي هذه الفضائيات ينافسون رئيس الجمهورية او الحكومة بعطائهم وبذخهم الغير محدود على العوائل المختارة من قبلهم متغافلين العواقب النفسية التى ستحل بهذه العوائل او الاشخاص المستهدفة مستقبلا رغم وجود قانون الصحافة

العراقي متهم امام كافة الوزارء والمؤسسات الحكومية لذا خصوصيته مباحة الى ابعد الحدود ولاسباب يتفنن بها المفتشين من رجال ونساء بالرغم من ان الدستور يكفل هذه الخصوصية

- واخيرا ولست اخرا ظاهرة عدم سن القوانيين للقضاء على الكثير من هذه المخالافات الظاهرية والاكتفاء بظاهرة التصاريح السياسية التي تستهل بحرف السين سنبني وسنعمر وسنعطي وسننجز وسنحاسب مما جعلوا الشعب سينفجر....!!!!

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2197 الاربعاء 1/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم