أقلام حرة

خروقات ام مؤامرات!! / عباس العزاوي

بان ورائها اجندات خارجية! ويذهب البعض الاخر من الساسة الى القول بان ضربات الارهاب وهروب السجناء بين فترة واخرى نتيجة طبيعية للخلافات السياسية، رأي آخر يقول ان هناك تواطئ من ادارة السجن او الحرس مع الارهابيين لكن بعض المحللين يعتقدون بان الفساد وراء هذه الخروقات المنظمة، وهكذا تتحفنا الافواه الكبيرة بتصريحات نارية ليس لها ايّ فائدة على ارض الواقع! يصاحب هذه الخروقات عادة او لنسميها المؤامرات سقوط ضحايا من عناصر الاجهزة الامنية! لاذنب لهم الا انتسابهم لوزارة الداخلية او الدفاع، وما ان يُعلن الخبر في الاعلام حتى تتسابق الاطراف السياسية بتبادل الاتهامات، فمن كان من رفاق المسؤول الفلاني ومن نفس القائمة راح يبرر ويلقي بالائمة على الاشباح والفئات الضالة دون تحديد هويتها! اما خصومهم فيتهمونهم بالتقصير في مهامهم والتآمر على أمن المواطن وحياته، هروب سجناء من سجن البصرة، الحلة،  كركوك، وتكريت، اضافة لمحاولة هروب فاشلة من سجن ابو غريب، واقتحام مديرية مكافحة الارهاب في بغداد وسقوط عدد من الضحايا والمؤامرات مستمرة والحمد لله على هذه الروح الوطنية الفذة التي يتحلى بها البعض!!.

 

هذه المؤامرات تحدث في السجون التي يقبع فيها الارهابيون حصراً، والادهى من ذلك الكشف مؤخراً عن وجود اسلحة شخصية وبكاتم صوت بحوزة بعض السجناء، في سجن الحلة مثلاً !! من اين جاءت، كيف وصلت اليهم؟ لااحد يعرف!، وتكرر الامر في سجن تكريت، مع تعطيل اقفال القاعات الداخلية مما جعلها مفتوحة طوال الوقت! هذا يحدث دون ان يثير الامر ريبة او تسائل حراس السجن!! ايّ عاقل يمكن ان يصدق ان القضية مجرد خرق امني توصلت الى تدبيره عقول الارهابيين وانه ليس هناك يد قذرة ومتنفذة تدير هذه الحوادث المفتعلة!!.

 

يشير اغلب الكتاب والاعلاميون الى ان العمليات الارهابية وحوادث هروب السجناء هي من صنع السياسين فيما بينهم والشعب من يدفع الثمن، وهذه اكبر مغالطة شائعة يريد بعض الناقمين على العملية السياسية تمريرها، نتفق معهم بالشطر الثاني من الجملة، الشعب من يدفع الثمن، اما الشطر الاول فهو مجرد كذبة هلل وابتهج بها من لايريد القول بصراحة وصدق لاسباب لم تعد خافية على احد!! بان الجهة السياسية الفلانية هي من تؤيد وتدعم الارهاب في العراق، وانها مازالت تقاتل وتماطل لاقرار قانون العفو العام بحق الارهابيين، اما تهريب السجناء المستمر فلا يجدون له مبرر غير ان الحكومة عاجزة عن اداء مهامها! اذن هي حكومة فاشلة !! دون الاشارة طبعا للشركاء السياسيين الضالعين بهذه المؤامرات التي ترقى الى مصاف جرائم الخيانة العظمى! والدلائل اكبر من ان تغيّب عن الشعب الا من ران على قلبه غشاوة من حقد اسود، وبذلك يضربون الحكومة بكل الاحوال، فان نجحت باعتقال الارهابيين، فهم ابرياء ولايجوز ابقاءهم في السجون ويجب رفع منسوب الانسانية والوطنية في قلب الحكومة والبرلمان لتمرير قانون العفو العام! وان نجح الارهابيون في الهروب، فالحكومة ضعيفة وغير قادرة على حماية البلاد!.

