أقلام حرة

النهج الطائفي للثوار أخر سقوط الأسد / حامد اللامي

يختار الشعب من خلالها نظام الحكم وقيادته الوطنية .

وللاستبداد تأريخ في منطقتنا العربية فمنذ زمن بعيد حيث حكومة معاوية بن أبي سفيان والذي عهد الخلافة لابنه يزيد مخالفا كل الاسس والمعايير التي وضعت من قبل الخلفاء والصحابة بغض النظر عن مشروعيتها ... كانت بداية تحويل الخلافة كما يرى اجماع المسلمين بكل مذاهبهم الى الخلافة الوراثية والسلطوية ... وهو أول باب فتح للظلم والاستبداد ـ برأي كل المذاهب ـ وانتزاع حق الامة .

أن النظام الاستبدادي للحكومات العربية وأنفراده بالسلطة، والسيطرة التامة على مقاليد الحكم وأختصاب الدولة من شعبها، وتحويل كل امكاناتها لأجل مصالحهم الشخصية دون رضا الشعوب، وهو باب الظلم والفساد، الذي أوصلهم معاوية في نهجه الى ما وصلت اليه الامة العربية والاسلامية هذا اليوم من استبداد وظلم ووراثة السلطة، مع ما نلاحظ من تطور لمفهوم الحرية والديمقراطية لدى الدول الغربية ... بقيت شعوبنا تعاني من الحكومات الدكتاتورية بدعم من الدول المهيمنة خدمة لمصالحهم والسيطرة على ثروات ومصائر الشعوب العربية .

وكرد فعل أعتيادي لأستبداد الانظمة وممارستها لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد .... خرجت الشعوب العربية مطالبة بحقوقها الوطنية لاختيار سلطة تمثل الشعب وتحترم كرامتهم وحرياتهم، ومن بين تلك الانظمة الوراثية الدكتاتورية، نظام الأسد ... نعم نظام الأسد ورفاقه البعثيين سييء الصيت بجرائمهم وسلوكهم اللا أنساني الذي يحكم الشعب بالنار والحديد، والاسد قائدا لذلك الحزب البعثي الفاشي المعروف بسلوكه الاجرامي بحق الشعوب العربية وما خلفه في العراق وسوريا من سمعة سيئة ... فترافق شخصيات سيئة بحزب سيء .

لقد ثار الشعب السوري غضبا، اسوة بأخوانهم في تونس ومصر وليبيا وبمساندة كل الجماهير العربية، بعيدا عن الاهداف الطائفية، وانتماءات الحكام، لانهم جميعا قتلة ومجرمين ومنتهكين لحقوق الشعوب العربية .

فالشعب العراقي وكل أبناء الشعب العربي يدعم الثورات العربية والسورية على وجه الخصوص ... يقف مع الثورات الوطنية الخالية من الشعارات الطائفية المحصورة بفئة معينة التي تضرب بعرض الحائط كل مكونات وطوائف الشعب السوري .

 لقد أخذت الدول الداعمة للثورة السورية توضع منهجا طائفيا لا يمكن الخروج عليه، فكان دعما مشروطا لتوسيع الفجوة واثارة الخلافات بين مكونات الشعب السوري الواحد، الذي لا يعرف فرقا بين مكوناته السنية أو العلوية أو الكردية والمسيحية . فتحولت شعارات الثورة من التعاون للخلاص من النظام الدكتاتوري وحزبه الحاكم الى أعلام طائفي يقاتل كل المذاهب والاقليات الاخرى من أبناء الشعب السوري .

حيث قامت مجموعات مستغلة لاهداف الثوار الوطنية بأعلانها معارضة طائفية قائمة على القتل الجماعي والارهاب والمفخخات في الاسواق العامة وخطف وتشريد أبناء الشعب المظلوم، بذريعة أن العلويين، أو الاكراد والمسيحين مع الأسد .

فغيروا مسار الثورة وحرفوها عن أهدافها، وأضافوا قوة كانت تشترك معهم بالمظلومية والاضطهاد الى السلطة الدكتاتورية، فظهر خط جماهيري بل أقليمي وقد أصبح دولي لمعارضة الثورة خوفا من المد الطائفي وما يحمله من برنامج دموي ـ كما حدث في العراق ـ لأبناء الامة العربية والاسلامية بصورة عامة والشعب السوري بصورة خاصة .

لقد أخطأ البعض عندما أدخلوا الثورة السورية في ممر ضيق قد يؤدي الى انتكاسها وخذلان الشعوب العربية والشعب السوري على وجه التحديد .

بالنتيجة لقد أستفاد النظام الحاكم في سوريا من تلك الشعارات الطائفية وأنحراف الثورة عن نهجها الجماهيري، فوضعوا الاسد في موقع المدافع والحامي والمخلص للشعب السوري من الارهابيين الوهابيين، تلك الظروف ساعدت على تأخير سقوط النظام .

 دعوة للثوار لأعادة النظر في تصحيح مسار الثورة وعدم الاعتماد على المال الطائفي ودعاة الفتنة الدمويين، لينالوا من جديد ثقة الشعب السوري والعربي الذي يحلم بدول ديمقراطية، وحكومات تحمل هموم المواطنين، فنجاح الثورة في سوريا الموحدة سيوصلنا الى نجاح الثورات في الدول العربية الأستبدادية الاخرى .

 

 

حامد اللامي

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2221 الاربعاء 19/ 09 / 2012)


في المثقف اليوم