أقلام حرة

اللاعب الثاني عشر / ابراهيم الخياط

(المستقلة!) للانتخابات، فيما أكد على أن المسيحيين بصدد جمع تواقيع نواب من شتى الكتل السياسية؛ لتعديل قانون مفوضية الانتخابات لإضافة عضو آخر ليكون المجموع عشرة أعضاء.

طبعا هذا الانتقاد جاء متأخرا، ومصلحيا، ولا علاقة له بالخوف على المفوضية باعتبارها القابلة المأذونة لولادة السلطة التشريعية والحكومات المحلية والمجالس البلدية، ولا علاقة له كذلك بالمخاوف المشروعة من تحويل المفوضية إلى (ريمونت كونترول) بيد المتنفذين الحاكمين، ولا علاقة له بالاحتجاج على ذبح الدستور والمواطنة والكفاءة، بل هذا الانتقاد جاء ضمن السعار الساعي لشراء المفوضية والتحكم بنتائج الانتخابات القادمة لأنه كان يكفي أن يكون العضو التاسع مسيحيا كي تسكت المسيحية السياسية التي لا تختلف عن الإسلام السياسي بشيء، لأنها ـ أيضا ـ مثل الجماعة تؤمن بأن الدين ليس محض ديانة فقط، وإنما هو نظام يصلح لبناء دولة، وحتى لا حراجة عندهم في إطلاق المسميات الدينية ونعوتها على كياناتهم السياسية كالجماعة بالضبط، وإلا لماذا لم نر هذا النائب منددا بتمرير أسوأ فقرة عرفها قانون للانتخابات، تلك التي تبتلع أصوات الناس بما لا ترضى به  السماء ولا الارضون، ولماذا يدعو لزيادة عدد أعضاء المفوضية إلى (عشرة) بما يتنافى مع دعوات الترشيق الشعبية في 25 شباط 2011 وما تلاه والتي أجبرت الحكومة المغرورة على إلغاء عدد من وزاراتها، فما حدا مما بدا، أم انه يقترح المقعد العاشر حتى لا يزاحمـ (هم) على مقاعدهم التسعة المحجوزة.

كان الأجدر بنائبنا وهو من مكون ليس عريقا فحسب بل مكون على يديه تدفق الرافدان ونطقت المسلة ودارت العجلة ونشأت المحبة، كان عليه ان لا يسكت ـ من البدء ـ عن الظلم حتى لو لم يطرق بابه حتى لا يجد نفسه يوما وحيدا مأكولا، وهاهو يرى أن لا صوت إلا للديمقراطيين مناصرين للمكونات وللقوميات وللمحافظات وللمرأة وللمدنية وللعدالة وللحريات، فالديمقراطي لوحده فقط يستطيع أن يمثل الجميع دون حاجة لرابطة عرق أو طائفة أو قبيلة لأنه يريد الحق والعدل والجمال ولا يريد النسب أو الأصح ادعاء النسب.

 فالمفوض ليس بشيعيته أو سنيته أو عربيته  أو كرديته أو تركمانيته أو مسيحيته أو ذكوريته سوف يدير دائرة هي من أكثر الدوائر العراقية حساسية، بل بعلمه وكفاءته ونزاهته وإخلاصه ووطنيته لأن المفوضية هي كالحكم مثلا في لعبة كرة القدم، وبالطبع لا تهم جنسية الحكم وهويته الفرق ولا المشجعين ولا الجمهور بقدر ما ينتظرون منه الإنصاف والعدل اللذين لا يتحققان ما لم يكن الحكم أو المفوض ملما بعمله وحياديا ومستقلا ومتوازنا فانتفاء خصلة يكفي لتعطيل الخصال الأخرى.

 وكل الدلائل والعلائم تشير أن المفوضية الهزيلة الجديدة ستكون اللاعب الـ 12 مع الفريق الحاكم في المباراة الانتخابية القادمة، وما قولي هذا لبث القنوط بل للتوقع والتحسب والاستعداد، ولفضح اللعبة الطائفية البغيضة المعادة، لأنهم قد يستطيعون خدع بعض الناس كل الوقت، وربما خدع كل الناس بعض الوقت، ولكن هيهات أن يخدعوا كل الناس كل الوقت.

 

  

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2232 الثلاثاء 02 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم