أقلام حرة

فلم يهيــِّج المنافقين / مهدي هادي

خمس دقائق من فلم قيل عنه أنه ضد النبي محمد.

قيل عن الفلم أنه فلم سيء، وسيء جدا، قد خرّ خلال خمس دقائق فهيج المسلمين وأغاظ المتأسلمين وأيقظ  المنافقين. فبكم دقيقة  أقَّــل يستطيع فلم جيد أن يهيج غضب كل هؤلاء.

خمس دقائق مما احتوى فلم سيء هيجت مشاعر المسلمين والمتأسلمين والمنافقين ولم يحرك فيهم طغيان   خمسة عشر قرنا من الزمان أي احساس أو شعور بما هم عليه  من الطغيان، له يركعون ومنه يتجرعون. فَـلم يهيجوا طوال خمسة عشر قرن على حكام حكموهم بالنار والحديد كانوا جاثمين ولا يزالون على صدورهم. ولم ينتفضوا كي ينفضوا الجهل عن عقولهم، أو يطالبوا بحق من حقوقهم كخبز يملئ خواء معدتهم وكماءٍ صاف  خال من الجراثيم يروي عطشهم.

خمس دقائق قد أصبحت كافية لتؤكد على أن المسلمين والمتأسلمين والمنافقين لم يطالبوا بالخبز للجياع والعمل للعطالين البطالين والتعليم للاميين والضوء لازاحة الظلام وإضاءة الطريق. إن الجائع والعاطل  عن العمل والذي لا يرى الطريق يصبح فريسة سهلة لمرتزقة الدين وهمجية المتديين.

إنهم خفيفو الوزن والعقل فخمس دقائق من فلم تكفي لينفخ عليهم ويحركهم في الهواء كريشة  خفيفة، لا وزن لها، بل رائحة حرائق وقتل كريهة، تتحرك من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. إنهم حقا ريشة  في سرعة الهيجان والبغض والعصبية.

خمس دقائق، بل هذه الدقائق كثيرة وتفيض، تؤكد لنا بأن المسلمين والمتأسلمين والمنافقين جاهلون بما كتبت كتب شيوخهم وبأن هذه الكتب تحتوي على الكثير من الشواهد  التي تعتدي على النبي محمد وتدنس سمعته وذكراه، حقا كان ذلك أو باطلا .... هل يغضب الهائجون على شيوخهم!!؟

"مثقفوهم" جاهلون أو متجاهلون بتاريخ اسلامهم فكيف بغوغائهم الجهلة الذين لا يعرفون القراءة والكتابة؟ ولهذا نرى هؤلاء أنهم سريعو الالتهاب والجريان خلف نيران أولئك. إنهم حطب جيد للاشتعال السريع.

خمس دقائق أكدت على أن المسلمين والمتأسلمن والمنافقين لم يوقظهم ضمير ولم تقشعر أبدانهم ولم ينتفخ طحالهم عند قراءتهم في كتب مشايخهم بأن النبي قد شق جسد امرأة عجوز إلى شقين وأنه قد تزوج بطفلة لم تحيض بعد وأن صاحبه أنس بن مالك (الذي به يقتدون ويهتدون) قد قال عن النبي بأنه كان لديه قوة  للنكاح تعادل قوة ثلاثين حصان وأنه كان يطوف على زوجاته في ليلة واحدة من زوجة إلى  أخرى بدون أن يغتسل من الأولى. إن هذه الكلمات القاسية بحق النبي محمد لا تغيظ  المسلمين ولا المتأسلمين  ولا المنافقين  بل على العكس إنها تُفرحهم فرحا شديدا وتبهجهم بهجة عظيمة. فهم يوصون بتزويج بناتهم قبل أن يحضن في بيوتهم كي يوطئن وبهذا النوع من الوطئ يفتخرون. وهم شبقون إلى حد النخاع ويأملون الموت ليس للقاء ربهم، كما يقولون، بل من إجل الالتقاء ببيضاوات من الحور العين. وكذلك هم عناترة على الضعيف، فهم كعنترة الذي كان يقتل الضعيف ليرهب بقتله القوي وتخويفه. فهل قتل النبي عجوزا لكي يُرهب أصحابه؟؟

خمس دقائق أصبحت كافية لكي تبيّن لنا أن المسلمين والمتأسلمين والمنافقين يرقصون ويهزون عجيزاتهم على دقات طبلة صغيرة يدقها لهم من يعتبرونهم أعداءهم. وهم كالدراويش يفلتون من عقالهم ويضيعون في هوسهم الهمجي ليحرقوا كل ما يجدونه في طريقهم.. حتى أن البعض منهم قد كتب: "أبي وأمي فداء للنبي".. وإنني متأكد من أن كاتب هذه الكلمات كذاب إذ أنه كجماعته فأر في الحرب وغزالة في الهرب، ولنا أمثال حاضرة كثيرة.

 

و أخيرا من الذي يربح من هذا الهيجان؟ ومن الذي يخسر؟

و إلى هيجان آخر جديد..

مهدي هادي - أسبانيا

20/09/2012

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2225 الثلاثاء 25/ 09 / 2012)

في المثقف اليوم