أقلام حرة

الفعل الاستراتيجي تجاه إساءات الاصولية الغربية / علي المؤمن

من خلال الفيلم الشاذ التافه بكل المعايير؛ هي غضبة فطرية عفوية؛ تعبر في حقيقتها عن الاحتقان النفسي الاجتماعي المتراكم للمسلمين تجاه المنهج النمطي الصليبي الصهيوني المعادي لوجودنا ومعتقداتنا.

   ولكن؛ لاتكفي هذه الغضبة الشعبية العفوية وهذا الانفعال الحراري العاطفي في الرد على هذا المنهج، بل نحن بحاجة الى فعل متزامن آخر..يتمثل في اعمال فنية وفكرية كبيرة بلغات العالم الحية عن الاسلام وتاريخه ورسوله واهل بيته. وكذلك اعمال اخرى كبيرة عن الانبياء والديانات الاخرى من وجهة نظر الاسلام. نحن بحاجة الى فعل استراتيجي وليس مجرد تفجير للطاقة الحرارية بشكل مظاهرات واستنكارات وكلام، وإن كان هذا الإنفعال التعبوي مطلوبا أيضا.

    نحن بحاجة الى ان نعد لهم مااستطعنا من قوة..ليس قوة السلاح وحسب؛ بل قوة المعرفة والفن والثقافة والعلم والتكنولوجيا والمال وقوة المقاطعة التكتيكية.. ان نواجه الآخر بأدواته ولغته.. ايا كان نوع هذه اللغة.

    لابد أن يكون لنا حضورنا الفاعل علميا وثقافيا وفنيا في الغرب نفسه. هذا هو الفعل الحقيقي المؤثر المطلوب. أما الرد الذي يحصل الآن فهو آني ومؤقت وسينتهي غدا او بعد غد أو حتى بعد شهر، ويعود الجميع الى بيوتهم وهمومهم. ثم تعود الأصولية الصليبية والصهيونية الى فعل استراتيجي جديد، ونعود نحن الى الرد العاطفي الحراري الآني. وهكذا تبقى المبادرة بيدهم دائما؛ ليلهوا بنا ويستفزوننا ويستثيرون عواطفنا؛ والتي قد لايكون التعبير عنها أحيانا مفيدا لصورة الإسلام النقية العميقة ولاتنسجم احيانا مع روح العقيدة والشريعة ومقاصدهما واحكامهما. وهو مايريده الغرب بالضبط.

    وإذا أردنا أن نتحدث في العمق؛ فينبغي أن نعمل على ماتصفه القاعدة الشرعية بـ (سد الذرائع)، بل بالواجب الإبتدائي. فبعض مدارس المسلمين تعطي من خلال تراثها الكلامي والحديثي مادة مجانية جاهزة للآخر؛ ليمارس كل هذا التجني على الله ودينه الخاتم ومقدساته ورسوله. فليراجعوا تراثهم ويجرحوه ويعدلوه ويشذبوه من الإسرائيليات والأفكار الدخيلة المتناقضة مع حقائق الاسلام الحقة ومع أسماء الله تعالى وصفاته ومع عصمة الرسول (ص) وأئمة الهدى (ع ) وسيرتهم الطاهرة النقية. وبالتالي؛ يتسلل المعادي بين التناقضات والثغرات؛ ليظهر رسول الله والاسلام بمظهر الإرهاب والوحشية والشهوانية.

     صحيح ان الآخر العدواني او المحارب ـ وفقا للوصف الشرعي ـ لايحتاج الى محرك أودافع لمهاجمة الإسلام؛ ولكنه بحاجة الى مادة للإستهلاك أو مسوغ ظاهري لممارسة العدوان؛ وليستغفل من خلالهما عقول مليارات البشر المحايدين الذين لايعرفون الا الجانب الحسي والظاهري في تقدير الاشياء وتقويم الأمور.  

    ان الفعل الإستراتيجي الواعي هو الدواء الحقيقي للداء الأصولي الغربي، وهو الكفيل بإحقاق حق الله ورسوله. فهلا بدأنا ؟ لاتزال الفرصة عظيمة امامنا. 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2221 الاربعاء 19/ 09 / 2012)

في المثقف اليوم