أقلام حرة

مديرية الاستخبارات في السويد / ابراهيم الخياط

التي تهز البلد بطوله وعرضه وبشكل وتوقيت وتنظيم يدل على عافية الارهاب وليس نهايته، فيظهر هذا ليقول ان الجهد الاستخباري غير منظور، وآخر يقول أن المواطن يتحمل المسؤولية لانه لا يتعاون، ويزيد بأن المواطن مقصر، ولا أبالي، ثم دائما ما يردد المواطن: (شعليه).

المسألة فيها إشكال شرعي، فالحكومة ومسؤولوها ونوابها المدافعون يرومون تحويل المواطن العراقي الى عين أو إمعة أو تابع وليس ضمن هدفها اعداده مواطنا صالحا، أي أن الحكومة تريد الحفاظ على هيبتها الامنية والا فان توجيه التهم للمواطن المغلوب على طائفته وقوميته وعشيرته لا يوحي سوى بعودة الغلق الحزبي سابقا والطائفي لاحقا في المناطق والكليات ـ مثلا ـ مقابل الاغراءات والمال السياسي والتعيينات المحجوزة أو التشريف بمنصب المخبر السري المحترم الذي يكتب تقريره على أساس الاسم والكنية ودلالتهما الطائفية ليس الا.

ولكن لا أحد سأل لماذا لايتعاون المواطن العراقي العادي من أجل الحفاظ على سلامة بلده ووطنه وأهله وناسه؟ أمن المعقول أن مواطننا الغيور تحوّل الى انسان أناني مصلحي؟ بالطبع، كلا، وألف كلا، ولكن علينا معرفة أن اعادة الامن والامان واستتبابهما لا يتم بتشكيل قوات مسلحة يبلغ تعدادها مليونا أو مليونين، ولا يتم حتى بأكوام مكوّمة من أجهزة السونار والكشف والمعاينة العابرة للأغطية والملابس، كما لا يتم بتأخيرات السيطرات الثابتة أو المؤقتة أو المراباة، بل يتم بتوفير حزمة من العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فأما السياسية فنعني بها أن المواطن حين يرى التراشق المختلق وغير المهذب بين الكتل التي عاف المواطن ـ بعماء ـ أمه وأباه تقديسا لها فانه سينقلب على كتلته وعلى الكتل كلها وعلى اليوم الاسود الذي ولد فيه بهذا البلد، لا سيما حين يرى أن الجميع وأقصد المتنفذين يفرضون الشروط قبل التنازلات، الواحد أمام الآخر، فكيف للمواطن أن يطمئن ويستريح ويخاف على بلده وليس من بلده، وأما الاقتصادية فالمقصود أن عجلة الانتاج حين تدور في المعامل المتوقفة، وحين يتحول الاستثمار من المولات الى المشاريع الزراعية والصناعية لا سيما الكبرى منها فان المواطن الذي هو شهم ومحتاج ولديه بيت من البنات وفي الوقت نفسه هو عاطل وان كان خريجا، بالتأكيد سيستأنس بالعمل في هذه المشاريع ولا يلجأ الى زرع عبوة بورقة أو لاصقة بورقتين.

وأما الثقافية فلأن بناء الانسان لا يقل أهمية عن البنى التحتية ولكن أن يُبنى انساننا وطنيا عراقيا وليس طائفيا مقيتا أو قوميا عنصريا أو قبليا متخلفا، وأما الاجتماعية فأن يكون في وضع يتوفر لديه الكهرباء الوطنية الزهيدة والماء الصالح للاستهلاك البشري والطرق المعبدة والسوق الرخيص الذي يليق بدولة بترولية دخل أرقام انتاجها موسوعة غينيس ولم يدخل دولار من البترودولار في جيب فرد واحد من أبنائها حتى الذين من العسس والعيون.

أظن ـ الان ـ عرفنا لماذا الانفجارات لاتضرب يوميا السويد ـ مثلا ـ،، وذلك ليس لان فيها استخبارات قوية بل لان المواطن السويدي يشعر ويحس ومتأكد في كل شاردة وواردة وفي كل صادرة أيضا أن السويد بلده، وأن السويد حريصة عليه كمواطن سويدي، فلذا يتعاون على تحقيق الامان فيها قبل الامن، لاسيما أن السعودية وايران ليستا على حدودها.

  

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2230 الأحد 30/ 09 / 2012)

 

في المثقف اليوم