أقلام حرة

ملائكة طائفيون يتدخلون في الازمة السورية / عباس العزاوي

حروب السلاطين وقادة الرذيلة والخيانة، ضد الابرياء من اخوانهم في الدين والوطن والانسانية، وانت جالس على اريكة ناعمة وملابسك نظيفة تحضى بنعيم وترف العيش الذي لم يكن يحلم به حتى هارون الرشيد نفسه!، وماعليك الا التحايل على عقولهم الخاوية عن طريق الدين وعوالمه المقدسة  فهو الاكثر فاعلية في اثارة مشاعر البسطاء والجهّال ناهيك عن الاغراءات التي تقدم  للفحل الذي يتفجر رجولة عن صور الجنة ومافيها من مزايا وحورعين ووجبة شهية ودسمة مع النبي، لايمكن الحصول عليها بعبادة اعتيادية، او عمل صالح يخدم البشرية ويساهم بحفظ كرامة الانسان، بل الطريق الاقرب والاسرع للجنة التي يطلبون هو الذبح والقتل وترويع الابرياء الآمنين حسب الفقه الوهابي، مع اضافة القليل من التوابل الشرعية للحروب" الجهادية " كالادعاء مثلا بحلول بركات السماء واقرارها بعدالة وقدسية المعركة بانزال ملائكة  تنقل الجرحى والقتلى، وتدخل السرور على قلوبهم، وربما تقاتل نيابة عنهم!!.

 

فالوهابية واتباعها من عناصر القاعدة لم يكتفوا، بما الحقوه من اساءة وتشويه لصورة الاسلام والمسلمين في كافة انحاء العالم، من خلال التفخيخ والعمليات الانتحارية وسط المدنيين ناهيك عن الذبح بالسكاكين لاعدائهم او حرقهم احياء كما حدث قبل ايام في سوريا!! والتمثيل بجثثهم، او قطع رؤوسهم كالخراف وارسالها لاحد آمراء الارهاب مقابل مبالغ معينة، او حتى ارسالها لذوي الضحايا مقابل فدية كما حصل في العراق 2006 ـ 2007، فقد بدأت وسائل الاعلام الوهابي بتسريب مقطع (يوتيوب)* يوثق حالة غريبة اقرب الى الدجل والشعوذة منها الى الدعم الاعلامي للمعركة، فقد ظهر في الفلم  (ملاك) شخص يرتدي الثياب البيضاء يمر بالقرب من الجيش السوري دون ان يصيبه احد بالاذى واستطاع احد المارة من تصويرهذا الملاك المفترض وهو ينقل جثمان احد القتلى بيديه ليوصله الى رفاقه  المختبئين في الازقة، لكن المثير في الامر،ان هذا الملاك ثيابه قصيرة وبذقن طويل!! علاوه على انه لم يستطع رفع القتيل من الارض فقد ظلت اقدامه تخطان في الارض،هذه الملائكة الخاصة جداً تظهر الان فقط في صالات العرض الوهابي وفي حروبهم حصراً في عرض ممتع وشيق.

 

ان هذه " الملائكة السماوية " لم تشترك طوال التاريخ مع ايِّ جيش اسلامي  لنصرته، ولا حتى في اشد المعارك دموية  ومأساة جسدت الصراع الحقيقي بين الحق والباطل، لكنها تظهر فجأة وبدون مقدمات لنصرة المجاميع المسلحة في سوريا، مع معرفتنا جميعاً باستحالة حدوث هكذا امر، فقد ورد في القران الكريم  ذكر لجنود الله دون رؤيتها من قبل البشر فضلا عن تصويرها!!، لكن يبدو وحسب السيناريو الوهابي، ان تلك المعارك كلها باطلة ولاحق فيها باستثناء معركتهم  ضد حزب البعث العلوي السوري، فان الملائكة لم تستطع صبراً امام معركة الحق هذه!! فراحت تشارك هذا الجمع " المؤمن " بشحذ هممهم ومساعدتهم على اخلاء قتلاهم، بمعنى انها ملائكة طائفية ووهابية!!.

 

ولكن لو نظرنا الى القضية من جانب آخر بعيداً عن السخرية، نجد ان هذا الفلم مؤشر واضح على هزيمة  السفاح الوهابي امام الجيش السوري  ودخوله في زاوية حرجة دفعته لتسويق فكرة هذا الفلم المفبرك، فلو كان منتصراً لما احتاج الى دعاية اعلامية بصبغة دينية مؤثرة تدغدغ مشاعر المسلمين وتستدر دعمهم ودموعهم ولربما الالتحاق بمعاركه المقدسة.

 http://www.youtube.com/watch?v=1oNCRixlAHU&;feature=player_embedded *

 

عباس العزاوي

12.10.2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2243 السبت 13 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم