أقلام حرة

احلام الشباب في العراق ... / علاء كولي

ام يحلمون على قدر ايامهم البسيطة؟ يحلمون مثل اي حلم عابر أحلام لاتتعدى ان تكون مجرد واجبات على الدولة لا ان يتحول لأمنية .؟ ماذا يحلم الشباب في هذه البلاد ،هل يحلمون بالهرب من هذا الجحيم؟ يتحدثون عن الشباب يتحدثون عن مستقبلهم وعن طموحه

م .الدولة تتحدث عن الشباب فتقول انها ترعى هذه الشريحة المهمة وتعطي لهم اولوية؟ السياسيون على المستوى الشخصي يبشرون بهم ويتحدثون عنهم ، رجال الدين من اعلى المنابر يشيدون بهم وان الامة سر نجاحها هي الشباب حتى صدام حسين كان يؤمن بالشباب بمقولته الشهيرة "نكسب الشباب لنضمن المستقبل " نعم كسبهم وضمن المعركة .المعركة الخاسرة التي لم ينتهي بها ابدا حتى احرقهم كلهم ومن يخرج منها فيحترق بنار أيامها وذكرياتها . الجميع يتحدث عن الشباب والجميع يرى في الشباب قوة والجميع يستغل الشباب بأبسط وأصعب العناوين في العراق

 

لايكاد أي فرد من هذه الأمة لا يؤمن بدور الشباب حتى الشباب أنفسهم يؤمنون بأن ضمان وعيش كل دولة هي بشبابها لكن السؤال اين هم الشباب .؟ ومن هم .؟وما الذي تغير كيف يمكن ضمان دولة لشبابها لمستقبل جديد هل ما تقوله الدولة مجرد هواء في شبك، هل هي مماطلة لقتل الشعب بدأ بشبابها .شبابها العاطلين عن العمل يؤمنون بالمقاهي ولا يؤمنون بالانتماء لهذا الوطن ويشعرون بخيفة من الدين ومن السياسة ومن الثقافة ومن القراءة ، يهدرون طاقاتهم في اي مكان ..شباب لا يؤمنون بالانتماء لأي جهة لكن بسبب الوضع المادي جعلهم ينتمون لأحزاب دينية سياسية تقتل طاقاتهم ببطء تجبرهم على الانتماء كي تعطي بدله دعم مادي هكذا يجري الحديث والواقع في العراق .

 

دولة لا تحب شبابها وشباب لا يعرفون أين يفرغون إبداعاتهم وطاقاتهم ومواهبهم ..دولة لا ترعى أي طموح وأي موهبة منشغلة بأزماتها وصراعاتها الحزبية ، هنالك وزارة للشباب لكنها لم تخصص ولم تخطط ولم تستهدف كل الشباب لم تقدم شيء او طموح لأحلام الشباب بقدر ما تقدمه من أشياء بسيطة جدا لأحلامهم..الأحلام التي بدأت تنفذ في هذا البلد ..الأحلام التي أصبحت مسيسة لجهة حزبية او سياسية او دينية ، طاقات تهدر هكذا مثل الماء الجاري ..الماء الذي يتحسر أن يعطي من خيره للجميع..شباب لا يشعرون بحبهم لهذا الوطن بسبب ما وضعته الدولة من حواجز كبيرة أمام شعبها هل هذا الذي تغير .؟

 

كيف يمكن أعادة تشكيل هوية وطنية بعيدة عن كل الأشكال والأيدلوجيات التي خرقت جسد هذا البلد؟ كيف يمكن تعويض هذه السنوات التي تجري بسرعة الريح؟ من يعوض هولاء الشباب ثمن ووقت الجلوس على المقاهي هربا من كل شيء؟ ماذا أعطت الدولة لشبابها ..؟ حتى الوظيفة لا تكون الا من خلال الحزب ..المشكلة أن الجميع يعرف هذه المشكلة لكنه ساكت حتى منظمات المجتمع المدني المعنية بالأمر هي الأخرى أصبحت مثل الأحزاب والبعض منها يأخذ ما تدفعه المنظمات العالمية خدمة للشباب حتى المؤتمرات التي تقيمها الدولة بمناسبة الشباب العالمي هي أيضا جيرت لجهة معينة ..شباب لا يدخلون تلك الأماكن أذا لم يملؤ استمارة الحزب مثلما كنا نشهده سابقا لكن هذه المرة الخيار لك لكن هنالك مغريات بسيطة جدا ربما مرتب شهري بسيط جدا مجرد حضوره لمقر الحزب او للاجتماع الحزب ..هههههه ..لقد اصبحوا عربة يصعدون عليها

 

هكذا هي الحالة حتى الطموح السياسي تركه الشباب ، الدولة تتحدث انها تحتاج للشباب لقيادة البلد ..أنها مضحكة فعلا ، شباب منهم من احزابهم يقودون البلد على منوالهم هم ليس الشباب المستقل ، الشباب المثقف الذي ينئ بنفسه للدخول للعمل السياسي كي لا يصبح مثل الذين سبقوه ..بالتأكيد أنهم لا يريدون شباب مبدعين على شاكلة ذلك الشاب الصغير من الناصرية الموهوب في عالم التصاميم والبرامج ونظام الحماية حتى دعته احدى الشركات الأردنية كي تستفيد منه ..ومسئولي الدولة يكرمونه بشهادة تقديرية ، وكذلك لا يريدون مثل احد الشباب في قرى الشطرة وهو يخترع جهاز كهرباء من ابسط المواد ولا يدعمونه مطلقا بل ليس لهم وقت للذهاب اليه ودعمه ماديا ومعنويا ، انهم يخشون الشباب المستقل ويخشون لو اقترب من حدود سلطاتهم هم يرتاحون عندما يشعرون ان كل البلاد بعيدة عنهم ويرتاحون أكثر عندما يجدون الكلام فقط لا أكثر هو أخر ردود الفعل ويرتاحون أكثر عندما يجدون من يدافع عنهم بمجرد اشارة منهم ..ببساطة الدولة لاتحبنا ولا تريد لنا ان نحلم لأننا لا ننتمي لها ولا لأحزابها بل ننتمي لارضنا هذه التي نكاد ان نهرب منها نحن لا نحاول ان نردعها بل نحاول ان نهرب منها كي ترتاح اكثر مادامت تكسر كل طموحاتنا واحلامنا ومشاريعنا في الحياة .؟

 

علاء كولي

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2215 الخميس 30/ 08 / 2012)


في المثقف اليوم