أقلام حرة

القاعدة بمسمّيات أخرى / محمد جواد شبر

قررت القيادات العليا لرسم سياسات القاعدة "السعودية وقطر" بتمرير التجربة الناجحة في سورية إلى العراق وتأسيس حركة مسلحة منظّمة على غرار الجيش السوري الحر، أي إعادة تسمية القاعدة في العراق إلى عنوان جديد بعد انكشاف زيفهم و سرائرهم الخبيثة، فإن اسم الجيش السوري الحر كسب الكثير من عواطف أهل السنة واعتُبر الجيش الفاتح الذي يطمح إلى تخليص الأمة من الديكتاتورية البغيضة وأصبح من واجب كل مسلم  نصرته ودعمه مادياً ومعنوياً.

الخطة التي قسمت مقاتلي القاعدة إلى قسمين الصحوة والإرهاب قبل عدة سنوات فشلت بعد أن فشل السياسيون في وأد الطائفية إذ عاد القسمين بشتّى فصائلهما ومسمّياتهما ليلتحما من جديد الآن تحت راية واحدة وهو "الجيش العراقي الحر" بدعم مادي لوجستي واسع من دول إقليمية عربية وغير عربية كما حصل في سورية.

لكن الفرق أن في العراق المليء بالسلاح لا حاجة لتمريره من دول أخرى، فالأموال الواسعة تفي بالغرض لتأمينه من داخل العراق لضرب  استقرار السنة والشيعة على حد سواء، لذا أصبح الطلب على شراء السلاح من السذج وعباد الدنيا من المناطق الغربية والوسط والجنوب، خاصة العشائر منهم بصورة تلفت النظر، فمن مصادر موثّقة أصبح سعر الأسلحة الخفيفة كمسدس الطارق أربعة ملايين دينار بعد ان كان بسبعمائة ألف دينار، وجاءت كثرة الطلب على هذا النوع من السلاح لعدم تسجيله في الدوائر المختصة ولتنفيذ عمليات اغتيال بربطها مع أجهزة كاتمة مصنعة محليا.

مع تفشي هذه الظاهرة سارع  بعض الفقهاء والمراجع كالسيد كاظم الحائري والشيخ بشير النجفي والشيخ محمد اليعقوبي والسيد كمال الحيدري وغيرهم من خطباء وأئمة جمع بإصدار فتاوى تحرم على العشائر وكافة الناس بيع السلاح بصورة قطعية لوأد الفتنة التي من شأنها الإسباب بعرقلة العملية السياسية واستقرار المواطنين في كافة مدن العراق.

لذا ننتظر من العلماء السنة الإسراع بإصدار مثل هذه الفتاوى لإحباط مثل هذه المخططات الفتاكة التي يصعب التكهن بعواقبها الوخيمة.

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2217 السبت 01/ 09 / 2012)

في المثقف اليوم