أقلام حرة

إعتراف صريح بالإصرار على إدامة الأزمة / محمد ضياء العقابي

 "نحن في القائمة العراقية غير مطمئنين من ان نصل الى حل لهذه الأزمة مادام هناك دول تتدخل في العراق"(1).

هذا إعتراف صريح بعدم قدرة إئتلاف العراقية على تجاوز الإستجابة للتدخلات الخارجية للسعودية وتركيا وقطر وشركات النفط، وهي الجهات المتورطة جداً بالتدخل في الشأن العراقي عبر إئتلاف العراقية بالأساس.

وإذا طرح السيد الكيلاني بأن إيران، هي الأخرى، تتدخل في الشأن العراقي عبر التيار الصدري، فأقول هذا صحيح ولكنه ليس السبب الذي منع ويمنع وسيمنع الصدريين من التصويت لصالح السيد أياد علاوي وهو بيت القصيد (الذي يتمناه الصدريون مناكفة ونكاية بإئتلاف دولة القانون وزعيمه السيد المالكي). السبب يعود، بتقديري، إلى أن الصدريين يتخوفون من خسارة تأييد معظم ناخبيهم إذا ما صوتوا لصالح السيد علاوي لأن هذه الجماهير، شأنها شأن الجماهير الديمقراطية العراقية عموماً، لا تؤيد السيد علاوي ورفاقه من الطغمويين(2) لأنهم متهمون بمساندة الإرهاب ومحاولات تعطيل التنمية والإعمار والمصالحة الحقيقية وبالتالي تدمير العملية السياسية بالكامل.

لقد سبق السيدَ الكيلاني زعيمُه الدكتور أياد علاوي بخصوص عدم التمكن من حل الأزمة حينما صرح الدكتور أياد بأن النقاط السبعين المدرجة في ورقة الإصلاح المعدة من قبل التحالف الوطني "تتطلب سبعين سنة لبحثها". هذا كلام الإصرار العنيد وليس كلام رأي وإجتهاد جادين.  

أما  دعوة السيد الكيلاني، في نفس التصريح، السياسيين في العراق الى " تدارك الأوضاع في سورية وان يحاولوا قدر الامكان حل المشكلة السورية قبل المشاكل في العراق "، فهي تؤكد، مرة أخرى، أن السيد الكيلاني كحال زملائه في إئتلاف العراقية، لا يرغبون في أن يستقر العراق بل يواصلون ما إتهمتهم به الجماهير أي محاولة تدمير المسيرة الديمقراطية. فهم يريدون حل جميع مشاكل العالم صغيرها وكبيرها وتصفيرها بالكامل حتى تنتفي الحاجة لوجود منظمة الأمم المتحدة، قبل حل القضية العراقية التي لا تتطلب، في واقع الحال، سوى قدر بسيط من الأمانة والوطنية والنزاهة والإخلاص من جانب ما تبقى من إئتلاف العراقية. وإلا فما العلاقة بين الإضطراب السوري والأزمة العراقية؟ إلا أللهم إذا عول البعض على نجاح الإرهاب في إختطاف الثورة السورية والبدأ بحملة الكوفة كما وعدنا بها الشيخ عرعور الوهابي السوري القاطن في السعودية.

أراهن على أنه لولا الخوف من فضح دسائس بعض قياديي إئتلاف العراقية في التآمر على وطنهم حسبما هددهم به الرئيس السوري بشار الأسد، لشهدنا اليوم المهرجانات والخطب الرنانة والدعوات النارية بحجة الثورة السورية متهمين موقف الحكومة العراقية بالمنحاز لمجرد أن هذا الموقف يدعو إلى تلبية المطالب الديمقراطية للشعب السوري عبر الحوار السلمي بين السوريين تحت رقابة الأمم المتحدة الصارمة، بدل تدمير الدولة السورية وهي دولة الممانعة العربية ضد الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة بدفع وتأييد شركات النفط.

ختاماً، فلنتأمل التصريحات التالية المنقولة عن نائب الموصل السيد زهير الأعرجي(3):

"وأضاف النائب عن العراقية الحرة خلال تصريح صحافي، الثلاثاء، ان بعض الجهات السياسية ومنها زعامات كتل سياسية تدعم ما يحصل الآن في سوريا، وانها ستطرح فكرة انشاء الاقليم السني للمحافظات الغربية في العراق بعد سقوط النظام السوري.

وقال الاعرجي أن هناك اشارت واضحة بأن محافظتي الانبار ونينوى التي تقع ضمن الشريط الحدودي للعراق مع سوريا ستعانيان اضطراباً أمنياً عقب سقوط الأسد. "

هذه هي الحسابات التي تحول دون حل الأزمة السياسية في العراق.  

     

.........................

  (1): التصريح منشور في موقع "عراق القانون" على الرابط التالي:

http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&;id=21013

(2): للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع الرابط التالي:

http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&;id=14181

(3): تصريحات السيد زهير الأعرجي منشورة في موقع عراق القانون على الرابط التالي:

http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&;id=21024

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2209 الجمعة 24/ 08 / 2012)


في المثقف اليوم