أقلام حرة

من يبكي على الوطن؟ / عباس العزاوي

وهذا باعتراف الجميع بسبب عدم توفر الخدمات الاساسية في البلاد ومن ضمنها الكهرباء، هذه المعضلة المستعصية على الحل رغم كل العقود والاجراءات المتخذة بصددها فهي اصبحت شماعة عظيمة للكثير من المحلليين السياسيين ـ اشباه محللي قناة الجزيرة ـ ومحط انظار جميع المتصيدين في مياه الصرف الصحي وخدماتها الرديئة، لان اطلاع المواطن على هذه الافكار الغريبة والسموم القاتلة التي تطرح في الاعلام العراقي المقروء تحديداً جديرة برفع الضغط لديه لاعلى مستوياته ودفع نسبة اليأس في قلبه درجة الانفجار.

 

لان مايُكتب لايشتعل ولا يساعد على الاشتعال لاسيما في بلد كالعراق، بل هو عبارة عن طوفان وامواج متلاطمة ومتراكمة من الاشكالات بدون حلول موضوعية، وانفاق مظلمة دون مخارج منظورة، فما يطرح من اشكاليات الوضع العراقي بكل ملابساته المفتعلة منها والحقيقية تجعلنا في حيرة من امرنا! وهل هو نتاج حتمي للتغيرات الجديدة ؟ واتساع افق الحرية في الكتابة دون ادنى وجل او حتى احترام لاي طرف، ام هي حملة اعلامية شرسة يقف ورائها البعثييون واحبابهم وصعاليكم وماسحي احذيتهم؟ ام هو واقع مزعج اوجدته حكومة غير متجانسة باقطاب متقاطعة ومختلفة في اوضح الواضحات؟!!.

 

الجدير بالملاحظة ان اغلب وسائل الاعلام العراقية المرئية منها والمقروءه تركز على الهجوم اليومي الممنهج ضد الحكومة وبدل تبني قضية بلادهم وديمقراطيته الفتية والعمل على اصلاح الامور تدريجياً ومحاولة النهوض بالواقع وتشخيص اسباب الاخفاقات ومن يقف وراءها، بهدوء وروية، نراهم يشنون حملاتهم التسقيطية بنشاط وافر وهمة عالية، مطالبين بثورة عارمة لاسقاط حكومة بغداد، ولايهم مايحدث بعد ذلك!!، يوم لاتحاد الادباء ويوم لخمارته ويوم لبارات ابي نؤاس ويوم لشارعه ويوم لشارع المتنبي، ويوم للسافرات ويوم للايمو.. وهكذا، لطم وبكاء يومي منظم على الحريات العامة والارهابيين السجناء والمعدومين والدكتاتورية المحتملة!! ولا بواكي على الخيانات والمؤامرات التي تحاك ضد البلاد، وهذا العراق بطوله وعرضه ومستقبله والحرب الارهابية المستمرة ضده لاتعني لهم شيئ ولاتقع ضمن اهتماماتهم الفكرية!.

 

فنحن امام مجموعة ترفع الشعارات الوطنية، وهي لاتجيد غير الشتائم والسخرية، واخرى تدعي اليسارية ـ اليسار الذي عرفناه بثوريته الحقه وتضحياته الجسام ايام كانت الكثير من هذه الرؤوس المنتصبة حاليا مخبئة في رمال الخوف والهزيمة، اليسار الذين طالبوا الزعيم قاسم بالسلاح عندما شعروا بالخطر يهدد وطنهم، ونسوا كل عذاباتهم ومشاكلهم مع الحكومة لاجل الحفاظ على الثورة ومنجزاتها ـ ومجموعة اخرى تتبنى التقدمية، لكنها تريد الرجوع بنا الى الوراء الى مؤامرات القومجيين والشباطيين القتلة وحفلاتهم الدموية، مجاميع شاءت الاقدار ان تضع بايديهم اغلب وسائل الاعلام، مجاميع ناقمة على الاسلاميين ولديها حساسية مفرطة منهم بسبب فتوى مرعليها خمسون عاماً، تدعي قرائتها للواقع العراقي بشكل عميق، لكنها تريد حرق العباد والبلاد اكثر مما هي محترقة بنيران الارهاب البعثي والسلفي! وعوضا ًعن توجيه حرابهم الوطنية ـ ان كانوا صادقين ـ ضد اعداء العراق الحقيقيين يخطأون الهدف كغيرهم ويغرسونها في صدر الوطن.

 

عباس العزاوي

6.10.2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2236 السبت 06 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم