أقلام حرة

أراجيز المؤامرة / بهاء الجبوري

على المستوى الجغراقي موقعا وعلى المستوى ألموارد ألأقتصادية والمستوى الديني حيث أن للأمة العربية عقيدة تعتنق ألأسلام دينا في مساحتها ألأوسع في الدائرة المجتمعية وبالتالي هي أمة النظام العالمي الثالث بين انظمة العالم من اشتراكية ورأس مالية ديمقراطية مع العلم أننا حينما نذكر مسائلة النظام لا نقصد به النظام السياسي الحاكم لأقطار الامة العربية وكما هو المعلوم ان الكثير من ألأنظمة العربية السياسية تعتمد ألأنظمة المختلفة منها ألأشتراكية ومنها الديمقراطية الرأس مالية ومنها من تعتمد النظام العلماني وغيرها وبعضها ذات أنظمة هويتها غير محددة وغير واضحة حيث نجدها متارجحة بين الرأس المالية والديمقراطية وألأسلامية والعلمانية وغيرها.

ومن هذه الخصوصية الجغرافية وألأقتصادية والدينية وأنعكاساتها السياسية نشأت المشكلة كل المشكلة متمثلة بتكالب ألأطراف العالمية ذات ألأهداف المختلفة والمصالح المتنوعة التي تستهدف المنطقة العربية بكل أشكال ألأستهداف، أستهدافُ محموم متوحش لا يمثل ولا يعبر ألا عن الشكل أو الوجه الحقيقي للطامعين بألأمة في كل مفاصل وجودها .

أطراف أرتكزت على أيجاد المبررات المصطنعة للتدخل والتدخل لا يمثل سوى مشاريع ذات أهداف متعددة الغرض منها السيطرة والهيمنة لتحقيق حالة ألأستعمار وبالتالي تحقيق ألأمتهان الذي تقف خلفه عقلية سياسية غاية في الخطورة على ألأمة العربية بالتحديد والعالم بوجه أعم .

ونحن حينما ننحي هذا المنحى في القراءة لا نود أن يسيطر على البعض فكرة مفادها أننا ندور في فلك ومدار أسقاطات فكرة عقلية المؤامرة هذه الفكرة التي هي أصلا مسائلة صنعت وعلبت وسوقت تصنيعا وتعليبا وتسويقا من ألأطراف التي تسعى الى تحقيق الكثير من ألأهداف في المنطقة العربية.

وبالتالي نجد أن ألأمة تعيش حالة ألأرتباك وألا أستقرار وهذا ما تثبته جيوسياسية المنطقة العربية والتي من أبرز مفاصلها التمزق والتشتت على المستوى السياسي في المواقف وألأراء وعلى المستوى ألأقتصادي في التنافس السلبي المنطلق من التفرد في النفعية ألأقتصادية والتي ترتكز على أللغاء ألأخر أقتصاديا ومعهما التمزق والتشتت الثقافي وعلى وجه التحديد الديني والذي نشئ من خلاله الكثير من ألأختلاف والخلاف في الواقع ألأجتماعي السياسي العربي وبالتالي أيجاد البيئة المناسبة التي توفر ألأرضية الخصبة للأختراقات الموجهة الى البنية العربية بكل تفاصيلها.

وبدلا من أن يقف أصحاب الشأن العربي على كل المستويات وبكل الاتجاهات صفا واحدا ليمثلوا بمجموعهم قوة عربية لا تعطي المؤاخذات على نفسها قوة تجعل من المتربصين الدوائر للأمة تجعلهم يفكرون مئات المرات قبل أن يتخذوا قرار فيه الكثير من الضرر والضرار على ألأمة حاضرا ومستقبلا، والمسائلة لم تقف عند هذا الحد بل تجاوزت الى ما هو أخطر من خلال عقلية سياسية يتصف بها بعض أصحاب الشأن في المنطقة العربية، عقلية سياسية ..أنهزامية.. مضافا لها السطحية المفرطة والنمطية المدمرة التي أثرت سلبا على الواقع العربي وجعلت منهم أدوات طيعة للجهات ذات ألأجندة وألأهداف تتحكم بهم هذه الجهات يمينا وشمالا متى ما تشاء وكيف تشاء بطريقة مباشرة من داخل المنطقة وطريقة غير مباشرة من خلال التحكم عن بعد وبالتالي أصبحت هذه الجهات العربية وحقيقة أن العروبة منهم براء أصبحت تمثل أراجيز تحرك في داخل الدائرة العربية لا شأن لها سوى ألأمتثال للأوامر الصادرة من الجهات الطامعة في وطننا العربي، الجهات التي تهدد (ألأمن الوجودي العربي) وبالتالي جعل ألأمة العربية تتجمد عن واقع الصيرورة التأريخية والتكامل ألتأريخي ليمثل العرب بمجموعهم قوة أقليمية ودولية تؤثر تأثيرا كبيراً في المعادلات ألأقليمية والدولية على حدٍ سواء .

وبالتالي متى ما تخلصت ألأمة من تنفذ هذه ألأراجيز في واقعها ومتى ما أستبدلت هذه ألأراجيز المضحكة المبكية بأبناء ألأمة الشرفاء أصحاب الفكر السياسي الذي يحترم ويقدس عناصر القوة التي تمتلكها ألأمة ويعملون على شحذ الهمم بأرادة ملؤها التوكل على الخالق البارء، بالتالي سوف تكون النتيجة بديهية ومنطقية وهي رجوع ألأمة الى الواقع الرسالي الكريم وتنطلق ألأمة ببرامج تنموية توجد في النهاية مناخا عربيا قادرا في البناء والنماء على كل المستويات وعلى كافة الصعد .ومن ثم قطع وتين المتربصين الدوائر بألأمة وتخليص ألأمة من الخطط والبرامج الرامية الى المرامي التي لا تمت للأنسانية بصلة،

ولكن السؤال المطروح ..هل أن نهاية التسلط لهذه ألأراجيز حانت من خلال ما يسمى بالربيع العربي أم أن هذا الربيع هو لعبة جديدة الهدف منها تغيير الخارطة السياسية العربية ضمن المقاييس والمعايير للجهات التي أدمنت التربص للعرب ووجودهم على الخريطة ألأنسانية، هذا ما سوف تجيء أجابته الشافية الكافية من ألأحداث المتصاعدة في المنطقة العربية وحقيقة ألأفرازات التي سوف تفرزمن هذه ألأحداث وأن غدا لناظره قريب.

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2243 السبت 13 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم