أقلام حرة

أباطرة كردستان / احمد العباسي

وكنا نشترك معهم في الظلم والاستبداد الذي مارسه المقبور لأكثر من 35 سنة. وبعد أن سقط صدام (وسحلو) رأسه في شارع الفردوس في بغداد تحول الاكراد في ليلة وضحاها من مظلومين الى جلادين وهذا أغرب شيء لمسته وعرفته في حياتي. التحول العجيب الغريب لقادة كردستان المفاجيء أدهش العالم الغربي والعربي والمحلي !!

لقد (استعجل) الكرد في قراراتهم الجائرة والظالمة بحق الحكومة المركزية والشعب العراقي عامة وهو (حلب) الحكومة المركزية اذا جاز القول !!

اقول الى الاخوة الكرد الحصول على المكتسبات لايتم بهذه الطرق الملتوية. لقد خانكم ذكائكم ووقعتم في الفخ الذي نصبته اسرائيل لكم. وخضوعكم لتعليمات وتوجيهات اليهود وبعض دول الخليج سوف ينعكس عليكم سلبا. واذا أردتم الحقيقة أن الانعكاس هذا قد بدأ وأنتم تخسرون نتيجة تهوركم أكثر مما تتصورون وحتى أكثر من الـ 17% !!

أقول كان عليكم أن تكسبوا ثقة الحكومة المركزية والشعب العراقي خاصة أفضل بكثير من اللهجة المتعالية التي خاطبتمونا بها. هذا الاستعلاء أوقعكم في شراككم.

والا تعالوا معي مامعنى أن تتحولون من مظلومين الى جلادين ؟

وفجأة تنقلبون على أعقابكم. وتلجأون الى الصهاينة وتتركون أخوتكم في المصير في بغداد. ماذا تسمون هذا؟ ثم أن افعالكم وتصرفاتكم لاتدل على نوايا سليمة.

وهناك ثغرات في الدستور كتبت بطريقة يبدو انها دبرت بليل. وأنكم شركاء بكتابة الدستور. وهذا لايخفى على أحد. هذه واحدة من أقبح جرائم القرن الذي نعيش فيه. ثم انكم تريدون حكومة عراقية ضعيفة لكي تستنفذون خيرات العراق. فكلما كان العراق ضعيفا ومدمرا ويعلوه الخراب فكلما ازدادت قوتكم وتفرضون شروطكم !!

ومسلسل سحب الثقة واحد من عشرات الامثلة التي عملتم عليها. والسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة كانت تدخل من كردستان لتحرق أبناء الوسط والجنوب.

اضافة لذلك كان القادة الكرد في بغداد (يحيكون) المؤامرات ضد دولة رئيس الوزراء نوري المالكي. اليس كذلك ؟ هل تنكرون هذه الحقائق الملموسة ؟

ورغم اننا سمحنا لكم أن تشاركونا في الحكم واسبابها معروفة ولكن لم يدر بخلدنا أنكم سوف تطعوننا في ظهورنا. لقد كشف الدكتور حسين الشهرستاني سرقاتكم النفطية عبر شمال العراق ومن هناك يهرب الى بعض الدول وبالدليل.

لماذا قامت الدنيا ولم تقعد؟ هل أصبح قول الحقيقة يخيفكم ويهز عروشكم ؟

ثم اعطوني سبب واحد مقنع عن ابناء رئيس اقليم كردستان الذين أصبحت لهم سطوة أكبر المافيات في العالم. (مسرور ومنصور ومصطفى وويسي ومخصي). وهؤلاء هم من يقودون عمليات تهريب النفط عبر كردستان بشكل دوري ومنظم !

وأن ابناء مسعود البرزاني هم من يسيطرون كليا على جميع المفاصل السياسية والاجتماعية والتجارية بشكل كامل. ولايمكن لاي شركة عالمية كانت أو محلية أن تدخل وتعمل في الاقليم دون أن يكون لهم نسبة من العمل. وهذا ماجعلهم (أباطرة الفساد) ويكونون أشبه مايسمى بالحيتان الكبيرة التي تلتهم من يقف أمام تطلعاتهم وسلوكهم الغير صحيح في استغلال موارد شعبنا بما يخدم مصالحهم وليس بما يخدم الشعب العراقي كله مستغلين نفوذ والدهم الذي مكث متوج لمملكة كردستان 20 عاما. واليوم ابنائه يسيرون على خطى أبيهم. وسياسة التوريث هذه مأساوية !!

وهي استنساخ وتأسيس لدكتاتورية بغيضة كان المقبور قد فعلها وكان عنده أولاد اثنين ولكن البرزاني عنده ضعفي هذا العدد ولذلك فهي أخطر دكتاتورية في العالم.

وفي (حسبة) بسيطة اذا حسبنا سرقات مسعود البرزاني وابنائه للنفط يوميا سوف يكون أمامنا رقم لايقل عن 30 مليون دولار يوميا في (جيبه). وشهريا 90 مليون دولار وسنويا 1,080 مليار دولار سنويا هذا على أقل تقدير أو أكثر !!!

لذا نطالب أن تحقق الحكومة المركزية بهذه الارقام ومحاسبته وفق القانون. وأستقطاع ماتم نهبه وسرقته خلال كل هذه السنوات لان أموال النفط ليست من حقه وحق عائلته الغارقة في الفساد والجرائم حتى أذنيها. فلا تكاد فضيحة تنتهي حتى تبدأ فضيحة اخرى تزكم الانوف. من تبذير أموال الشعب على موائد القمار في دبي التي خسر فيها منصور مسعود البرزاني في دقائق معدودات أكثر من ثلاثة ملايين دولار ومئتين الف وهو يعاقر الخمر والنساء الماجنات تحيط به من كل جانب. والقصر الفخم الذي اشتراه مسرور في ولاية فرجينيا الامريكية بـ 10 مليون دولار. الى تبذير الآف الدولارات على رؤوس الساقطات في الملاهي !!

فكيف بعد كل هذا تريدوننا أن نصدق بحكومة الاقليم وهي بهذا الفساد الخرافي؟!

الشعب الكردي مغلوب على أمره. وهم يعرفون طغمة الحكم أن تكلم أحدهم واعترض يرمى في غياهب السجون. مثلما حدث للصحفي الذي قتل سردشت عثمان. وكذلك اعلن مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين عن صدور قرار بسجن الصحفي زانيار حمه لمدة شهر وغرامة مقدارها 225 الف دينارعلى اثر نشره مقال صحفيا عن أوضاع كردستان واحتجاز أثنين اخرين لقولهم الحقيقة التي لم ترق لقادة كردستان. ويعد ذلك تجاوزا على قانون العمل الصحفي !!

بل أن محكمة اخرى حكمت قبل ايام على أحد الصحفيين سنتين واسمه كارزان كريم بحجة تسريب معلومات من مطار أربيل الدولي كونه موظفا في المطار !!

وهذا يعني تصفية لبعض الاعلاميين وسجن اخرين بسبب مقال او تصريح ينتقد به حكومة الاقليم. فهل بعد ذلك يستطيع أن يقول لنا قائل هناك ديمقراطية في الاقليم أم ديكتاتورية؟ وهل هناك قادة سياسيين في كردستان صناع سلام أم مهربين للنفط العراقي وخارجين عن القانون ويتشبهون بقائد الضرورة المقبور؟

 

سيد احمد العباسي

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2245 الأثنين 15 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم