أقلام حرة

إنسانية .. أللا .. إنسانية للعقل السياسي ألأمريكي / بهاء الجبوري

ألانقلاب عليها متى شاء وكيف يشاء ومن أراد ألانقلاب على هذه ألأسس والقواعد خرج من إنسانيته مهما حاول التحوير والتزوير بكل وسائله وأدواته التي يستخدمها في التزوير والتحوير .

وبالتالي أن تقييم كل من يخضع إلى التقييم (انسانويا) يكون بداهة من خلال القواعد و ألأسس  الإنسانية.

ونود أن نسلط بعض الضوء على العقلية السياسية ألأمريكية وما أنتج منها اعتمادا على بعض ألأحداث والوقائع في العالم والمنطقة العربية ولا نود أن ننطلق من خلال ما يسمى بعقلية المؤامرة ...هذا المفهوم الذي أشيع في منطقتنا العربية كي تكون بمثابة ألأداة الألغائية لكل فكرة تنويرية سياسية ناهضة يتبناها السياسي ألمفاهيمي العربي من اجل حيثية ألأمة وماهيتها على كل ألأصعدة وعلى كل المستويات ..بل ننطلق بعملية التقييم للفكر السياسي ألأمريكي من خلال إنسانيتنا وقواعدها ألإنسانية التي نحترمها ونقدسها كإنسانيين لنصل في النهاية إلى حقيقة العقل السياسي ألأمريكي .

ونود في هذه السطور أن نستعرض بعض ألوقائع ألأمريكية ليس من منطلق ألاكتشاف السياسي ولكن من منطلق الشاهد التاريخي للعقلية السياسية ألأمريكية كي تكون بمثابة المدعمات والشواهد ونختصر على ألأبرز منها ...ونبدأ من هيروشيما ونكازاكي واستهتار العقلية السياسية ألأمريكية باستخدام ألآلة العسكرية المدمرة ضد ألإنسان وإنسانيته في اليابان وحجم الدمار الذي خلفته هذه الآلة والعقلية السياسية التي تقف ورائها من دون أي حساب أنساني ولو بأقل مقدار..حيث لم ترعى الولايات المتحدة ألأمريكية لآلاف الجثث المحترقة ولآلاف المباني المهدمة ولم ترعى الولايات المتحدة ألأمريكية لجيش من المعاقين ولجيش من المرضى نفسيا ولجيش من ألأيتام ولجيش من ألأرامل ولجيش ..ولجيش.. وبعد ذلك وبكل وقاحة  أمريكية تتشدق بألأنسانية وترفع شعرها المزيف هنا وهناك .

ونجيء إلى فلسطين الحبيبة لنرى مقدار القبح ألأمريكي في عقليته السياسية المزدوجة فهي من جهة تتظاهر بالوقوف مع الشعب الفلسطيني وحقه المشروع إنسانيا ومن جهة أخرى تدعم ألاحتلال الصهيوني سياسيا وإعلاميا وعسكريا وتزوده بكل ألاحتياجات أللازمة للقضاء على الشعب الفلسطيني ألأعزل ومصادرته أرضاً وتأريخ وهوية من أجل الرسم ألأمريكي - لخارطة الطريق- تحقيقاً لكل ألأجندات والأهداف  التي رسمتها العقلية السياسية ألأمريكية المقيتة في منطقتنا العربية على وجه التحديد ..أما في العراق وما حل به فحدث ولا حرج مما فعلته هذه العقلية والشواهد الكثيرة ونود أن نستهل قضية أو فضيحة سجن أبو غريب التي تمثل الوجه الحقيقي والتعبير الواضح للسياسة ألأمريكية والعقل الذي يقف ورائها ومدى قباحة هذا العقل السياسي والذي نستطيع أن نعبر عنه انه قبيح بلا حدود ..نعم قبيح بلا حدود لأنه لم يرع أي مقدار من ألحياء الديني والخلقي والنفسي والروحي ومن ثم ألإنساني والتي ظهرت كل معالمه بكل تجلي ووضوح أمام  ألعالم بأسره

ونود أن نستذكر لبنان.. وما حل به في تموز 2006 والوحشية المفرطة للعدو الصهيوني الغاشم بدعم أمريكي واضح وفاضح والذي مثلته سيدة البيت ألأبيض ووحشه البشري الكاسر في الشكل والمضمون السيدة (كوندا ليدا رايز) في حراكها المحموم في الكثير من المحطات ذات الشأن في المحيط العربي  وخارجه.من جهة ومن جهة أخرى  إرسال  دفعات الصواريخ المتطورة الذكية  للكيان الصهيوني لتوجيهها بالتالي إلى أطفال (قانة) وقتلهم قتلا جماعيا وما بقي منها وزع على  بيروت وصيدا وبنت جبيل وبعلبك وكل المدن والقرى اللبنانية بدم بارد لا ذنب لمن قتل سوى أنهم يعتنقون العزة والكرامة والهيبة والصمود والتحدي إزاء الكيان اللقيط وأعتدائاته السافرة على لبنان.. على شعب يود أن يعيش بسلام و وئام .

والى هنا نكتفي بالشواهد والوقائع التي تعتبر نتاجا أمريكيا بامتياز والتي هي  بمثابة المؤشرات الفاضحة للعقلية السياسية ألأمريكية وحقيقتها..ألـ (لا إنسانية) ولكن من المؤسف والمعيب و المعيب جدا أننا نجد بعض من أبناء أمتنا  وجلدتنا ممن أصبحوا يمثلون أبواق  إعلامية مجانية (لإنسانية) السياسة ألأمريكية المزورة والمحرفة واندماجهم بمشروع السياسة ألأمريكية من حيث لا يشعرون والذين يمثلون شريحة أرباك في الواقع الاجتماعي السياسي العربي ومشروعه الناهض والممانع والمقاوم من أجل إنسانية ألإنسان وحقه الوجودي كإنسان

ولكن مع كل هذا وذاك تبقى ألأسس والقواعد ألإنسانية تفرض نفسها بنفسها على التقييم ألإنساني  لكل صاحب مشروع بل والمشروع نفسه ليكتسب مشروعيته ليكون في النهاية  أما ..أنساني ..أو لا ..أنساني .

 

                                                     بقلم: بهاء الجبوري

                                            

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2217 السبت 01/ 09 / 2012)

في المثقف اليوم