أقلام حرة

على طريقة المزرعة السعيدة! / كريم السيد

مضى على اشتراكي في موقع التواصل الاجتماعي (Facebook) ثلاث سنوات تقريبا، لم تلفت انتباهي يوما لعبة المزرعة السعيدة الا قبل ايام بالرغم من استلامي لعشرات الاشعارات يوميا، كعادتي في حب الاستطلاع قلت لنفسي لم لا أجرب وارى؟، جربتها لمرة واحده واذا بها لعبة لطيفه وممتعه خصصت لها (لا شعوريا) نصيب من وقتي اليومي شانها شان مطالعتي للصحف والمواقع الإلكترونية  الاخرى، السبب في الشدّ لهذه اللعبة يكمن بكونها لعبة ذات نتاج ذهني وعملي، اذ انها تمثل تجربة مجانيه لمشروع اقتصادي يبدا من الصفر الى مزرعة كبيرة تتزايد مساحتها وانتاجها يوما بعد اخر، ممتع ان تزرع وتحصد وتشتري وتبيع في نفس المزرعة، اعتقد ان لهذا سعيده،

لوهله خطر ببالي تملك مزرعه حقيقية والاستفادة  من واردات ماليه ومردودات انتاجيه كبيرة، كما انها تجارة رابحة لا شبهه فيها ولا اشكال، خصوصا اننا في ارض السواد ولدينا رافدان ووزارة للزراعة ومهندسين زراعيين مكدسين يحملون شهادات عليا تشهد انهم عاطلون الى ما شاء الله!،

قلت لنفسي لما لا تنشئ الحكومة اكبر من مزرعتي الفيس بوكيه؟ لعلها ستضرب اكثر من خمسين عصفورا بحجر واحد!

 نعم، ان انشاء مشاريع زراعيه له مردودات جمه يمكنها ان تضمن مردودات فعليه، منها

  1. 1.تشغيل الايدي العراقية العاملة في ضل وجود بطاله مقنعه، واستقطاب الطاقات الشابه من خريجي كليات الزراعة واعدادية الزراعة والاختصاصات الاخرى الذين نسوا انهم يحملون تلك الشهادات !.
  2. 2.دفع حركة الانتاج الزراعي التي اصابها الصدأ بعد توقف منذ منتصف تسعينيات القرن المنصرم بالرغم من ازدهارها قبل ذلك بشكل كبير.
  3. 3.اضافة دخل اخر من واردات الدولة بالإضافة الى النفط الذي يتعرض احيانا لارتفاع الاسعار وانخفاضها بحسب عوامل عديدة وازمات العالمية وغيرها.
  4. 4.توفير منتوجات محلية عراقية لها من الجوده اضعاف المستوردة التي يجبر المتبضعون عليها كما ان بعض المنتوجات بالاسم شكلا لا مضمونا كالموز المبنج بحقنة ذات الالف سيسي!،
  5. 5.عودة الحياة للأراضي التي حل بها التصحر، بالإضافة لذلك يمكن بناء مجمعات سكنيه تقلل من ازمة السكن الحالية فرب تلك المشاريع.

 الزراعة التي كانت اول ثورات الانسان مرت من هنا، التاريخ دوّن للعراق براءات اختراع قرية جرمو الزراعية و نظام الري، مؤهلات العراق الزراعية ممتازة من بيئة زراعية ومصادر مائية واراضي شاسعه ومنتوجات نادرة لا يملكها اي بلد اخر يمكنها ان تزهر وتعيد الروح لهذا المرفق الحيوي والمعطاء،

الامر يحتاج الى وقفة حازمه وجاده ودوام الاعتماد على الذهب الاسود وحسب لا يطمئن للمستقبل البعيد كما ان مراجعة اهداف المبادرة الزراعية ضرورية جدا والتي اطلقتها الحكومة العراقية منذ عام 2008!،

في النهاية لا يسعني الى ان اتمنى لمشتركي المزرعة السعيدة التقدم والتوسع اكثر واكثر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

كريم السيد

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2214 الاربعاء 29/ 08 / 2012)


في المثقف اليوم