أقلام حرة

حفظ الله الحجّي / عباس العزاوي

بالاقتراب من المرقدين الشريفين في كربلاء المقدسة، لكنه يمر بانسيابيه ناعمة امام الحرس ترافقه ابتسامات وايماءات ودودة بالايدي  والرؤوس،لأنه  شخص مهم جداً وهذا الحاج "المومن كلش" والذائب خشوعاً وتقوى ليس إلا مسؤول صغير من الخط الثاني في احدى بلديات بغداد! لكنه لص " لغاف "  شرعي من النوع الممتاز حسب شهادة معارفه وجيرانه واقرباءه، ففي فترة وجيزة استطاع امتلاك الكثير من البيوت والأراضي في الاحياء الراقية في بغداد فضلاً عن امتلاكه بعض الاسهم في الشركات الكبيرة ويسعى حالياً لشراء بيوت خارج العراق!.

 هذا الخير الوفير طبعاً من بركات دعاءه تحت قبة الامام، لان الله يرزق من يشاء بغير حساب النزاهة أو الرقابة المالية،وهو رزق خالص من السـ ..! فعلاما نحن منزعجون؟ أنا شخصياً لست منزعجاً، لكني محبط وحزين ان يكون ابن ألبعثي هذا مسؤول عن شفط اموال المظلومين بعثياً، في الوقت الذي كان ابوه يحارب ويراقب حتى المصلين من الشباب بدعوى احتمالية معارضتهم للنظام! ويساهم مع الرفاق على تجييش قواطع الجيش الشعبي ابان حروب سيدهم " المقدسة "، والحجي في شبابه كان يشارك ايضا في القبض على الهاربين من الجيش اوالمشتبه بتآمرهم  على الوطن!، دون أن يعرف احد وظيفته الحقيقية آنذاك!.

 المثير للدهشة اكثر ان جيران هذا الحجي  " المبارك " أعدمه النظام في الثمانينات مع اثنين من إخوته لأنه كان من حزب الدعوة واليوم ابن المعارض هذا يعاني شظف العيش والحرمان ولايمتلك حتى قطعة " اشتايكَر " واحدة يجلس عليها، ولم يحالفه الحظ ان يصبح  رجل صالح  تتفتح له مغارات كنوز بلدية بغداد وضواحيها .

 أيّ عدالة تحققت اذن ولماذا نحن فرحون بالتغيير!؟ اذا كان ومازال ابن الرفيق مترفاً ومسؤولاً  " يكَركَـ " لاتمنعه حواجز الدنيا للوصل الى مبتغاه وابن خصمه السابق والمناضل والمضطهد بقي بائساً ومهمشاً لايحسن حتى مهارة القفز على حبال التقوى والايمان المصطنع ليغترف من سيل المشاريع المتدفق! فمتى نرى الايتام والمحرومين ينعمون بحياة كريمة ومتى يكرم الشهداء وابناءهم المظلومين؟ والاهم من هذا كله، متى يشرع قانون، من اين لك هذا؟ كي ينقذنا من حجاج التغيير وملاليه.


عباس العزاوي 

25.8.2012 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2211 الاحد 26/ 08 / 2012)


في المثقف اليوم