أقلام حرة

التطرف الديني والحالة العراقية / جمعة عبد الله

وانما تشمل كل الطوائف الدينية دون استثناء، بتواجد بؤر التطرف المعشعشة فيها . وتلتزم باسلوب عملها وسلوك نهجها،العنف والارهاب بكل صوره واشكاله من اجل الوصول او بلوغ اهدافها الدينية والسياسية، وان عقيدتهم الدينية تتسم بالانغلاق والجمود ورفض الاخر وعدم الاعتراف به، والمبالغة التكبيرية في تميزهم وعلومكانتهم على باقي الطوائف الدينية الاخرى، باستخدام اساليب الشطب والتحريف وزيف والانتقاص من مكانة الطوائف الاخرى في المجتمع في دورها وفعاليتها، وان اصحاب التطرف الديني لايؤمنون  في الاجتهاد الديني او التفكير الديني الواسع خارج قوالبه الجاهزة، وهي لا تؤمن ولا تقبل بتعايش الاديان (لكم دينكم ولي ديني) كما هو موجود و معروف ومقبول منذ قرون عديدة، إلا ان هذه الشريحة بافرادها وملتها وانصارها ياخذون منحى ديني يعتمد على تأؤيل النصوص الدينية بمنحى التحريف والتزوير والقفز على الواقع المعاصر وفق عقليتهم وتفكيرهم المنعزل  في شرنقة سلفية تصب في كثير من الاحيان بمخالفة الواقع والمنطق،والمزيد من تهويل الماضي السحيق وابرازه كأنه مثال لجروح المجتمع والعلاج الشافي له .باتخاذه مصدر حياتي عام وشامل  دون مشورة الاخرين  اودون تقبل النقد او الرأي الاخر  اودون محطات تسامح وتفاعل بالنزوح الى تقبل الاديان والتسلح بمتطلبات المجتمع  بالظروف السياسية  التي تتطلب المرونة والتواضع والانفتاح وليس تسيد الافكار الشوفينية وهي بالضد من مبادئ المحبة والاخاء والتعايش السلمي والاجتماعي والديني، بل جل افكارهم تقود الى الانعزال والتقوقع وحشر الدين لاهداف وغايات خبيثة، ضمن عقلية ضحلة ترفض التنوع الثقافي وحوار الاديان، وتنظر نظرة سلبية الى العلوم الفكرية والعلمية وتطور المجتمع في استخدام التقنية الحديثة والتكنولوجية المتطورة في مسايرة تطور البلدان المتقدمة في كافة المجالات لخدمة تطلعات الشعب،بل ان هذه المجموعات الدينية السلفية تتخذ من وسيلة اصدار صكوك الغفران وتشريع جملة من الفتاوي الكوميديا التي تثير الغرابة والاستهجان دستور لعملها رغم انها مخالفة ومناقضة للواقع المعاصر وما يتطلبه الظرف بل تظل منطوية في شرنقة الماضي وتهمل الحاضر والمستقبل، وتتخذ من آفات المجتمع مثل الجهل والخرافات والشعوذة والامية دليل عمل، وتصدر قوائم لا تنتهي من الممنوعات  والمحرمات وفق ثقافة ضحلة يشدها الحقد والكراهية وسيلة لنفوذها وانتشارها، رغم ان الحياة تتطلب التحرر من القيود التي . وتقف حائلا امام بوادر الحرية والكرامة والانفتاح

  على ثقافات الشعوب،الى تحقيق العدالة الاجتماعية وهي احدى الاهداف السامية للشعوب، وهذه المجموعات الدينية المتطرفة لاتعترف بالحرية السياسية والتقاليد الديموقراطية وتعتبرها

عدوتها الاولى، وذلك بتشويه وتزيف مضامينها بحجج وذرائع لا تصمد امام الواقع، وهذا يدل بشكل صريح بانها ضد حرية التعبير والرأي وضد الحياة المدنية، بل انهم

اباحوا شريعة الدم وثقافة العنف والارهاب متسترين بثوب الدين . وتنشط هذه المجموعات والافراد في الاحياء الفقيرة التي يكثر فيها الجهل والامية ونعدام التواصل الثقافي

والسياسي، وتستخدم هذه المجمعات المتطرفة المال المتوفر لديها بشكل هائل في تجنيد الشباب العاطل عن العمل، وذوي العوز المادي  وضنك الحياة لتجنيدهم في عملية

غسل دماغ بحيث يكون قنبلة موقوتة او ناسفة عند الحاجة والطلب .. اما ما يخص الشأن العراقي او الحالة العراقية، نجد هذه  المجاميع تقوم بنشاطات تخريبية وارتكاب

جرائم مروعة بحق السكان الابرياء، بهدف تمزيق اللحمة الوطنية واشعال الفتن الداخلية بتأجيج الصراع الطائفي وتأزيم المناخ السياسي بالغيوم الصفراء، والعمل الحثيث

في جر العملية السياسية الى طريق منحرف من خلال التخريب السياسي المنظم والمدروس بهدف الوصول الى غاياتهم في نسف النسيج الاجتماعي ونسف المعالم السياسية

والثقافية وارجاع العراق الى الوراء بقرون عديدة


جمعة عبدالله

  

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2245 الأثنين 15 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم