أقلام حرة

بوادر الانعتاق .. كلية ابن الهيثم / عبد الله موسى

على نفسي التي تجر الخطا جرا متعبة منهكة وهي تسترجع ذكرياتها التي ما انفكت عنها في اروقة جامعاتنا حينما كانت حقا جامعات، ابصر الشوارع وارمق ببصري الى ابنائنا الطلبة وهم يسيرون نحو كلياتهم ومعاهدهم بابهى صورة من التأنق وكالورود اليانعة، فتيات ما اجملهن وزادهن الماكياج جمالا فوق جمالهن، وشباب ما انظرهم وهم يحثون الخطى نحو مقاعدهم الدراسية، وكالعادة بزغ الالم والتبرم في نفسي حينما اطل العقل برأسه على قلبي ليضحك متوجعا، صدقت ايها الهرم في ما ظهر وفات عنك مابطن هكذا خاطبني العقل، هل رأيت بشاعة نفوس وعقول الشباب الذين ترمقهم غبطة لهم ؟؟ سألني عقلي، فخرجت زفرة مني ودمدت ماذنبهم واساتيذهم وصروحهم العلمية اصبحت اقرب الى النوادي والملاهي منها الى محافل علمية يتجمل العقل والنفس منها وبها، وهكذا استمرت قدماي سائرة مع كآبة ارتسمت على وجهي....

دلفت وحبيبتي الى كليتها واكاد ان احضنها خيفة وتوجسا عليها، وكانت المفاجأة..

مفاجأة جعلت عيناي تفيض دموعها المحبوسة، مفاجأة ارعشت بدني المرتعش وهزته، انها كلمة توجهت بها عمادة كليتها لها ولقريناتها وزملائها، كلمة اوقفتني متأملا لاعماق ذاتي وهي تخرج شعاع من الامل يرسم لي مستقبل انعتاقنا كشعب وكأمة كتب عليها التكالب من الامم، انعتاق مما علق ويعلق بثقافتنا واخلاقنا التي تكاد ان تكون نسيا منسيا، انها بوادر الانعتاق، بلى بوادر الانعتاق شهدته بخطاب عمادة كلية التربية ابن الهيثم الى الطلبة، آه لو كانت كلياتنا ومدارسنا تتوجه بهكذا خطاب لزاد شعاع الامل، واترككم لكلمة عمادة الكلية لتتأملوا وتتفرسوا بها وتنشروها كثقافة الى قيادات التربية والعلم والتنشئة الاجتماعية فهي اولى ان تعتمدها الدولة نبراسا لكل استاذ وطالب، واختم بشكري وتقديري امتناني وعرفاني  - من اب وعراقي واضع يده على قلبة خشية على اجيال العراق القادمة – الى عمادة كلية التربية ابن الهيثم داعيا الله ان يسددها ويشد من ازرها....

 

ابنائنا الطلبة

وانتم تستقبلون عاما دراسيا جديدا نزجي اليكم اجمل وازكى ايات الترحيب والمحبة، فانتم فلذات كبد العراق واغلى ثرواته وبتقدمكم وتفوقكم تطور العراق وازدهاره ولكم الحق على كليتكم واساتذتكم ان يبذلوا غاية الجهدفي اخراجكم الى ميادين الحياة متسلحين بالعلم والثقافة والاخلاق الحميدة لتصنعوا مجتمعا يفوح منه عبق الحضارة والقيم العراقية الانسانية الاصيلة

 

ابنائنا الطلبة

لقد اوصينا اساتذتكم بالصرامة العلمية دون القسوة وبالرحمة دون الضعف...

علما منا ان امامكم مسيرة شاقة وطويلة في بناء عراقنا وازدهاره...

وستجدون كليتكم تلكم الام الحنون التي تقر عينها بنجاحكم وتحزن ان مسكم الضر لا قدر الله...

يقيننا كبير وثابت انكم ستقرون عين وتثلجون صدر عراقكم الحبيب.

وفقكم الله وزادكم علما ورفعة وشرفا....

 

عمادة الكلية

 

وليس بعد هذا الخطاب الا توجيه انظار الدولة والوزارة الى التأمل فيه واعتماده كخطاب سنوي يوجه الى ابنائنا الطلبة

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2230 الأحد 30/ 09 / 2012)


في المثقف اليوم