أقلام حرة

من المراهن عليه في أحداث التغيير .. البرجوازية العربية أزمة بنيوية / فرحان كلش

لم تقدم في مراحل التحرر الوطني السابقة اصطفافا حضاريا للعرب فسلمت الحكم في ظروف معينة لقوى طارئة آنذاك وهذه البرجوازية بشقيها القوموي والاسلامي غرقتا في أزماتها المتلاحقة فالقومويون العرب فشلوا في نقل حركة التحرر إلى حركة تقدم والاسلامويون العرب فشلوا في واقعهم في حين هزموا السوفييت مثلا في أفغانستان.

وهكذا تبدوا أزمة هاتين البرجوازيتين مستعصية على الحل في خضم الاندفاع الشعبي العربي باتجاه التغيير ومرة أخرى سيثبت المتخلفون حضاريا (البرجوازيون العرب) بأنهم من فرمل التقدم الطبيعي للمجتمعات العربية ولكن هل يمكن وضع المرآة أمام هذا العنصر الذي من المفترض أن يكون حاملا لفعل التغيير ذاته في هذه التلاطمات السياسية الحادة والمتسارعة، نعم فإ ن البرجوازية العربية القومية الفكر تتصف بما يلي :

- بتخلفها المتوارث

- بتبعيتها التقليدية

- بفسادها الهزيل

- بخياناتها المتكررة

- بفرملتها للتطور الاجتماعي

- بانهزاميتها التاريخية أمام الحركة الاسلاموية

وتتصف الحركات الاسلاموية العربية ب :

- عنفها المعتاد

-تقلباتها المستمرة

- ارتباطاتها المشبوهة

- عولميةحركتها

وهكذا......طالما أن هاتين العقيدتين طاغيتان على المشهد السياسي الحالي وطالما أن الواقع الاقتصادي – الاجتماعي – السياسي...بهذا الانحطاط المروع يمكن القول بأن بركة الصراع الدامي مازال في أولها فهي تتسع حدا قد يغرق حتى أشرعة السفينة.

ولكن هل هناك أمل ما في انقاذ الشرق الأوسط تحت نظرية " الثورة الشاملة " وهل ستسمح هاتان البرجوازيتان بتعميق الفعل الثوري حدا يحدث نقلة تسمى "اقتصاد الناس" بدل ملكية العائلة وتسمى سياسة وطن وليست سياسة القائد وتسمى ثقافة أمة فاعلة وليست ثقافة حزب، إن البدائل متاحة شرط توسيع قاعدة التحرك الجماهيري والعمل على أن ينعكس ناتج هذا التحرك على الجماهير نفسها، أما إذا نزلنا صورة عن حائط وعلقنا بدلا عنها صورة أخرى سيعيد التاريخ أحجيته المرة في الثورة على الثورات الميتة.

 

فرحان كلش

وان ( تركيا )

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2233 الاربعاء 03 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم