أقلام حرة

رأيٌ في السُلطة والمعارضة في الأقليم / امين يونس

من الحِراك السياسي في كردستان، منذ أوائل السبعينيات .. بل كان قيادياً بارزاً وأحد مؤسسي الإتحاد الوطني الكردستاني .. مِما جعلهُ شريكاً في " الإنجازات " و" الإخفاقات " و"السلبيات " .. وتَعّوَدَ على [السُلطة] سواء أثناء الكفاح المُسلح " بمعنى قيادة آخرين وإتخاذ القرارات "، أو بعد 1991 .. بِما يُرافق السُلطة (ولا سيما في بُلداننا المُفتقرة الى أرثٍ ديمقراطي)  من إكتسابٍ تدريجي، لسلوكيات خاطئة وإنتهاج أساليب فردية.

وفي الوقت الذي .. لا اُصّدِق ان بإمكان السيد " مسعود البارزاني " ولا السيد " جلال الطالباني "، القيام بإصلاحات جذرية حقيقية .. لأن قيامهم بذلك، يعني ببساطة : تقليص نفوذهم الواسع وإنقاص صلاحياتهم الكبيرة وإنهاء سيطرتهم على الإقتصاد والموارد .. فكذلك لا اُصّدِق، ان بإمكان " نوشيروان مصطفى " .. تكملة المِشوار الذي تَبَناهُ والذي يتمحوَر حول " التغيير " .. لأنه لو فعلَ ذلك بصورةٍ ناجزة .. فأنه أيضاً مشمولٌ بالتغيير .. وهو أيضاً من رموز المرحلة القديمة، المُثقَلة بالإحترابات الداخلية والإنتهاكات والتصفيات ! .

أما الشعارات : مُحاربة الفساد، الشفافية، توحيد الإدارتَين، فك تداخُل الأحزاب مع الدولة، العدالة في توزيع الثروة، جعل البيشمركة قوات وطنية وليست عائدة للأحزاب... الخ، فهي ليستْ شعارات خاصة بحركة التغيير ولا هي حِكراً عليها .. بل في الحقيقة، إرتفعتْ أصوات مُطالبة بِكُل هذه الأشياء، منذ مطلع التسعينيات .. لكن الذي يُحسَب، لحركة التغيير، انها " نّظمتْ " هذه المطالب، واعْطتْها زخماً .. مما أكسبها تعاطفاً شعبياً ولا سيما لدى الشباب، خاصة في السليمانية .

في رأيي الشخصي .. حتى لو كان للسيد " نوشيروان مصطفى " نوايا حسنة وأهداف نبيلة، غايتها إصلاح الاوضاع والإرتقاء بواقع الأقليم .. فأنه لايستطيع الفكاك بسهولة، من إرثهِ وتأريخهِ " ومَهما يُرّوِج مُريدوه بأنهُ لم يُشارِك في أيٍ من المحطات المُحزنة والكارثية في الثمانينيات والتسعينيات " .. فهنالك بالمُقابل .. العديد من الناس لهم رأيٌ آخر !.

الأملُ كبيرٌ في إعتقادي .. ب [الشباب] في حركة التغيير .. الشباب المُتحمِس الذي لم تُلّوِثه المعارك الداخلية المُخزِية .. الشباب الذي لم تُوّسِخهُ ممارسة السُلطة .. الشباب الذي لم يُمارس الفساد بأنواعه .. بِنَمو أعداد هؤلاء الشباب .. يمكن التفاؤل .

كَمْ نسبة شباب التغيير، الذين كانوا مُطّلِعين مُسبقاً .. على اللقاءات التي جرَتْ مع الرئيس الطالباني .. أو عن مادار بين نوشيروان وقائد فيلق القدس الايراني .. او عن كيفية التهيئة والغاية الحقيقية من الإجتماع مع وفد قيادة الحزب الديمقراطي ؟ .. لا أعتقد ان " تهميش " الشباب في حركة التغيير، أمرٌ مخفي .. بل هو ظاهرٌ لِكُل ذي عَينَين ! .

إذا كان إحتكار القرار، في الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني .. محصوراً في حلقةٍ ضيقة فقط .. وأصبح ذلك تقليداً مُتبَعاً ومُمارسة طبيعية " شأنهما في ذلك شأن معظم الأحزاب في العراق عموماً " .. فأن، إنتهاج " نوشيروان مصطفى " وبضعة أنفارٍ .. لنفس النهج، وعدم إستشارتهم للشباب في الحركة " بصورةٍ جدية " .. سيضعِف حركة التغيير ويجعلها عُرضة للإنقسامات .. وهذا ما لايريده .. كُل الطامحين لتغييرٍ حقيقي !.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2237 الأحد 07 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم