أقلام حرة

عندما يخطأ الرماة الهدف / عباس العزاوي

ومن النوع الذي لاينتظر خصمه  كي يستعيد توازنه، بالتاكيد  سيواجه هذا الصياد الفاشل خطر الموت، فالوحش لن يمهله دقيقة واحدة  يعيد فيها استعداده لتسديد الرمية الثانية، هذا ان بقي في كنانته سهام اخرى، فكيف الحال اذا ما نفذت حججه ووسائله الدفاعية والهجومية! فوقته قد نفذ وجاء دور الاخر ـ الهدف ـ فهو الهلاك اذن، بسبب سوء تدبيره وجهله باصول الصيد وقانون الغابة الذي لايرحم المترددين والغافلين ولايحتمل الخطأ ابداً، ولكي يتجنب الصياد هذه المآزق المميته عليه خفض نسبة الخطأ الى الصفر او بدرجة  اكبر بقليل منه مع بعض الاحتياطات الضرورية، فلحظة الموت طرفة عين، ونزول المصيبة طرفة عين، والانقلاب على الواقع  طرفتي عين!.

 

قالوا عن الزعيم قاسم بانه ديكتاتور!! وحاربوه واسقطوه في ساعات معدودة وببنادق  مصرية معدودة، ديكتاتور لم يشنق معارضيه، ولم يقتص من الضالعين بمحاولة اغتياله، طرفة عين منه كلفتنا والعراق اربعين سنة من القتل والخراب والحروب!! اخطأ الزعيم الهدف، بقوله،عفى الله عما سلف، فلم تمهله ذئاب البعث والحرس القومي طرفة عين واحدة!، صيادنا فشل في اقتناص اعداءه، فسقط وايّانا فرائس سهلة ودسمة بيد حزب البعث الطائفي ( ومع انهمار ذخيرة الموت انطلق صوت قاسم هاتفاً بحياة الشعب) " اوكار الهزيمة،هاني الفكيكي ".

 

 مرة اخرى يحاول القدر ان يهبنا فرصة ذهبية،مرة اخرى يحاول القدرانصاف الفقراء والكادحين، ولكن بقاسم جديد يحب العراق وشعبه، قائد تحمله اكف مضمخة باللون البنفسجي، وليس بدبابة صماء تعجز عن حماية قائدها فيما بعد، بصناديق شفافة وبنظام ديمقراطي نزيه!! لكن ديمقراطية العراق تمخض عنها كمية هائلة من القيادات، قيادات انسلّت من تحت ركام  دولة مهشمة، وبدل ان تتفق وتحدد اهدافها الوطنية وتزيح عن صدر العراق بقايا ضباع البعث وذئابه وماعلق باردان  الشعب من وساخته، جاءت لتختلف وتتصارع، وتدمر مابقي من البلاد، وتمنح البعث الفاشي فرصة للنهوض، وتعيد لنا بصيغ حديثة دولة الشر والجريمة، دولة اللصوصية والاستئثار بالمال العام، دولة شعارها ؟ " اذا مت ضمآناً فلا نزل القطر".

 

عندما يدافع البعض عن الارهاب، خلف شعارات وطنية، ويطالب آخرون بالعفو العام عن الارهابيين والبعثيين والمتآمرين، دون ان يتعرق جبينهم من وقاحتهم وطلبهم المخزي في حضرة ارواح الضحايا التي تكتض بها سماء العراق، وعندما يجامل البعض الاخر الارهابيين من القادة ومن ثبتت ادانتهم على حساب الدماء العراقية، وحين يتأسف رئيسنا الرومانسي على قرار حكم الاعدام  بحق الهاشمي والصادر من هيئة قضائية تضمنت تسع قضاة، هذا يعني ان العراق في خطر كبير، وابنائنا  تحت رعاية قطاع الطرق والقتلة، ومستقبلنا مرهون بزناد  بنادق المجرمين،وعندما يصرف للبرلماني السابق والقيادي المطلوب للعدالة راتبه  ورواتب افراد حمايته رغم صدور حكم قضائي بحقه، كعدنان الدليمي، والهاشمي وغيره، فهذا يعني اننا امام  فساد رسمي ترعاه جهات متنفذة.

 

وحين يصرح نائب يمثل الفقراء والمظلومين ضد مشروع البنى التحتية، وهو الباكي فيما سبق عليها !! وحين يترك  بعض النواب  اولويات البلاد ومايحيط به من اخطار داخلية وخارجية ويطالب بتحديد ولاية رئاسة الوزراء لانها ام المشاكل حسب اعتقاده! والانكى من ذلك حين يتهافت اعضاء الائتلاف الوطني قبل غيرهم لسحب الثقة عن مرشحهم،ويتباكون على اللحمة الوطنية!!.

 

 حين يحدث كل هذا علينا ان نعي اننا في مأزق مخيف ونتيقن بأن رماتنا الافاضل الذين وثقنا بهم اخطأوا الهدف، نعم اخطأوا الهدف بجدارة اما لجهلهم بمهارة الصيد او انهم تعمدوا ذلك! وبهذا منحوا الوحوش الكاسرة  فرصة الهجوم المعاكس ضد العراق وشعبه بالكواتم والمفخخات، وللفقراء والمضطهدين وذوي الضحايا حق الانتظار 40 سنة اخرى لتغيير جديد يكون فيه الرماة اكثر حرصاً وفهماً لقانون الغاب، وها نحن نلوح بذلٍ واضح للعائدين من البعثيين كي نضمن رؤوسنا مستقرة في اماكنها فقد دوختها فكرة الذبح سنين طوال، فسينون مازال حياً يتآمر ليدخل حصاناً خشبياً آخر لحصن العملية السياسية!.

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2225 الثلاثاء 25/ 09 / 2012)

في المثقف اليوم