أقلام حرة

صفعة اردوغان من يردها .. ومن يعيد كرامة السيادة العراقية؟ / عمار منعم

في هذه الغزوة المشؤومة والتي  اشيع عن اللجنة  بانها ستنجز اعمالها وتقدم التوصيات الى مجلس الوزراء  باسرع وقت ممكن الا انه الى الان لم نر او نسمع عن أي قرار .

وزير الخارجية التركي اوغلو الذي  التقى البارزاني في سابقة مريبة  وغزا وتسلل  في  اليوم التالي الى  محافظة كركوك والتقى بالمسؤولين المحليين فيها وسط اجراءات امنية مشددة نفذتها عناصر من الشرطة وقوات كردية.. والتي اعتبرتها  بغداد انتهاكا لسيادتها وامنها الداخلي لانها  جرت دون علمها او موافقتها ومن دون اللجوء الى القنوات الرسمية والدبلوماسية واستغربت موقف حكومة الاقليم التي سهلت هذا التجاوز  دون علم الحكومة الاتحادية لتخالف بذلك مسؤولياتها الدستورية لتضيف  عقدة جديدة الى العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا التي  شهدت توترا ملحوظا في الفترة الأخيرة على خلفية اتخاذ تركيا عدة خطوات منها استضافة  المطلوب قضائيا  طارق الهاشمي، وتبادل الانتقادات بين رئيس الوزراء نوري المالكي والتركي اردوغان، وشراء النفط من إقليم كردستان دون موافقة الحكومة الاتحادية. تركيا الطامحة لاستعادة أمجادها ومستعمراتها لديها أهداف إستراتيجية في العراق منها تقسيم العراق الى فيدراليات ثلاثة على اساس  قومي ليكون هنالك اقليم كردي واقليم تركماني واقليم عربي ومبادلة المياه بالنفط بعد ان رصدت جميع ثرواتها لبناء سدود عملاقة تحول العراق صحراء قاحلة اذا لم يرضخ لمطالبها  ووقاحة الديلوماسية التركية ارسلت في هذا التوقيت رسائل عديدة منها ارتبطها  بعلاقات وثيقة او مشبوهة مع بعض الإطراف السياسية وانها  لاعب رئيس  في العراق طوعا وكرها وانها مستعدة للمواجهة وتصعيد الموقف في وقت يعاني فيه العراق من مشاكل داخلية  و هذا التسلل الى داخل الجسد العراقي  يضعنا امام الف سؤال وسؤال .الحكومة والبرلمان والاعلام العراقي اثاروا زوبعة لعدة ايام سرعان ما خفتت واصبحت في طي النسيان  والموقف الوحيد الذي اعاد لنا بعض حقوقنا المسلوبة هو تهديد  وزير التجارة العراقي خير الله با بكر  بقطع التعاملات التجارية مع تركيا إذا ما استمرت في منع العراق من الحصول على حصته المائية كاملة من نهري دجلة والفرات، وإيقاف كارثة الجفاف التي ستحصل  و ما نستغربه الان هو الصمت  التشريعي والحكومي على ما يحصل من تجاوزات تركية على سيادة العراق او على حصته المائية  في حين تثار زوابع ومعارك اعلامية من اجل مواضيع تافهة لاتسمن ولا تغني من جوع  و اننا ندعوا الجميع لاتخاذ موقف شعبي وحكومي مشابه من قبل جميع الدوائر الرسمية والاعلامية والتجار العراقيين برد صفعة اردوغان واعادة كرامه السيادة الوطنية تحت الاضواء  بالتهديد بوقف التعامل التجاري والاقتصادي  مع  تركيا اذا ما استمرت بغيها وطغيانها  وإلا  لن يكون هنالك عراق او عراقيين بل أراضي قاحلة  ومستباحة وثلة من المنتفعين يتقاسمون ما بقي من خيراتها .

  

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2219 الاثنين 03/ 09 / 2012)

في المثقف اليوم