أقلام حرة

الملا خضير يصافح يد هيلاري كلنتون (الشهوية) / غالب حسن الشابندر

لدى اصحابه ومحبيه يد وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون، وكان فرحا جذلا، وكان كما يبدو شاداً بيديه  بقوة على يديها، مبتسما، يكاد أن يطير من الفرح ....

قبل قليل رجعت من طبيبتي السويدية الرائعة، كنت قد صافحتها، وتعانقنا عناقا سريعا، وسالت نفسي، تُرى ماذا سيقول خضير إذا علم بذلك؟ الذي اعرفه أن خضير يعكف ذراعية احدهما على الأخرى فيما لو قابل فتاة، خاصة في مكتبه الرسمي، ترى هل الامر كذلك في غير مكتبه الرسمي؟ لا أدري، ولكن من ينهي عن منكر ويأتي مثله علنا، فهو ياتي بالمنكرات الكبار في سرِّه، اتكلم بلغة خضير نفسه، وما زلت أتذكر يوم طلبت من الشيخ الملا الروحاني الكبير خضير قصيدة اريد اهدائها إلى صديقة كنتُ (أموتُ فيها) و كانت (تموتُ فيّ)، استنكر ذلك، وقال لي : (أبو عمار صدك جذب،ولك المصافحة هي حرام، إلا قصيدة عزل)، كان ذلك في احدى زياراته الى سوريا ... ولنترك كل ذلك، أليس مصافحة الاجنبية حراما  ابو ياسر، يا صاحب المقالات العرفانية الجديدة في جريدة  الصباح؟

857-caلست أدري هل سرت رعشة حنان، رعشة حارّة في جسد الاستاذ خضير الخزاعي عندما صافح يد هيلا كلنتون، فيدها بيضا ء، وحتما ناعمة، ومن ثم، لابد أن رائحة عطورها قد اخترقت خياشيمه ونفذت إلى لب قلبه، ربما لذلك بقي شاداً على  كفها السكسوني الابيض الترف،  واصارحه بالقول : لو كنت بدلك يا مولانا لعانقتها كما عانقت طبيبتي، ولكن ربما تحلم بذلك في لقاء لاحق، أليس كذلك؟  ما هو المبرر الشرعي لهذه المصافحة وانت الخير التقي الورع، ولست أدري ماهو موقف رئيس حزب الدعوة / تنظيم العراق  من هذه المصافحة، وهو مفكر وفقيه وملتزم حتى سمِّي بزين عابدين الدعوة؟

واليوم، حيث صافح الاستاذ خضير اليد البيضاء الناعمة الحلوة، هل تشفع له هذه المصافحة بمصافحة موظفه من موظفاته ولو على الخفيف، أم مصافحة هيلا كلنتون شرعية ومصافحة موظفة عابرة حرام شرعا؟

لقد قلت في مذكراتي أن اساطين الاسلام السياسي يتلاعبون ليس بالدين وحسب، بل يتلابعون حتى بالخالق كيفما يريدون، صدقوني أن خضير عندما صافح هيلا كلنتون نسي نفسه، ربما تصوري خطا، فإن من يصافح بالعلن يصافح بالسر، اقول ذلك على ذمة القياس العادي، وإلاّ قد اكون مخطأ،  اقسم لو أن وزيرة الخارجية مدت يدها بكل حنان لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية احمد نجاد لامتنع، ذلك إن الرجل صادق مع نفسه، اما خضير فكذاب، وكذاب، وكذاب، وهل نسينا تصريحه بان الديقمراطية مفروضة علينا، ثم يخرج علينا ديمقراطيا اكثر من صناع الديمقراطية نفسها .

كيف كان شعوره الداخلي وهو يصافح هيلا كلنتون؟ هل كان يستنشق بعمق رائحة جسدها، ام هو من المُخلَصين الذين لا تهزهم الاجساد الجميلة حتى في لحظة احتكاك جلد بجلد، وكان يشد  على يدها، كان يصر على إطالة فترة المصافحة، يبدو أن الملمس كان رقيقا، شفيفا، وإلا هل من مؤمن صادق بايمانه يطيل المصافحة مع يد  مثل يد هيلا كلنتون الجذابة فيما لو كان مضطرا على ذلك؟

لا ....  ابو ياسر، أنت تصلي جماعة ابو ياسر، ولكن اسالك بضميرك الحي،ترى ماذا ستقول عن السيد عادل عبد المهدي لو صافح كلينتون؟ اقسم كانْ (شريته على الحبل) ... لو افترضنا أن المصافحة كانت سريّة، وعلِم بها صاحب هذا المقال، واعلن عنها، هل سيصدق بعض الناس؟ سينبري فرسان تنظيم العراق للرد، خاصة منْ لخضير عليه فضل ُشهادةٍ مطعون بها، أو منصب حكومي، اليس صحيحا؟  قال لي صديق مازحا، اخي خضير يحمل حصانة تقوانية من داخله، فهو له الحق انْ لا يصافح هيلا كلنتون الشهوية فقط، بل له الحق أن يشاركها حوض سباحة بكل ما تعنيه  المشاركة، فالرجل أمين على الاعراض قبل الاموال، ودليل ذلك نجاحه الباهر في وزا رة التربية، وحرصه على إبعاد كل شخص من ارحامه من الاستفادة من وجوده في الدولة المنكودة التي اسمها دولة العراق،  فانت لا تخف، إ نه مصان من داخله، وأخيرا وليس آخرا، اهمس باذن الشيخ الصديق الذي عاتبني طويلا، واساله: ماذا تقول بهذه المصافحة الإيمانية، فخضير مسلم ملتزم كل الالتزام، وهيلا كلينتون مسيحية ملتزمة كل الالتزام، والنصر للإسلام .

قبل أن اختم اسال المسؤول الاول في جريدة الصباح، هل ستنشر جريدتكم صورة خضير وهو يصافح هيلا كلنتون أم هناك الحسابات المشتركة؟

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2228 الجمعة 28/ 09 / 2012)

في المثقف اليوم