أقلام حرة

حزب الدعوة .. الماضي والحاضر / رضا الموسوي

مادية كانت ام معنوية، وبهذا ينسحب الامر على معارضة الحكم، فالمعارضة لا تأتي من فراغ وانما بسبب افعال الحكومة لتكون الانعكاس لطريقة الحكم، وهذا ما شهدته سلطة الحكم في العراق منذ تحريره من سلطة الرجل المريض عام 1917 الى يومنا الحاضر .

شهد العراق تخبطا وتحولات كبيرة في نظامه السياسي خلال المائة عام الماضية، فبدأها بالملكية وتلتها الجمهورية واستقرت اليوم بالنيابي البرلماني الديمقراطي، ولعل الانظمة التي حكمت العراق في المائة عام الماضية لم تلبي طموح الجماهير مما ساهم هذا الامر في تشكيل المعارضة السياسية بغية تغيير الحكم، واختلفت المعارضة مع اختلاف الحكام، فمعارضو الامس حكام اليوم وهكذا يتم تبادل الادوار وتتصارع الافكار والايدلوجيات .

بعد ظهور ملامح الحكومة العراقية الجديدة اي منذ عام 2005 والى اليوم سيطر على الحكم في العراق حزب واحد تقريبا والذي شرع لتطبيق نظريته في ادارة الحكم للعراق الجديد، لكن المتتبع يرى فجوة بين المبدأ والتطبيق اذا ما نظرنا الى الشعارات التي رفعها الحزب الحاكم اليوم والمعارض سابقا ابان معارضته لحكم صدام حسين، فشتان ما بين النظرية والتطبيق، حيث تشكل حزب الدعوة بقيادة السيد محمد باقر الصدر والذي استلهم نظرية الحكم من النظرية الاسلامية في الحكم والتي سبقه فيها استاذة الراحل السيد روح الله الخميني والذي يؤمن بالحكومة الاسلامية منطلقا من القاعدة الفقهية التي تجوز عمل رجل الدين في المفصل السياسي، لكن ابناء المعارضة اليوم نجدهم ابتعدوا عن منهجهم السابق، بيد ان الفترة الزمنية التي تفصلنا بين زمن المعارضة والحكم ليست بالطويلة اذا ما قال قائل ان الافكار تتغير والايدلوجيات تتطور وان العقلية البشرية ليست جامدة بل هي في تطور مستمر، مثلما نشهده في روسيا والصين وتحولهما التكتيكي من الاشتراكية الى الرأسمالية.

اليوم نشهد ان الحزب الحاكم انسلخ عن شعاراته ومبادئه التي رفعها ابان تشكيله لمعارضة النظام السابق، ولكن هذه المرة لم تواكب التطور الايجابي في طريقة الحكم بل وقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه من سبقوه ممن عارضوا الانظمة التي حكمت العراق، فهم ايضا رفعوا شعارات المساواة وحرية التعبير والتعددية السياسية والحكومة العادلة ولكن سرعان من نجدهم انسلخوا من شعاراتهم ليأسسوا نظاما دكتاتوريا يعتبر الرأي المخالف لنهج حكمه عابثا في الامن الوطني، وهذا ما يسير عليه حزب الدعوة الاسلامي السابق- العلماني اليوم في طريقة الحكم من تسويق نفسه ووجوده على رأس الحكم بأنه الحامي الوحيد للعراق ووحدته ارضا وشعبا، وماسواه من المعارضين فهم طائفيون يعملون لأجندات خارجية لزعزعة امن واستقرار العراق ..

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2239الثلاثاء 09 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم