أقلام حرة

الإبداع والتوريث / احمد جبار غرب

ومحاولة الغوص في أسباب  ولوجها إلى أوساطنا الثقافية  ومعروف ان قدرة الإنسان الإبداعية لها أسس ومعايير يجب ان تتوافر في تلك الشخصية المبدعة حتى تعطي ثمارها وتنتج افكارا خلاقة في كل مناحي الحياة في الشعر والرسم والموسيقى والكتابة و التمثيل  وتتمتع تلك الشخصيات بصفات تتفرد بها عن غيرها وتتميز عن سواها من باقي البشر وعادة مات كون في داخلها نواة فطرية للموهبة تصقل وتشذب عن طريق الرعاية والدراسة لتأخذ مسارها بشكل طبيعي نحو عالم صنع الافكاروجني الثمار ولكي توظف ماينتج من  تلك الاختلافات بين الشخصية الإبداعية عن غيرها العادية إلى طابع مميز في الخلق والإبداع وتكون هوية ذاتية للإنسان المبدع فقد كانت إعمال تلكم الشخصيات هي التي تؤكد عبقرية الإنسان  وخلوده ومجاراته وتحديه لذاته في التغلب على كل الصعوبات التي تعترض طريقه في سبيل إحساسه  بالتفوق والسمو من اجل الاكتشاف والابتكار فلم نرى أكثر من بيتهوفن في إعجازه الموسيقي أو نرى ااكثر من اينشتاين في نسبيته الماكرة أو في عبقرية ماركس في الاقتصاد عبر اكتشاف فائض القيمة لكن نرى تدريجات متوالية  من التفكير بتلك الاتجاهات اي لم تخلق النظرية أو الفكرة المكتشفة بفلتة من التفكير والاستنتاج الخالص إنما مرت بمراحل عديدة على أيدي علماء سابقين   رغم ماتؤكده الدراسات في تدرج العقل البشري ووصوله لذروة النظرية الكاملة ولهذا نرى تأثير العلماء والمفكرين بجانب تلك الشخصيات فبتهوفن استلهم إبداعه وتفرده من موسيقي عصره وأضاف لما هو موجود إضافة إلى عشقه الكامل للموسيقى وتحديه لذاته كونه يعاني من الصم  جعل من الإبداع والتألق صنوان  ليفترقان فإعطانا موسيقى مذهلة تفوق الوصف رغم عاهته والعالم الفيزيائي ألبرت اينشتاين قد سبر أغوار نظريات من سبقته من نيوتن إلى علماء الميكانيكا الكونية  وغيرها وأضاف واستنتج فظهرت لنا نظريته العملاقة  في النسبية واكتشاف الزمن كبعد رابع وهذا يعطينا الدليل ان العظماء لايتكررون كلا له هويته ودرجة إبداعه لكنهم يختلفون في  ثقلهم الإبداعي وتأثير أفكارهم فينا وتداخلها مع محيطهم الاجتماعي كما في اللوحة التشكيلية ألوانها ومضمونها  وخطوطها الواحد يكمل الأخر حتى تعطينا بصمتها النهائية  ولهذا نرى جذوة الإبداع والتأمل الفكري عملية مستمرة مع حركة  الحياة  وتطورها  الذي ساقني لتلك المقدمة الطويلة هو انتشار ظاهر العوائل الإبداعية في مجتمعنا في الشعر والقصة والموسيقى والفن  هل ثمة  انجاز واضح المعالم لدى هؤلاء أم المسالة هو مجرد حالة عابرة في السير على خطى الأب أو الأخ أو إلام في مواهبهم وتألقهم ؟ لقد تكاثرت بشكل غريب جدا هذه الظاهرة في الصحافة والفن وحتى الغناء أحيانا والقصة والمقال بحيث طرحت نفسها بقوة في إثارة التساؤلات حول المغزى ولماذا لم تظهر سابقا ؟هل للواقع الاقتصادي تأثير بحصول تلك التوهجات  الإبداعية داخل العائلة الواحدة  وهل تضيف شيئا لمسيرة الإبداع في كل إشكاله شيئا جديدا  وتعطيه بعدا أعمق وابعد مدى؟ أم تكتفي باقتفاء الاثر الشكلي للحالة المتأثر فيها وهل هي نتاج بيئة سياسية حاولت محاكاة مايجري في عالمنا العربي من سياسة بهذا الاتجاه وان كان بشكل عفوي.. إذا لم تكن سوا حالة عابرة نشئت ضمن معطيات طبيعية نتيجة التواجد الأسري الحميم لكن في كل الأحوال تبقى الشخصية المستنسخة في العائلة الإبداعية حبيسة وهج الأشخاص المبدعين وغالبا مات دور في فلكهم دون ان يكون هناك تفرد في أنجاز متقدم في  تجاوز تلك الحلقة من الإبداع

 

احمد جبار غرب

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2223 الأحد 23/ 09 / 2012)


في المثقف اليوم