أقلام حرة

القائمة "العراقية" مو ثقة .. بشهادة الحليف ! / مصطفى الأدهــم

فالمراقب يلاحظ التمايز بينهما حول مقاربة بعض الملفات.. فكتلة "الاحرار" الصدرية لها موقف خلافي مع "دولة القانون" بخصوص "إستبدال رئيس الوزراء" من خلال تحالفها "المشروط" مع "الكوردستاني والعراقية". كذلك حال كتلة "المواطن" التابعة للـ "مجلس الإسلامي الأعلى" التي لا تخفي ملاحظاتها على الأداء الوزاري وتصر على حفظ مسافة منه. تختلف معها حوله شقيقتها المنشقة كتلة "بدر".

 

لكن خلاف مكونات "العراقية" وان كان ظاهرا وجليا للمراقب، فإنه يواجه بحالة إنكار الواقع من قبل قيادات القائمة وألسنتها الناطقة.

"ميزة" الوطني انه لا ينكر خلافاته وان كان يبذل "جهدا" في طمطمتها وتخفيفها قدر الامكان.. الامر الذي تعكسه وتيرة الاتصالات بين "دولة القانون" و"الأحرار" التي تؤدي في بعض الاحيان الى تخفيض الاخيرة لسقف مطالبها. في المقابل فإن سلبية "العراقية" تجسدها ادمانها على إنكار حقيقة وجود الاختلاف بين مكوناتها.

فالإنشقاقات الأميبية التي تعاني منها، تلاقى بإجترار عزف الاسطوانة ذاتها بإتهام المنشقين، وتبرأة ساحة "العراقية". وكل من يصارح "العراقية" وقياداتها وألسنها بحقيقة هذه الانشقاقات، والخلافات، والتمايز في الأداء، يأتيه الرد المعلب بأن القائمة "متماسكة".. وعلى قلب رجل واحد. والأمر لا يعدو كونه أضغاث احلام وإشاعات من خصومها!

 

اليوم، يبادر حليف "العراقية" الى مصارحة الرأي العام، وجمهوره، بأن "العراقية" غير موحدة. وهو ما صرح به المتحدث الرسمي بإسم كتلة "التحالف الكوردستاني"، النائب مؤيد طيب، ونقلته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، يقول فيه: "هذه الحالة تنطبق أيضا على القائمة العراقية، لأن أطرافها غير موحدين، ورغم أنه اطار تحالفي جامع، فأنه يفتقر إلى الوحدة الفكرية، ولذلك ترى مواقف أطرافها تتصادم في كثير من الموارة، ويكاد الجميع يتصرف بمفرده، فعلى سبيل المثال، قال اياد علاوي، وهو الذي يرأس القائمة، أنه فوجىء بلقاء القيادي في القائمة صالح المطلك برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يعد خصما للقائمة العراقية"، ويضيف؛ "وبذلك استطيع القول أن أطراف القائمة العراقية ليسوا جميعهم محل ثقة، بحيث يمكن الإعتماد عليهم أثناء حدوث الأزمات". (1)

 

شكوى النائب طيب، واضحة وصريحة بإن مكونات "العراقية" تعمل بشكل منفرد، دونما تنسيق بينها، ما يؤدي الى تعارض مواقفها!

 

بالطبع لايمكن وصف النائب الطيب، وكتلته بـ "خصوم العراقية".. وبالتالي لايمكن للـ "عراقية" وصف تصريحه (لايستبعد ان يكون رسالة عتب لها) بالشائعات واضغاث الأحلام التي تهدف الى النيل من "مشروعها الوطني" الذي تدعيه !

 

ان كان الدكتور اياد علاوي، رئيسها، قد تفاجئ بلقاء صالح المطلك، حليفه، بنوري المالكي، خصمه.. فماذا تعني رئاسة علاوي للقائمة ؟

هل هي رئاسة فخرية؟ أم إضطرارية؟ - لمقتضيات المرحلة، والإرادة الإقليمية؟ كما يقول بعض المراقبين..

ومن سيأخذ حراك "العراقية" على محمل الجد، مع علمه المسبق بحقيقة خلاف مكوناتها؟

 

أسئلة يفترض ان تبادر "العراقية" بشجاعة للرد عليها. احتراما منها للرأي العام وجمهورها الذي انتخبها. لان اعادة تدوير الانكار اثبتت فشلها منذ زمن.

 

فهل تمتلك "العراقية" الشجاعة؟

والاهم هل تحترم "العراقية" الرأي العام وجمهورها وحلفائها كي تصارحهم وتكاشفهم؟

 

 

02.08.2012

 

(1): http://www.aawsat.com/details.asp?section

=4&issueno=12298&article=688657&feature=

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2198 الجمعة 3/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم