أقلام حرة

قرصنة المواقع / سردار محمد سعيد

من أجل الحصول على بطاقة الدخول, وبعد سنين طوال ظهر قرصان من نوع آخر وهو القرصان الأسود, يتعامل هذا القرصان لا مع الطغاة والمتجبرين لصالح الفقراء والكادحين بل مع المواقع التي لا تروق لفكره ومنها مواقع ثقافية غير مسيسة فما هي غايته إذا ً, لو كانت شخصية لما تعرض أكثر من موقع. المسألة واضحة الغاية منها تكميم الأفواه لا سيما إذا كانت تقول : لا, فوهمهم كان في بدايته مجابهة الرأي بالرأي والحجة بالحجة, ولكن حين لم يسمعوا قول : نعم, لطروحاتهم الفجة والعقيمة أسقط في يدهم وخابوا فكانت القرصنة السبيل الأفضل لغلق فاه من يقول : لا.

ظاهرة القرصنة وسيلة شوفينية وغير شريفة بتة ولا يعمد إليه سوى من سقط في بئرالخذلان.

لا.. ولا.. ولا ستظل تتردد على الألسن.

 

يخبرنا العلم أن العقل البشري عقل سلبي فهو قد يقبل ( لا ) ولا يقبل ( نعم ) ويجوز العكس فهو ليس كشريط التسجيل يقبل كل كلام كان جميلا ً أوقبيحا ًإذ يستجيب دون تفكير وتحليل.

 

ويخبرنا التاريخ أن قولة لا قد قيلت حتى للأنبياء والرسل رغم أنهم يحملون رسالات سماوية وما زالوا لغاية اللحظة ولولا وجود لا ونعم لكان الفكر البشري قد جمد.

 

لست هنا بصدد الحكم بصواب أو ضلال الرأي والفكر فهذا شأن صاحبه, ولا أسفه رأيا ً ولا أحتقره, ولا أجبر كائنا ً من كان على أخذ رأيي لا بالقوة ولا بتوسل وسائل غير شريفة.

 

إن القرصنة الفكرية دليل فشل القرصان وتخاذله, ودليل أن البشر لا يتفقون مع طروحاته وأفكاره.

دليل على ضعفه وقوة المقابل وإلآ لماذا الخشية والخوف من كلام لو لم يكن كلامه غير مؤثر ولا سامع له.

دليل على قوة المقابل الذي يستطيع اقناع الناس. إن أفضل طريقة لإلجام العوام عن الكلام هو غلق الأفواه فيبقى لوحده متسيدا ًكقبرة معمروتصفّر كما تشاء.

 

14/08/2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2204 الثلاثاء 14/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم