أقلام حرة

من الذي اعتدت التعامل معه واخر غير ذلك وكنت اتوقف عند بعضها خصوصا تلك التي يكون المجتمع واعرافه سببا فيها وتحمل في طياتها ظلما كبيرا للمراة وكانت بحق قصص لاتخلو من دروس وعبر مستخلصة لكن لااحد يستفيد منها ويعاد تكرارها مع اخريات واليوم اعرض واحدة منها تاركا لكم تشخيص الظالم والمظلوم (المرأة .. الزوج .. المجتمع) .

كانت جميلة ومثقفة وطموحة واصلت دراستها بنجاح حتى التخرج من الجامعة وكان يزاملها ابن الجيران وعاش معها قصة حب امتدت من المتوسطة حتى التخرج ورسما لحياة مشتركة وبيت واطفال وبعد التخرج تقدم لخطبتها فرفض مرة واثنين وثلاثة واكثر لا لخلل فيه او عيب الا لانه من غير قومية اضافة الى كون ابيها كبير قومه بعدها قام ابوها (الشيخ) باستدعاء ابن اخيه الساكن بالريف وابلغه برغبته بتزويجه من ابنته وتمت الامور على عجل بعد ان وجدت هي ان الرفض غير مجدي وعليها الخضوع لقدرها وزفت له ولم تكن بينهما مودة ورحمة وآلت على نفسها ان تكون زوجة مخلصة مطيعة وتحملت عذاباتها بصمت ورزقت منه بطفلين بعد سنوات لم يشعرها فيهم انها زوجته وشريكة حياته ولم تسمع منه كلمة رضا او استحسان وذات يوم ذهبت لعيادة الطبيب وهو باقي في البيت بلا عمل فاخذ يبحث في اشيائها ووجد بينها صور لزميل الدراسة ابن الجيران التقطت في مناسبات معينة للكلية فظن بها الظنون وتحرك الشك في قلبه ووضع الصور في مظروف وعند عودتها اتهمها بالخيانة وطردها من البيت من دون توضيح السبب وفي اليوم الثاني وصل بيت اهلها واطلععهم على الصور واعلن عن رغبته بطلاقها متهما اياها الارتباط بعلاقة غير مشروعة مع رجل اخر ولم تنفع معه كل التبريرات فرضخ اهلها للامر وبدلا من ان ينصفها من كان ابوها وقف مع الزوج والصق بها التهمة وقرر في دخيلة نفسه غسل عارها وقتلها في ليلة مظلمة لكن بعد انتهاء اجراءات الطلاق وهو يعلم انها بريئة وهو الذي جنى عليها وارغمها على الزواج .

تمت اجراءات الطلاق وتنكر لها زوج الامس واهمل اطفاله وشح عليها ابوها وتحين بها الفرص واصبحت معيلة لطفلين وهي بلا مورد ولا امكانية العودة الى وظيفتها التي تركتها تلبية لامر الزوج بعد شهرين من زواجها واصبحت تعاني العوز والحرمان والفاقة اضافة للتهديد بالقتل بين ليلة واخرى ولم يكن امامها الا طرق باب المحكمة من اجل الحصول على بضعة دنانير تقتات بها هي واطفالها من زوج تنكر لكل شي .

هنا اتسائل من المذنب؟ هي لأن رقص قلبها الصغير للحب وبعد ضياعه احتفظت بصورلذكريات قديمة؟ او الزوج الذي فرح اولا بالزواج من فتاة جامعية جميلة واستيقضت كرامته متاخرة بعد ان عرف انها عرفت رجلا قبله؟ او المجتمع والاب الذي ذبحها بسكين الاعراف واجبرها على الزواج من رجل لم تكن بينها وبينه اي روابط عدا كونه ابن عم؟

النائب كاظم الشمري

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2223 الأحد 23/ 09 / 2012)