 

بمراجعة سريعة وبسيطة للاحداث نستطيع ان نحدد من هي الجهات التي تقف وراء الارهاب وتدعمه بقوة وباعلى المستويات لدحض كذبة (تورط الجميع بالارهاب) فليس من المعقول ان نصدق بان الحكومة ـ حسب المفهوم العراقي ـ  تتبادل مع خصومها بعمليات ارهابية مضادة حتى نقرر تورط الجميع بهذه الاعمال الاجرامية!! والا كان خصومها اولى واشد حرصاً على اظهار هذه الجرائم لفضح الحكومة وبالتالي اسقاطها ـ حلمهم الوردي ـ والقضية ليست دفاعاً عن الحكومة بقدر ماهي احترام لعقول الناس وعدم تضليلهم بالادعاءات الكاذبة ومحاولة توزيع الشرور على جميع الاطراف، فالادعاء عملية سهلة وممتعة وبامكان اي شخص اتهام اعداءه وتسقيطهم طالما الموضوع لايحتاج الى دليل، ولا الى اثبات.

 

من يستطيع ان يدعي مثلاً بان المجلس الاعلى يمارس الارهاب ضد خصومه!! او ان كتلة الاحرار لديها مجاميع ارهابية تفجر وتذبح الناس في حفلات دموية ووحشية كلما اختلفت مع الاخرين!! ومن منّا سمع بان حزب الدعوة شكل خلايا ارهابية تعمل على نشر الفوضى والخراب من خلال عمليات اغتيال بالكاتم او تفجير او زرع عبوات ناسفة او حتى تهريب سجناء! فمنذ سقوط النظام ولحد هذه اللحظة لم يُتهم ايّ من اعضاء الائتلاف الوطني بكل اطيافه!، ولا التحالف الكردستاني، بايّ تهمة ارهابية، حتى عندما كان علاوي نفسه رئيساً للوزراء، ولا حتى ابان الاقتتال الطائفي وضياع الحقيقة وسط ازيز الرصاص ودوي الانفجارات، بل نجد العكس تماما في الجانب الاخر، فاغلب الارهابيين الذين سقطوا بيد القوات الامنية ممن ينتمون الى مايسمى بدولة العراق الاسلامية يؤكدون في كل اعتراف لهم، مهامهم الاساسية في اشاعة الفوضى والارباك ومحاولة خلق حرب طائفية بين الشيعة والسنة! وان لديهم ارتباطات عضوية مع جهات سياسية تمولهم وتدعمهم وعلى اعلى المستويات والكل يعرف اسماء القادة والسياسيين المتهمين بالارهاب والى اي جهة سياسية ينتمون، فهل هي مصادفة ان يكون اغلب المتهمين بالفقرة (4) ارهاب من قائمة معينة!؟ وهل هي مصادفة ان يهدد ناطقيها بالويل والثبور في كل قضية يتم الاختلاف بشأنها ؟ ويحذرون من احتمالية حدوث موجة ارهابية جديدة في البلاد وتصدق توقعاتهم دائما، وهي ايضا من تبكي في كل المحافل على مصير السجناء حتى قال زعيمهم "ان القضاء العراقي المُسيس كان سبباً في لف حبل المشنقة على رقاب السعودين المحكومين بالاعدام" ونسي ان يبين لنا اسباب تواجدهم على ارض العراق!!.

 

فما يريده القوم اذن من قانون العفو العام هو خلاص لانفسهم قبل غيرهم ودعم لانصارهم ولجناحهم الارهابي المسلح في معركتهم ضد الحكومة، لاسيما بعد سقوط الكثير منهم بيد السلطة، فالمتحمس لهذا العفو اما مشترك بالاعمال الارهابية او داعم لها!! وعملية سقوطه بيد العدالة مجرد مسالة وقت لااكثر !!والا مالداعي لكل هذه الضجة والاصرار غير المسبوق باقرار هذا القانون " الانساني جداً " المحبب الى قلوبهم وانه لايقل اهمية عن قانون البنى التحتية!.

  

عباس العزاوي

30.9.2012

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2231 الأثنين 01 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم